نبّهت من شبكات «واي فاي» وهمية.. ولجوء المخترقين إلى مواقع التواصل لجمع معلومات عن الشخص المستهدف

شركات تقنية تحذر من تطبيقات مجهولة المصدر.. وتزايد الهجمات على الهواتف

صورة

قالت شركات تقنية، تعمل في قطاع أمن المعلومات، إن الهجمات الإلكترونية، التي تستهدف الهواتف الذكية، شهدت ازدياداً غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، مع كثرة انتشارها والاعتماد عليها كوسيلة أساسية لإنجاز الأعمال، وتحولها إلى محفظة شخصية.

وشددت لـ«الإمارات اليوم»، على هامش «أسبوع جيتكس للتقنية 2017»، على أهمية تجنب تحميل تطبيقات غير معروفة المصدر، والحذر من الروابط التي تتضمنها، وشبكات «واي فاي» الوهمية، داعية إلى تحديث الأنظمة البرمجية للهاتف الذكي بشكل مستمر، والاعتماد على شبكات موثوقة، والانتباه إلى برامج التجسس والتصيد الإلكتروني.

ونبهت هذه الشركات إلى لجوء المخترقين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الشخص المستهدف، في خطوة تسهل عمل المخترق، خصوصاً في ما يتعلق بالتعاملات البنكية.

تزايد الهجمات

وتفصيلاً، قال مدير المبيعات لقطاع الاتصالات في منطقة الخليج وشمال إفريقيا في شركة «إف 5 نتوركس»، أسامة فريجة، إن الهجمات الإلكترونية، التي تستهدف الهواتف الذكية شهدت ازدياداً غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة، مع كثرة انتشارها والاعتماد عليها كوسيلة أساسية لإنجاز الأعمال، لافتاً إلى أن هذه الهجمات باتت أكثر تعقيداً وتنظيماً، خصوصاً في ظل استخدام الهواتف الذكية في التعاملات البنكية، أو عمليات الشراء، لتصبح بذلك الهدف الأول للمخترقين.

وأضاف أن عملية اختراق الهواتف الذكية، تستهدف الحصول على معلومات سرية يمكن استخدامها ضد الشخص لابتزازه، أو سرقة أمواله، أو إجراء تحويلات بالنيابة عنه.

برامج حماية

وشدد فريجة على أهمية تثبيت برامج الحماية الأمنية على الهواتف الذكية، وعدم تحميل تطبيقات غير معروفة المصدر، فضلاً عن الحذر عند استخدام التطبيقات على الهواتف الذكية، خصوصاً عندما تظهر أوامر تطلب معلومات محددة وخاصة، والانتباه إلى التطبيقات التي تظهر فيها إعلانات تحولك بدورها إلى تطبيق آخر.

كما أشار إلى أهمية تحديث الأنظمة البرمجية للهاتف الذكي، وبشكل مستمر، والاعتماد على شبكات «واي فاي» موثوقة.

ونبّه فريجة إلى خطورة مواقع التواصل، قائلاً: «لوحظ، أخيراً، لجوء المخترقين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار نظرية الهندسة الاجتماعية التي تتمثل في جمع أكبر قدر من المعلومات عن الشخص المستهدف، باعتبار أن وسائل التواصل باتت كنزاً للمعلومات خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة مشاركة المعلومات عبرها»، لافتاً إلى أنه عندما يتم التعرف إلى تاريخ الشخص المستهدف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ذلك خطوة تسهل عمل المخترق، خصوصاً في ما يتعلق بالتعاملات البنكية.

وأكد أن الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة، والتطبيقات القائمة على السحابة، أسهم بشكل فعال في زيادة المخاطر الأمنية وانتشارها.

خدمات الدفع

من جانبه، قال رئيس الخبراء الاستراتيجيين لدى شركة «في إم واير»، رشيد العمري، إن النمو الكبير لقطاع خدمات الدفع الذكي، وتحول التطبيقات الذكية على الهواتف إلى ضرورة يومية لإنجاز الأعمال، وكثرة الاعتماد عليها، أوجدا مجموعات تحديات تتعلق بحماية البيانات والمعلومات ضد عمليات القرصنة والهجمات الإلكترونية.

وأوضح أن معدلات استهداف الهواتف الذكية شهدت تسارعاً وارتفاعاً كبيرين، خلال الفترة الأخيرة، بهدف الحصول على بيانات مهمة، ومعلومات وصور شخصية، فضلاً عن الملفات الخاصة بالمؤسسات التي يعمل فيها الشخص المستهدف.

ولفت إلى أن طبيعة الجرائم والهجمات الإلكترونية عموماً في تغير مستمر، فقد تحولت إلى عملية منظمة يتم التخطيط والتجهيز لها لفترة قد تصل إلى أشهر وسنوات، مشيراً إلى أن التطبيقات بدورها تحولت إلى وسيلة للهجمات، خصوصاً الوهمية منها، لافتاً إلى أن معدلات الطلب على حلول الحماية للهواتف الذكية في ارتفاع، في ظل كثرة اقتنائها من قبل المؤسسات والأفراد.

التطبيقات والحماية

وبين العمري أن جزءاً ملحوظاً من الهجمات يتم عبر شبكات «واي فاي» وهمية، فضلاً عن برامج تصيد إلكتروني، عادة يكون شكلها شرعياً، لكن محتواها والروابط الموجود فيها تحول المستخدم إلى مكان آخر لسرقة بياناته ومعلوماته، لافتاً إلى أن برامج التجسس يمكنها مراقبة كل شيء، والاستحواذ على جميع تفاصيل ومعلومات الشخص المستهدف.

وأضاف أن بعض التطبيقات لا تتضمن إجراءات الأمان اللازمة، والفحوص المحددة، للوصول إلى درجة معقولة من الحماية، مشيراً إلى أن تطبيقات الألعاب الإلكترونية باتت وسيلة في يد المخترقين أيضاً.

وأكد أن الوعي لدى المستخدم يلعب الدور الأبرز في عملية الحماية، إذ إن هناك مسؤولية كبيرة تقع عليه، باعتبار أن الهاتف الذكي تحول إلى محفظة شخصية.

ونبّه العمري إلى أن المخاطر ترتفع بدرجة كبيرة، إذا استخدم الشخص المستهدف هاتفه الذكي في الشركة، أو المؤسسة التي يعمل بها لإنجاز عمله.

مصالح اقتصادية

قال مدير هندسة النظم في الأسواق الصاعدة لدى شركة «بالو ألتو نتوركس»، طارق عباس، إن «الهجمات في المنطقة، عادة، تستهدف المصالح الاقتصادية والمالية للمؤسسات والأفراد»، لافتاً إلى أن الشبكات قبل سنوات عدة، كانت محدودة بشكل كبير، ويمكن ولوجها باستخدام أجهزة الكمبيوتر، إلا أنه مع دخول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى السوق، فإن طبيعة هذه الشبكات تغيرت وتطورت.

وتابع: «خلال الفترة الأولى من انتشار الهواتف الذكية، وتزايد أهمية دورها في الحياة اليومية، فإن التقنيات التي كانت متاحة لم تكن مستعدة للتعامل معها، واستخدمها المخترقون للولوج إلى الشبكات»، لافتاً إلى أن الشركات طورت لاحقاً العديد من برامج الحماية الإصدارات البرمجية، الخاصة بالهواتف الذكية.

وأكد عباس أن نسبة الهجمات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في تزايد غير مسبوق، بعد أن أصبح استعمال الهاتف المحمول للولوج إلى الشبكات، جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

تويتر