56 علامة تجارية للخضراوات المعلّبة في الإمارات

كشف مسح ميداني أجرته «الإمارات اليوم»، عن وجود نحو 56 علامة تجارية لمنتجات الخضراوات المعلّبة، بمختلف أنواعها، في منافذ البيع الرئيسة في أسواق الدولة، وتستأثر المنتجات التي تم تصنيعها وتعبئتها محلياً على نحو 18 علامة تجارية، بنسبة 32%.

 وتباينت دول المنشأ المصدرة للخضراوات المعلبة بأسواق الدولة، وشمل أبرزها الولايات المتحدة الأميركية، تايلاند، المملكة المتحدة، الصين، فيما اختلفت سلع المنتجات بين فول وحمص وفاصولياء، وكما تضم منتجات للفطر البري، وخضراوات مشكّلة مطهوة أو مسلوقة، وذرة صفراء، وفول صويا.

من جانبهما، أشار مسؤولان بقطاع تجارة التجزئة، إلى أن المنتجات المصنّعة والمعبأة محلياً تستحوذ على حصة جيدة من القطاع، مرجعين ذلك إلى تفضيل عدد كبير من الشركات المصدرة إلى الاستفادة من موقع الدولة لتعبئة منتجاتها وطرحها في السوق المحلية، بجانب التصدير لأسواق مجاورة.

الخضراوات المعلبة

وتفصيلاً، أظهر مسح ميداني أجرته «الإمارات اليوم»، وجود 56 علامة تجارية لمنتجات الخضراوات المعلبة في أسواق الإمارات، وتستأثر المنتجات المصنّعة والمحلية على نحو 18 علامة، تتم تعبئتها محلياً، بنسبة 32%.

وتأتي المنتجات الأميركية المنشأ في المرتبة الثانية في سوق منتجات الخضراوات المعلبة، بعدد 10 علامات، فيما تباينت دول المنشأ لمنتجات الخضراوات المعلبة في أسواق الدولة بين تايلاند، الصين، السعودية، فرنسا، إسبانيا، المملكة المتحدة، المجر، الهند، جنوب إفريقيا، الأردن، لبنان.

أنواع الخضراوات

تشمل منتجات الخضروات المعلبة أنواعاً مختلفة، من أبرزها، الفول المدمّس بأنواعه، والمطهو بطرق ونكهات متنوعة، منها الطريقة المصرية أو السعودية أو اللبنانية، إضافة إلى الفول المقشور والمخلوط بالفلفل الحار. ويعد الفول والحمص والفاصولياء الحمراء والبيضاء، من أكثر أنواع الخضراوات انتشاراً بين علامات الخضراوات المعلبة محلياً.

السلع الأغلى

وتعد بشكل عام منتجات الخضراوات المعلبة العضوية هي الأعلى سعراً في الأسواق، مقارنة بالمنتجات التقليدية، وتعدّ علامة «إيدن أورجانيك» ذات المنشأ الأميركي، الأعلى سعراً بين الخضراوات المعلّبة العضوية، إذ يبلغ سعر عبوة فول الصويا السوداء من وزن 425 غراماً، 13.5 درهماً، فيما تراوح أسعار المنتجات العضوية الأخرى بين 11 و12 درهماً، مقارنة بالعبوات التقليدية المماثلة في الوزن، والتي تراوح أسعارها بين أربعة وسبعة دراهم.

وتبلغ أسعار منتجات الفاصولياء المطهوة بطرق خاصة وخالية من الدسم من علامة «هورمل تشيلي» نحو 10 دراهم لعبوة من وزن 425 غراماً.

من جهته، قال المدير التنفيذي في شركة «أسواق» لتجارة التجزئة، يوسف شرف، إن «قطاع الخضراوات المعلبة يمتاز بالتنوع الكبير في أسواق التجزئة بالدولة، بما يتناسب مع الاحتياجات المختلفة للمستهلكين من مختلف الجنسيات»، لافتاً إلى أن «هناك حصصاً كبيرة من منتجات ذلك القطاع، يتم تعبئتها أو تصنيعها محلياً، وذلك مع توجه عدد من الشركات للمنافسة بالتعبئة المحلية، والاستفادة من موقع الدولة في التعبئة، وطرح المنتجات بأسعار تنافسية، والتصدير لأسواق مجاورة مختلفة».

وأشار إلى أن «منتجات الخضراوات المعلّبة تعد من القطاعات ذات المبيعات المرتفعة في منافذ البيع، وتشهد منذ فترة كبيرة استقراراً في الأسعار، مع تعدد علاماتها التجارية، وارتفاع المنافسة بشكل كبير في أسواقها».

من جانبه، أوضح مدير المشتريات، نائب المدير العام في جمعية «الإمارات التعاونية»، وليد المغربي، أن «أسباب وجود عدد كبير من منتجات الخضراوات يتم تصنيعها وتعبئتها محلياً، ترجع إلى توجه عدد من العلامات التجارية الرئيسة لتلك المنتجات منذ فترة، لافتتاح فروع لها للتصنيع والتعبئة في أسواق الدولة، للاستفادة من تطور مرافق البنية التحتية، والتعبئة بأسعار تنافسية، والتصدير لأسواق المنطقة اعتماداً على مراكزها الإقليمية في الإمارات».

تنوّع المنتجات

تشتمل أسواق الخضراوات المعلبة على أنواع لمنتجات ذرة مفرَّطة، لوبيا، شمندر، خرشوف، بامية، بازلاء خضراء أو مطهية بالطماطم، فطر مشروم بأنواع مختلفة، فول صويا، عدس، الجزر الصغير، خضراوات مشكلة مسلوقة، أو مطهية مع الطماطم، أو بالفلفل الحار.

الاستخدام المفرط

هناك تحذيرات مختلفة حول استخدام الخضراوات المعلّبة، خصوصاً الإفراط فيها، فعلى سبيل المثال، ووفقاً للدراسات، فإن مادة «ثنائي الفينول» من النوع «إيه» تعد مادة كيميائية مضرّة بالصحة، ورغم ذلك لاتزال تستخدم في طلاء الجزء الداخلي لعلب بعض الأغذية المحفوظة في عدد من دول العالم. وأثبتت الكثير من الدراسات أن هذه المادة تسبب اضطرابات هرمونية، كما أنه من أبرز الأضرار الصحية للخضراوات المعلّبة كثرة استخدام الملح والسكر والمواد الحافظة فيها.

وهذه المواد المضافة يمكن أن تُفقد الخضراوات والفواكه فوائدها، ويعد مركب «الكبريتيت» من بين أكثر المواد الحافظة المستعملة في المعلبات، ويتألف هذا المركب من مجموعة مواد مثل «ثاني أكسيد الكبريت» و«كبريتيت الصوديوم» وغيرهما، وهنا تكمن المشكلة، فتناول هذه المادة، قد يكون له آثار سلبية في الصحة، إذ يعاني البعض مشكلة عدم تحمل «الكبريتيت»، وهذه المشكلة تظهر على شكل أعراض تشبه أعراض الحساسية، تتمثل بسيلان الأنف أو طفح جلدي، وتصل أحياناً إلى ضيق حاد في التنفس.

كما يؤثر استخدام المواد الحافظة في عمليات التعليب على تغيير مذاق الخضراوات، مقارنة بالمذاق الأصلي لها، وتحذر الدراسات من شراء المعلبات المزوّدة بقفل خارجي، وذلك لأن هذا القفل قد لا يكون مغلقاً بإحكام، ما يؤدي إلى نمو «بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم»، التي تسبب بدورها تسمماً غذائياً حاداً.

كلفة منخفضة

تمتاز الخضراوات المعلّبة بعدد من الفوائد التي تجعل لها جمهوراً كبيراً من المستهلكين، ومن أبرز تلك الفوائد انخفاض كلفتها مقارنة بأسعار الخضراوات والفواكه الطازجة، وبذلك يمكن شراء أنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه، وقد يكون الحصول عليها صعباً بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض، إضافة إلى سهولة التحضير لتلك المنتجات، وهو ما يتلاءم مع أنماط الاستهلاك للعديد من فئات المجتمع في تحضير وجبات بشكل أسهل، مقارنة بعملية شراء خضراوات طازجة وتنظيفها وتحضيرها.

وعلى الرغم من بعض التحذيرات حول تزايد استهلاك الخضراوات المعلّبة، إلا أن بعض الدراسات العلمية تشير إلى أن عملية التعليب تجعل من الألياف قابلة للذوبان بشكل أفضل في الخضراوات كالفاصولياء، وبالتالي توفر قيمة مضافة للأغذية.

وتشير الدراسات إلى أن بعض الخضراوات المجمّدة أو المعلّبة، تكون في بعض الأحيان مغذية أكثر من الخضراوات الطازجة، وذلك لفقدان بعض الخضراوات والفواكه، التي تباع في الأسواق، لبعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة الضرورية، عند حفظها لأيام عدة في المخازن أو في الثلاجات. فيما تشتري شركات التعليب تلك المنتجات مباشرة من المزارع، وتقوم بتعبئتها على الفور، ما يجنّبها خسارة الفيتامينات التي تحتويها، بسبب عامل الوقت.

وتوضح تلك الدراسات أن منتجات الجزر المجمّد أو المعلّب تحتوي على كمية أكبر من مادة «بيتا كروتان»، مقارنة بالجزر الذي نشتريه من الأسواق.