محللون: اتفاق النفط والسيولة الخارجية يدعمان الأسواق في الربع الرابع

28% تراجعاً في حجم تداولات أسواق المال خلال الربع الثالث

المؤشر العام لسوق دبي تراجع خلال الأسبوع الماضي بنحو 2.8%. تصوير: أحمد عرديتي

تراجع حجم التداولات في أسواق المال المحلية خلال الربع الثالث من العام الجاري بنحو 28%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وقال محللون ماليون، لـ«الإمارات اليوم» إن الأسواق شهدت أداء أفقياً خلال الربع الثالث، مع ضعف في أحجام التداول بسبب كثرة الإجازات، فضلاً عن غياب الأخبار والمحفزات المحلية، مشيرين إلى أن سبتمبر الجاري كان الأقل أداء خلال الربع الثالث، لتفضيل المستثمرين الانتظار لما بعد إعلان نتائج الشركات.

وأضافوا أن اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تم أخيراً، من شأنه أن يعيد الأسواق إلى المنطقة الخضراء خلال الفترة المقبلة، وهو ما ظهر في جلسة أمس، التي جاءت كرد فعل إيجابي لقرار الخفض بعد أربع جلسات متراجعة خلال الأسبوع الماضي، لافتين إلى أن أسواق الإمارات تعد الأكثر صموداً مقارنة بنظيرتها العالمية والإقليمية، ما يمهد لجذب سيولة الأسواق المتراجعة باتجاه سوقي أبوظبي ودبي خلال الربع الأخير من العام الجاري.

وكانت الأسواق شهدت خلال الأسبوع الماضي تداول 2.2 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 2.98 مليار درهم تقريباً.

وتفصيلاً، تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي، خلال الأسبوع الماضي بنحو 2.8%، عند مستوى 3474.38 نقطة، هبوطاً من 3513 نقطة نهاية الأسبوع السابق متخلياً عن 99 نقطة.

أما في سوق أبوظبي للأوراق المالية، فخسر المؤشر العام خلال الأسبوع الماضي 23 نقطة تعادل نسبة 0.51%، منهياً تعاملات أمس عند مستوى 4476.32 نقطة.

وخلال جلسة أمس منفردة، ارتفع مؤشر «دبي المالي» بنسبة 0.63% مصحوباً بتداول 310 ملايين سهم بقيمة إجمالية بلغت 438.5 مليون درهم نفذت من خلال 3549 صفقة.

وفي سوق أبوظبي، ارتفع مؤشره العام، أمس بنسبة 0.62% بتداولات قدرها 371 مليون درهم حصيلة التعامل بيعاً وشراء على 206 ملايين سهم نفذت من خلال 2202 صفقة.

إلى ذلك، قال العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، محمد علي ياسين، إن «الربع الثالث من العام الجاري كان الأضعف بالنسبة لأداء سوقي المال في الدولة، باستثناء أغسطس الذي كان فيه جيداً»، مشيراً إلى أن «حجم التداولات تراجع خلال الربع الثالث بنحو 28%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وإن كانت حركة المؤشرات في نطاق أفقي ما يعطي انطباعاً عاماً بالاستقرار، خصوصاً في ظل أداء الأسواق المحيطة».

وأضاف ياسين أن «انخفاض أحجام التداول ونسبة عمولة مكاتب الوساطة مثلا ضغطاً على الأسواق، في ظل عدم وجود منتجات جديدة يمكن أن تعوض ذلك»، مؤكداً أن «اتفاق خفض إنتاج النفط الأخير، من شأنه أن يعيد الأسواق إلى المنطقة الخضراء خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى أن صمود وتماسك أسواق الإمارات يمهد لجذب سيولة الأسواق المتراجعة إليها خلال الربع الأخير من العام الجاري».

من جهته، قال المحلل المالي في شركة الأنصاري للخدمات المالية، عبدالقادر شعث، إن «سوقي أبوظبي ودبي تحركا في نطاق سعري ضيق خلال الأسبوع الماضي يميل أكثر للتراجع، باستثناء جلسة أمس (الخميس) التي جاءت في المنطقة الخضراء كرد فعل إيجابي لاتفاق خفض إنتاج النفط أخيراً، بجانب أنها تعد الأخيرة في الربع الثالث، إذ تحرص مكاتب الوساطة والمحافظ على إغلاق صاعد بوجه عام».

وأضاف شعث أن «أسواق الإمارات أبدت صموداً وتماسكاً بالمقارنة بنظيرتها الإقليمية والعالمية خلال الربع الثالث، ما يبشر بجذب سيولة هذه الأسواق والمحافظ الاستثمارية بها باتجاه دبي وأبوظبي خلال الربع الرابع».

وبين أن «أحجام التداول خلال الربع الثالث جاءت متدنية، خصوصاً في سبتمبر، ربما لأن هناك تفضيلاً لانتظار إعلانات النتائج عن الدخول والمغامرة، لكن هذا لم يمنع من وجود شراء انتقائي على بعض الأسهم التي تثار بشأنها أخبار أو تتم عليها عمليات تبادل للملكية».

بدوره، قال المدير العام لمركز الشرهان للأسهم والسندات، جمال عجاج، إن «الربع الثالث كان الأكثر هدوءاً، والأقل في أحجام التداول، إذ تخلله شهر رمضان وفترة الإجازة الصيفية وعيد الأضحى، ما قلل من أيام التداول الرسمية وأثر في إقبال المستثمرين، فضلاً عن تذبذب أسعار النفط، وهذه كلها عوامل مثلت ضغطاً واضحاً على أسواق الدولة في الربع الثالث».

وذكر عجاج أن «التحركات السعرية للمؤشرات كانت ضيقة وأفقية، وهذا أمر إيجابي لحد ما، في ظل تراجعات تشهدها الأسواق الخليجية»، لافتاً إلى أن «استقرار أسواق الإمارات بجانب اتفاق خفض أو تجميد إنتاج النفط من شأنه أن يجذب السيولة الخارجية، ويشجع الداخلية على الاستثمار خلال الربع المقبل».

وشدد على «أهمية نتائج الربع الثالث لدعم الأسواق خلال الفترة المقبلة»، مبيناً أن «الأسبوع الأخير من الربع الثالث جاء متراجعاً باستثناء جلسة أمس التي جاءت خضراء، وعوضت جزءاً من الخسائر بفضل أخبار اجتماع منتجي النفط، إضافة إلى إغلاق المحافظ للمراكز المالية».

تويتر