وكالات سفر وفنادق تشدّد على أهمية المرونة والتنوع في الأسعار على مدار العام

تراجع كلفة المنتج السياحي يزيد من جاذبية دبي وجهة لـ «متوسطي الدخل» صيفاً

دبي تتيح لزوارها الكثير من العروض المجدية وبجودة عالية على مختلف الفئات الفندقية صيفاً. تصوير: أشوك فيرما

قال مديرون بفنادق ووكالات سفر في دبي إن الإمارة بدأت تستقطب أعداداً متزايدة من الزوار متوسطي الدخل، الذين يبحثون عن قضاء عطلات بأسعار مخفضة، تزامناً مع تراجع كلفة المنتج السياحي في دبي خلال الصيف الجاري.

الفنادق الاقتصادية من فئتي ثلاث وأربع نجوم توفر خيارات للإقامة بأسعار مخفضة


الأعلى عالمياً في أسعار الغرف

أظهرت بيانات لشركة «إس تي آر غلوبال» للأبحاث الفندقية، أن دبي سجلت أعلى متوسط سعر يومي للغرفة الفندقية، خلال الربع الأول من عام 2016، بين الأسواق الرئيسة في العالم، حيث بلغ متوسط السعر اليومي للغرفة الفندقية 234.88 دولاراً (نحو 862.7 درهماً).وتصدرت الإمارة طليعة مجموعة الأسواق العالمية للمرة الـ12 على التوالي عند التقييم بالدولار الفوري.

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن دبي توفر خلال الصيف أسعاراً منطقية لمنتجها السياحي، تلائم هذه الفئة من الزوار، لافتين إلى أن متوسط أسعار الغرف الفندقية، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة لقضاء العطلات، يتراجع بنسبة تصل إلى 50% صيفاً، خصوصاً مع نمو المعروض الفندقي في دبي، وازدياد حدة المنافسة بين المنشآت.

وشددوا على أهمية أن تكون هناك مرونة وتنوع في الأسعار على مدار العام للحفاظ على المكانة البارزة للإمارة، باعتبارها واحدة من أكبر الوجهات السياحية في العالم، لافتين إلى أن العدد الكبير للرحلات التي تشغلها الناقلات الوطنية، مع تحول الإمارة إلى مركز للنقل الجوي بين الشرق والغرب، جعل منها وجهة بارزة لسياحة الترانزيت، لاسيما في ظل التسهيلات المتوافرة.

كلفة المنتج

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ألفا تورز» السياحية، غسان العريضي، إن دبي أصبحت وجهة سياحية على مدار العام بامتياز، مع التزايد المستمرة لمعدلات التدفق السياحي خلال فصل الصيف، الذي يمنح العديدين فرصة لقضاء الإجازات في الإمارة، خصوصاً من أصحاب الدخل المتوسط، مع تراجع الأسعار وكلفة المنتج السياحي.

وأضاف أن العروض التي تطرحها وكالات السفر والفنادق وشركات الطيران، تسهم في خفض كلفة المنتج السياحي في الإمارة بنسب تصل إلى 40% على الأقل.

وأوضح العريضي أن دبي تعد واحدة من أكثر الوجهات السياحية طلباً في العالم، حتى خلال فصل الصيف، لافتاً إلى أن الجهود الترويجية المستمرة للمنتج السياحي، الذي يمتاز بجودته العالية في دبي، جعلتها في قائمة أولويات معظم السياح الذين يرغبون في قضاء العطلات. وذكر أن أعداد الزوار الذين تعاملت معهم «ألفا تورز»، بدءاً من الأول من يوليو الجاري وحتى 20 منه، نمت بنسبة بلغت 25%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن الإمارة لاتزال تحافظ على تسجيل معدلات تدفق سياحي متواصلة من الأسواق الرئيسة المصدرة للزوار في أوروبا والمنطقة.

الإقامة الفندقية

بدوره، قال المدير العام لشركة «سكاي لاين» للسياحة والسفر، سامر عشا، إنه مع تراجع أسعار الإقامة الفندقية في دبي بنسب كبيرة خلال فصل الصيف، تبدأ الإمارة استقطاب أعداد متزايدة من الزوار متوسطي الدخل الذين يبحثون عن قضاء عطلات بأسعار مخفضة. وأضاف أن الإقامة الفندقية تستحوذ على الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة لقضاء الإجازات، وبالتالي فإن الإمارة تمنح العديد من السياح فرصة للاستفادة من العروض التي تطرحها هذه المنشآت.

وذكر عشا أن موسم الصيف يمنح السياح المحتملين، الذين يرغبون في زيارة دبي، فرصة لاستكشاف المدينة والتعرف إلى معالمها باعتبارها وجهة بارزة على خارطة السياحة الدولية تستقطب ملايين الزوار سنوياً، مؤكداً أن العروض التي توفرها المنشآت الفندقية، بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري، فضلاً عن شركات الطيران، تسهم في خفض كلفة قضاء العطلات في دبي بنسب كبيرة.

وأوضح أنه فضلاً عن الفنادق الفاخرة من فئة خمس نجوم، التي تستحوذ على الحصة الكبرى من السوق الفندقية في الإمارة، فإن الفنادق الاقتصادية من فئتي ثلاث وأربع نجوم توفر خيارات للإقامة بأسعار مخفضة، لافتاً إلى أن متوسط أسعار الغرف الفندقية يتراجع بنسبة تصل إلى 50% صيفاً.

وقال إن دبي تتيح لزوارها الكثير من العروض المجدية بجودة عالية على مختلف الفئات الفندقية، ما يشجع فئات جديدة على زيارة الإمارة. وأضاف أن دبي توفر خلال الصيف أسعاراً منطقية لمنتجها السياحي، تلائم مختلف شرائح الزوار، مشيراً إلى أن معدلات التدفق السياحي إلى دبي خلال فصل الصيف لا تقتصر على زوار الدخل المتوسط فقط بل جميع فئات الزوار، في ظل الخيارات المتوافرة في الإمارة.

مستويات التدفق

إلى ذلك، قال رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن دبي تحولت، خلال السنوات الماضية، إلى وجهة سياحية تستقطب الزوار طوال أشهر العام، وهناك نمو سنوي متواصل في أعداد السياح الذين تستقطبهم الإمارة خلال فصل الصيف. وأضاف أنه مع نمو وتوسع السعة الفندقية في الإمارة، فإن المزيد من المنشآت يركز ويكثف جهوده الترويجية خلال الصيف لاستقطاب أكبر عدد من الزوار، مشيراً إلى أن تراجع الأسعار عموماً يسهم في زيادة مستويات التدفق السياحي إلى الإمارة، ما ينعكس بدوره إيجاباً على نمو متوسط عدد الليالي الفندقية التي يقضيها السياح.

وتابع العابدي: «من المفترض أن توفر دبي أسعاراً مخفضة ومرونة في كلفة منتجها السياحي طوال العام وليس فقط خلال فصل الصيف»، مشيراً إلى أن أسعار الغرف الفندقية في الإمارة تعد الأعلى عالمياً خلال موسم الذروة، وهنا تبرز الحاجة إلى دخول مزيد من الغرف الفندقية إلى السوق كي تسهم في خفض مستوى الأسعار وتزيد من جاذبية الإمارة سياحياً لجميع فئات الزوار وفي مختلف الأوقات.

ورأى أن أسعار الإقامة الفندقية المرتفعة تشكل عائقاً أمام شرائح كبيرة من الزوار الذين يرغبون في قضاء عطلات بدبي، إلا أن فصل الصيف مع تراجع كلفة المنتج السياحي بنسبة تصل إلى نحو 50%، يزيد من جاذبية الإمارة السياحية لزوار الدخل المتوسط، مشدداً على أهمية أن تكون هناك مرونة وتنوع في الأسعار على مدار العام، للحفاظ على الدور البارز للإمارة، باعتبارها واحدة من أكبر الوجهات السياحية في العالم.

وذكر العابدي أن العدد الكبير للرحلات التي تشغلها الناقلات الوطنية، مع تحول الإمارة إلى مركز للنقل الجوي بين الشرق والغرب، جعلت منها وجهة بارزة لسياحة الترانزيت، خصوصاً في ظل التسهيلات التي توفرها الناقلات الجوية ودائرة السياحة والتسويق التجاري.

تراجع الأسعار

في السياق نفسه، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن زوار الدخل المتوسط والأقل من المتوسط، الذين يبحثون عن قضاء عطلات بتكاليف محددة، يستفيدون عادة من العروض التي تطرحها الفنادق بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أن نمو المعروض الفندقي في دبي، وازدياد حدة المنافسة بين المنشآت، أسهما في تراجع الأسعار بنسبة ملحوظة خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي انعكس على تراجع العائد على الغرف المبيعة.

ولفت العوا إلى أن معدل الإشغال في «تماني مارينا» يراوح حالياً بين 75 و80%.

تويتر