مسؤولو منافذ بيع وبقالات أكدوا أن الأسعار الجديدة «غير واضحة حتى الآن»

حركة اعتيادية على مشروبات الطاقة والغازية وقيود على بيع السجائر قبيل «الضريبة الانتقائية»

صورة

شهدت منافذ بيع في الدولة تزايداً في الإقبال على منتجات السجائر، خصوصاً من الأنواع ذات الأسعار الأغلى، فيما كانت حركة الطلب في مستوياتها الاعتيادية على مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، وذلك قبيل تطبيق «الضريبة الانتقائية» على السلع الثلاث بعد غد، ما دفع منافذ بيع إلى وضع حد لعدد علب السجائر المبيعة لكل مستهلك.

مسؤولو منافذ بيع وبقالات أكدوا أنهم اضطروا إلى تحديد الكميات المبيعة للسجائر مع تزايد عمليات الشراء بكميات كبيرة.

وأظهرت جولة لـ«الإمارات اليوم» خلو منافذ بيع كبيرة ومتوسطة وبقالات صغيرة، من أصناف رئيسة عدة من السجائر، في الوقت الذي انخفضت الكميات المعروضة من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية قبيل بدء تطبيق «الضريبة الانتقائية» على السلع الثلاث، والتي تصل إلى نسبة 100% على التبغ ومنتجاته، و50% على مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية.

من جانبهم، قال مستهلكون إن بعض البقالات امتنعت عن بيع السجائر على الرغم من وجودها على الأرفف، بينما امتنعت بقالات عن بيع أكثر من علبتين للمستهلك حداً أقصى.

بدورهم، قال مسؤولو منافذ بيع وبقالات، إنهم اضطروا لتحديد الكميات المبيعة للسجائر، وبما لا يتجاوز القطعتين أو الثلاثة لكل مستهلك، مع رصد تزايد في عمليات الشراء بكميات كبيرة قبيل تطبيق «الضريبة».

وأوضحوا أن الأسعار الجديدة التي سيتم تطبيقها على السلع الخاضعة للضريبة الانتقائية غير واضحة حتى الآن، على الرغم من اقتراب موعد التطبيق، مطالبين بإعلان الأسعار الجديدة للسلع الخاضعة للضريبة، تجنباً لحدوث ارتباك.

منافذ البيع

وتفصيلاً، أظهرت جولة لـ«الإمارات اليوم» خلو عدد من منافذ البيع الكبرى والمتوسطة والبقالات في أبوظبي، من أصناف رئيسة من السجائر، بينما انخفضت الكميات المعروضة من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية قبل ساعات من بدء تطبيق «الضريبة الانتقائية» على السلع الثلاث.

وقال المستهلك، السيد حسان، إن بقالات ومنافذ بيع كبيرة خلت من أصناف رئيسة عدة من السجائر، بينما امتنعت بقالات أخرى عن بيع السجائر، على الرغم من توافرها على الأرفف، مرجعاً ذلك إلى الرغبة في بيع السجائر المستوردة مسبقاً، بالأسعار الجديدة، بعد تطبيق «الضريبة»، ما يرفع الأسعار ويحقق لهم مكاسب كبيرة.

وقال المستهلك، أحمد عبدالسلام، إنه حاول أمس العثور على أصناف عدة من السجائر، لكنه لم يجدها في بقالات ومنافذ بيع، مشيراً إلى أنه وجد أحد هذه الأصناف في إحدى البقالات، إلا أنها رفضت إعطاءه أكثر من علبتين.

وأشار إلى أن بعض المستهلكين حاولوا تخزين أكبر عدد ممكن من السجائر، لتقليل النفقات بعد بدء تطبيق «الضريبة»، واحتمالات ارتفاع أسعارها، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدم توافرها.

وقالت المستهلكة، ريم المرزوقي، إنها لاحظت قلة الكميات المعروضة من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، بعد أن كانت البقالات تملأ الثلاجات منها، حيث يوجد عدد قليل من العبوات، بينما بدت أكثر من نصف المساحة المخصصة لهذه المشروبات خالية.

وقال المستهلك، (أحمد.ع)، اكتفى بذكر اسمه الأول، إن بعض البقالات فرضت درهماً إضافياً على سعر بعض أنواع السجائر، لاستغلال زيادة الطلب عليها أخيراً.

وأشار المستهلك (م.ش)، اكتفى بذكر الأحرف الأولى من اسمه، إلى أن بعض أنواع السجائر التي كانت تباع سابقاً بسعر 10 دراهم للعبوة، تباع حالياً في بقالات بسعر 11 درهماً، مع استباق البقالات لفرض «الضريبة» خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف المستهلك، محمد بشير، أنه اضطر لشراء عبوة سجائر بسعر أعلى بدرهم من السعر الأصلي، من إحدى البقالات، وعندما اعترض، أخبره مسؤول البيع بالبقالة، بأنه إذا لم يشترها حالياً فسيضطر لشرائها بضعف سعرها بداية من الأسبوع المقبل.

أصناف رئيسة

في المقابل، أقرّ مسؤول بيع التبغ في أحد منافذ البيع الكبرى بأبوظبي، ناكيش راباتان، بأنه يوجد نقص كبير في أصناف رئيسة من السجائر، حيث توقفت بعض الشركات عن التوريد، انتظاراً لبدء تطبيق «الضريبة»، واحتمالات رفع الأسعار، بينما أخفت بقالات صغيرة الكميات القليلة الموجودة لديها، أو تحديد عدد الوحدات المبيعة.

وأكد راباتان أنه لم يتم إبلاغ منافذ البيع حتى الآن بالأسعار الجديدة للسلع الخاضعة للضريبة الانتقائية، متوقعاً أن تشهد الأيام الأولى للتطبيق ارتباكاً وارتفاعاً في الأسعار بأكثر من المقرر.

من جهته، قال مسؤول بقالة في أبوظبي، مجيد عبدالرحمن، إن هناك نقصاً في العديد من أنواع السجائر، لافتاً إلى أن لجوء مستهلكين إلى التخزين خشية ارتفاع أسعارها إلى الضعف بعد تطبيق «الضريبة»، أسهم في تراجع الكميات المعروضة.

وطالب بسرعة إعلان الأسعار الجديدة حتى لا ترتفع الأسعار بنسب مبالغ فيها.

واتفق مسؤولو بقالات، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، على أنهم اضطروا إلى تحديد عدد عبوات السجائر المبيعة للمستهلكين، بعد رصد إقبال على شرائها بكميات كبيرة، خصوصاً على الأنواع الأعلى سعراً، بغرض تخزينها استباقاً لتطبيق الضريبة الانتقائية بعد غد، مشيرين إلى أن مسؤولي شركات توريد بعض أنواع السجائر قلصوا كميات التوريد منذ يومين.

مشروبات الطاقة

في السياق نفسه، أفاد المدير التنفيذي في شركة «أسواق» لتجارة التجزئة، يوسف شرف، بأن «منافذ البيع شهدت معدلات إقبال اعتيادية على مشروبات الطاقة والغازية خلال اليومين الماضيين، ولم يتم رصد تهافت كبير على شراء تلك المنتجات قبيل تطبيق (الضريبة الانتقائية)»، لافتاً إلى أن «بعض المستهلكين يشترون عروضاً على مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية، لكن بكميات معقولة، وفقاً لأنماط الاستهلاك المعتادة مع العروض المماثلة».

مؤشرات الطلب

بدوره، قال مدير المشتريات نائب المدير العام في جمعية «الإمارات التعاونية»، وليد المغربي، إن «مؤشرات الطلب اعتيادية حالياً بالأسواق على منتجات مشروبات الطاقة والغازية، ولم تشهد معدلات نمو ملحوظة من قبل المستهلكين».

واتفق معه في الرأي، مسؤول البيع في «بقالة أصغر»، رضا غلام، حول عدم وجود تزايد في الطلب على المشروبات الغازية، لافتاً إلى أن هناك طلباً على بعض مشروبات الطاقة، لكن بنسب طفيفة.

إلى ذلك، لم يتسنّ الحصول على ردّ من وزارة الاقتصاد أمس.

وكان مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، قد حذر في تصريحات سابقة، من إخفاء واحتكار السلع التي ستطبق عليها الضريبة الانتقائية أو تخزينها أو رفع أسعارها.

وقال النعيمي إن الوزارة ستتخذ إجراءات رادعة ضد أي منفذ بيع أو تاجر يحاول تخزين واحتكار السلع التي ستطبق عليها «الضريبة»، أو رفع أسعارها.

يشار إلى أن قانون حماية المستهلك ينصّ على فرض غرامات تصل إلى مليون درهم، على التجار ومنافذ البيع، الذين يثبت قيامهم باحتكار السلع، كما ينص علي فرض غرامات تصل 100 ألف درهم على المنافذ التي تقوم برفع أسعار أي سلعة، دون الحصول على موافقة رسمية من وزارة الاقتصاد.

تويتر