رحلة تأخذك إلى جذور دبي التاريخية وطرق العيش التقليدية

سيراً على الأقدام.. من «حي الفهيدي» إلى أسواق التوابل والذهب والعطور عبر «خور دبي»

صورة

قبل أن تتحول دبي إلى مدينة عالمية، كان «حيّ الفهيدي» التاريخي يعتبر قلب الحياة النابض فيها، إذ يمكنك أن تتجول بين أزقة هذه المدينة القديمة، وعلى طول «خور دبي»، للاطلاع على أسلوب حياة السكان الأوائل. وخلال هذه الجولة الثقافية التي تختبرها سيراً على الأقدام، ستزور «حي الفهيدي» التاريخي و«خور دبي»، ولا تكتمل التجربة في هذا الحي دون التجول في ممراته الضيقة للحصول على لمحة عن طريقة العيش التقليدية في دبي منذ منتصف القرن الـ19 وإلى سبعينات القرن الـ20، حيث المباني ذات البراجيل الشامخة، والمشيدة بمواد بناء تقليدية من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الساج، وخشب الشندل، وسعف وجذوع النخل، متراصة بشكل تلقائي، تفصل بينها الأزقة والساحات العامة، التي تضفي على الحي تنوعاً جمالياً طبيعياً، وهنا ستستكشف مساحات فنية مبتكرة، ومتاحف ومقاهي في منازل تقليدية.

يمكنك أن تتابع طريقك نحو «خور دبي» باتجاه شارع المُصلّى، لبلوغ مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري والثقافي، الذي يعتبر الخيار الأول لدى معظم الزوار الراغبين في الاطلاع على الثقافة والتقاليد المحلية، كما يوفر المركز معلومات كثيرة، وينظّم بعض الأنشطة كفصول اللغة العربية، والجولات التراثية والزيارات التعليميّة للمساجد. وقد تمّ تدشين هذا المركز لمساعدة الزوار على فهم ومعرفة ثقافة وعادات دولة الإمارات، ذلك أن فهم التقاليد المحليّة يضيف عمقاً ومغزى لتجربة أي زائر في دبي.

تابع سيرك في المسار المتعرج نحو سوق الأقمشة، الذي يجسّد تاريخ التجارة في دبي، وامشِ بين المتاجر والأكشاك الصغيرة لشراء أروع الأقمشة الملونة وأحلى الهدايا التذكارية، وبمجرد انتهائك من رحلة التسوق، اتّجه يميناً إلى الشارع 34 وتابع سيرك إلى الشارع (3أ) للوصول إلى متحف ساروق الحديد، الذي يعرض مجموعة من التحف الفنية التي تم اكتشافها في موقع أثري في قلب الصحراء، ويستخدم المتحف أحدث الأساليب التقنية في استكشاف موقع ساروق الحديد – «درب المعادن»، وهو أحد المواقع الأثرية الصحراوية التي كانت مركزاً للصناعات المعدنية منذ نحو 3000 سنة.

في ما بعد يمكنك الإبحار في المياه على متن العبّارة، بعد العودة سيراً على الأقدام نحو الشارع (3أ) للوصول إلى محطة قوارب العبّارة في «بر دبي» بجوار «خور دبي»، ويعكس هذا الممر المائي جذور دبي التاريخية، حين كان السكان الأوائل يعتمدون على مياهه كعنصر أساسي للحياة. كما يمكن للضيوف القيام بجولة قصيرة عبر الخور إلى ديرة على متن العبارة التقليدية لقاء درهم واحد فقط.

وتم أخيراً توسيع الممر المائي في «خور دبي» كجزء من مشروع قناة ممتد على طول 3.2 كيلومترات، لتشكّل قناة دبي المائية حقبةً جديدة من التطور الحضري في المدينة، وتمتدّ من الخور إلى الخليج العربي، مروراً بـ«الخليج التجاري». وينصح بالعودة مرة أخرى لاكتشاف هذا المسار الخلاب على متن قوارب «فيري دبي».

ستصل إلى الجانب الآخر من «خور دبي» بعد رحلة قصيرة، وهنا يمكن العبور إلى شارع «بني ياس» وشارع البلدية القديمة لمسافة كيلومتر واحد قبل الانعطاف يميناً نحو منطقة «سوق الذهب» التاريخية، للتعرف إلى الحِرف اليدوية ومجوهرات الزفاف المتلألئة، وفي حال تسنّى لك وقت كاف، توجه إلى «سوق العطور» واكتشف روائح العود والبخور الفواحة، ولن تجد صعوبة في الوصول إلى «سوق التوابل»، فما عليك سوى التوجه يميناً إلى طريق بني ياس وتتبّع روائح الهيل، والكركم، والليمون المجفف وبتلات الورد، إذ تضمّ أزقة السوق مجموعةً من الباعة المحليين وواجهات المتاجر المملوءة بأكياس التوابل.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر