أكدوا أن خدماته لا تهدد بتقليص الوظائف وإنما تعيد هيكلتها وتنظيمها

تقنيون: الذكاء الاصطناعي يتحوّل إلى مرحلة اتخاذ القرارات

صورة

قال مسؤولون في شركات تقنية، إن الذكاء الاصطناعي انتقل من المرحلة التقليدية التي تعتمد على تلقي المعلومات، إلى مرحلة جديدة تتمثل في اتخاذ القرارات، مشيرين إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي يقابله مزيد من التحديات تتعلق بـ«إنترنت الأشياء»، ومنها عمليات الاختراق.

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن البنية التحتية التقنية في دولة الإمارات مهيأة للتوسع بخدمات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى أن تلك الخدمات لا تهدد بتقليص الوظائف، وإنما تعيد هيكلتها وتنظيمها، ما يتيح توفير خدمات أكثر ابتكاراً وسهولة.

الذكاء الاصطناعي

مخاطر أمنية

توقع متخصص قسم المعلومات في «شركة إف فايف نتوركس»، ياسر المشهد، التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى وجود أكثر من مليار تطبيق على شبكة الإنترنت، ومن المتوقع أن يجاوز هذا الرقم خمسة مليارات تطبيق بحلول عام 2020.

وأضاف أن الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة والتطبيقات أسهم بشكل فعال في زيادة المخاطر الأمنية وانتشارها، لافتاً إلى أن الخروق الأمنية للبيانات في عام 2016 أدت إلى نشر بيانات لمستخدمين مثل أرقام الضمان الاجتماعي وكلمات المرور الخاصة بهم، مشيراً إلى أن لدى مجرمي الإنترنت دوافع مختلفة بما فيها الحرب الإلكترونية، والحصول على بيانات قيّمة بصورة غير مشروعة، بهدف إعادة بيعها في السوق السوداء.

وتفصيلاً، قال مهندس «إنترنت الأشياء» في «شركة ساب العالمية»، مازن عراوي، إن فكرة الذكاء الاصطناعي بنيت على تغذية النظام بالمعلومات ومن ثم اتخاذ القرارات من قبل القائمين عليه، لافتاً إلى أن الوضع اختلف حالياً، إذ تطورت العملية إلى وضع جديد أصبح فيه النظام قادراً على اتخاذ القرارات المناسبة بناء على تحليله للمعلومات التي يجمعها.

وأوضح أن إشارات المرور الجديدة، مثلاً، ستكون قادرة على قراءة حركة السير، ثم اتخاذ قرار بفتح حركة المرور للمركبات في اتجاه معين لفترة زمنية محددة، بناء على متطلبات الحركة المرورية في الوقت المناسب.

وأضاف أن هناك قطاعات بالكامل سيختفي فيها الموظفون، ليجد المتعامل نفسه أمام النظام، مثل قطاع خدمة المتعاملين، فضلاً عن قطاع التوظيف والموارد البشرية، إذ يتوقع أن تكون المقابلة المستقبلية عبارة عن نظام يستقبل السيرة الذاتية للأشخاص الراغبين في العمل، ومن ثم يبني النظام أسئلة تناسب المتقدم للعمل.

وأوضح عراوي أنه على الرغم من تطور الذكاء الاصطناعي وعمل الأجهزة الإلكترونية، فإن هناك تحديات تواجه هذا التطور، منها أمن الأجهزة، إذ يتوقع أن تتم الاختراقات عبر الأجهزة الصغيرة الموصولة بالإنترنت.

نموذج أمني

بدوره، اتفق مدير هندسة النظم في الأسواق الصاعدة لدى «شركة بالو ألتو نتوركس»، طارق عباس، مع عراوي في أن الذكاء الاصطناعي تحوّل إلى مرحلة بناء القرارات اعتماداً على المعلومات التي يجمعها النظام من الأجهزة الطرفية الخاصة به، مشدداً على أهمية وجود أولويات يجب اتباعها من قبل مديري تقنية المعلومات، لحماية الأعمال الخاصة بهم على السحابة العامة خلال عام 2018، ومنها تبني النموذج الأمني المشترك بين الجهات المختلفة.

وأشار إلى أنه للحد من مستوى المخاطر الإلكترونية، وحماية البيانات، فإننا بحاجة إلى تطبيق ضوابط متكاملة ومؤتمتة وفعالة للكشف عن التهديدات المعروفة والمجهولة، ومنعها، على امتداد كامل بنية النظام، بدءاً من الأجهزة الطرفية، ومروراً بالشبكة، وصولاً إلى السحابة.

خدمات مبتكرة

أمّا المدير العام لقسم الهندسة في إدارة الأنظمة والاتصالات في «شركة باناسونيك»، محمد سعود، فقال إن الذكاء الاصطناعي سيتيح العديد من الخدمات المبتكرة والميسرة للمستهلكين، عارضاً خدمات للذكاء الاصطناعي أطلقت عالمياً مثل الأشجار الصناعية المدعمة بتقنيات تطلق انبعاثات لترطيب المناخ بحسب قراءة بيانات الحرارة المحيطة، وعربات تسوق ذكية تتبع المتسوقين، خصوصاً أصحاب الهمم، وتساعدهم في التسوق بشكل ميسر.

وأكد سعود أيضاً أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعيد تنظيم بعض الوظائف، لكنه لا يهدد بتقليصها.

بنية مهيّأة

من جهته، قال المدير الإقليمي لـ«شركة إكستنشر للتقنية»، عمر بولس، إن البنية التحتية في دولة الإمارات مهيأة بشكل كبير للتوسع بخدمات الذكاء الاصطناعي، ما يتيح فرصاً متعددة لطرح العديد من الخدمات في الفترة المقبلة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي سيعزز من تطوير خدمات مدن المستقبل الذكية.

ورأى أن الذكاء الاصطناعي سيعمل على إعادة هيكلة بعض المجالات التي سيدخل فيها، ومنها قطاعات النقل، والصيرفة، والتجارة، والخدمات.

تويتر