دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز جاهزيتها لمواكبة المتغيرات المتوقعة في ميادين الاستثمار العالمية

«الاقتصاد»: الاستثمار في الحوسبة و«إنترنت الأشياء» رهان رابح لمواصلة التنمية

بدور القاسمي شهدت فعاليات اليوم الثاني من «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017». من المصدر

أكدت وزارة الاقتصاد أن الاستثمار في تقنيات الحوسبة السحابية، و«إنترنت الأشياء»، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، والتفاعل بين الإنسان والآلة، يعد رهاناً رابحاً ومهماً لمواصلة مسيرة التنمية عبر قنوات ومعايير الابتكار.

وأشارت، خلال فعاليات اليوم الثاني من «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017»، الذي أنهى أعماله في الشارقة أمس، إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز جاهزيتها لمواكبة المتغيرات الكبيرة المتوقعة خلال السنوات المقبلة، في مختلف ميادين الاستثمارات.

بدورها، أكدت مجموعة «العربية للطيران»، أهمية العلاقة بين التنمية الاقتصادية المستدامة، وتحقيق الربحية للشركات، للإسهام في المسؤوليات المجتمعية والاقتصادية.

الاقتصاد المستدام

قدرة الشركات

أثار رئيس مجلس إدارة «شركة إعمار العقارية»، محمد العبّار، في مداخلة له، تساؤلاً عن مدى قدرة الشركات الحالية على مواكبة القيادات والكفاءات الشابة، واستيعاب المهارات الاستثنائية التي يمتلكونها والطاقات الهائلة التي يختزنونها.

وقال العبّار: «هناك أشخاص في هذا العالم غيّروا العالم وهم في سن الشباب، منهم بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، وستيف غوبز، ونحن علينا أن نبحث عن هذه الطاقات الشابة لدينا التي تمتلك الطاقة للتغيير».

وتفصيلاً، شهدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني من «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017»، الذي اختتم أعماله في الشارقة أمس. وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه تحقيق الاقتصاد المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، عبدالله بن أحمد آل صالح، إن أثر تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة يتعاظم حينما تتوجه تلك التدفقات إلى الدول الأكثر حضانة للابتكارات العلمية والتكنولوجيا، وتضمينها كأولوية ضمن سياساتها التجارية والاقتصادية، نظراً إلى ما يمثله الابتكار من ضمانة لاستمرارية تحفيز النمو للاقتصاد الوطني، وتعزيز القدرات التنافسية.

وأكد آل صالح، خلال كلمة افتتح بها الجلسة، أن سياسات الابتكار باتت تقود التنمية لأي دولة على خارطة الاقتصاد العالمي، وتعزز مؤشرات التنافسية لتلك الدول.

وأضاف أنه نظراً إلى أهمية تعزيز دور وإسهامات الابتكار في دعم القدرات التنافسية للدولة على الصعيد العالمي، وللحفاظ على المكتسبات الوطنية المحققة، ونجاحها في التحول لوجهة ريادية جاذبة ومصدرة في الوقت ذاته للاستثمارات المباشرة، وتبوئها مؤشرات ومراتب متقدمة، فقد أصدرت قيادة الدولة الاستراتيجية الوطنية للابتكار.

وأوضح أنه تم التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سبعة قطاعات رئيسة، بعضها تمتلك فيها الدولة ميزة تنافسية، والبعض الآخر بحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة ومتطورة لبعض التحديات، لافتاً إلى أن تلك القطاعات هي: الطاقة المتجددة، والنقل، والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، والمياه، والفضاء.

تعزيز الجاهزية

وأشار آل صالح إلى أنه لتحقيق هذا الهدف فإن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز جاهزيتها لمواكبة المتغيرات الكبيرة المتوقعة خلال السنوات المقبلة في مختلف ميادين الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية، لاسيما الاستثمارات الصناعية.

وأوضح أن الاستثمار في تقنيات الحوسبة السحابية، و«إنترنت الأشياء»، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، والتفاعل بين الإنسان والآلة، والتكامل بين التحول الرقمي وسلاسل القيمة العالمية، يعد رهاناً رابحاً ومهماً لمواصلة مسيرة التنمية، عبر قنوات ومعايير الابتكار.

ولفت إلى توقع بعض الدراسات العالمية، أن تزداد العائدات السنوية للشركات والاستثمارات، التي تحقق التحول الرقمي والتكامل في المنطقة، بنحو 3.8%، وأن تنخفض تكاليفها التشغيلية بنسبة 3.8%.

تحقيق الأرباح

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران»، عادل علي، إنه لا يمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية المستدامة من دون وجود شركات في القطاع الخاص قادرة على تحقيق الأرباح، فالربحية تعني تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي، ولا يمكن القول إن تحقيق أرباح أقل سيكون أمراً مفيداً للمجتمع، فنحن يجب أن نحقق أرباحاً أكثر لنستطيع الإسهام في مسؤوليتنا المجتمعية والاقتصادية معاً.

وأشار إلى أن هناك رأياً عاماً وفهماً خاطئين عن دور قطاع الطيران في تلويث البيئة، ومن أنه قطاع سلبي يعيق التنمية ككل، فالواقع أن صناعة الطيران خلال العقدين الماضيين حققت قفزات مذهلة، إضافة إلى الحفاظ على البيئة، وتحقيق مستويات كفاءة أعلى في استهلاك الوقود، مقارنة بقطاعات أخرى.

تويتر