محللون أرجعوه إلى هدوء العامل النفسي.. وتراجع حالة القلق بشأن بريطانيا ومنطقة اليورو

4.4 مليارات درهم ارتفاعاً في القيمة السوقية للأسهم المحلية

تداول 370.7 مليون سهم من خلال 5653 صفقة في الأسواق المحلية. أرشيفية

ارتفعت القيمة السوقية للشركات المدرجة في أسوق المال المحلية، أمس، بنحو 4.4 مليارات درهم، منهية الجلسة عند 760.3 مليار درهم، ارتفاعاً من 755.9 مليار درهم نهاية إغلاق الأحد.

وأرجع خبراء ومحللون ماليون ارتداد الأسواق، أمس، صعوداً إلى هدوء العامل النفسي السلبي للمستثمرين نوعاً ما، وتراجع حالة القلق وعدم اليقين التي سادت جلسة بداية الأسبوع، تأثراً بأخبار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أن معظم الأسهم شهدت ارتفاعات متفاوتة، وصل ببعضها إلى الحد الأقصى في سوق دبي المالي، فيما دعم قطاع العقار سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى جانب سهم «اتصالات»، مشيرين إلى أن الأسواق تحتاج بعض الوقت حتى تتضح التأثيرات الكاملة والتداعيات لخروج بريطانيا على الاقتصاد العالمي.

وتفصيلاً، تداول المتعاملون في سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، أمس، 370.7 مليون سهم، بقيمة 471.7 مليون درهم، نفذت من خلال 5653 صفقة.

وارتفعت القيمة السوقية للشركات المدرجة في السوقين بنحو 4.4 مليارات درهم، منهية جلسة أمس عند 760.3 مليار درهم، ارتفاعاً من 755.9 مليار درهم نهاية إغلاق الأحد.

وأنهى المؤشر العام لسوق دبي جلسة، أمس، مرتفعاً بنسبة 0.85% عند مستوى 3285 نقطة، مصحوباً بتداولات قيمتها 369 مليون درهم حصيلة التعامل بيعاً وشراء على 317 مليون سهم، ضمن صفقات عددها 4580 صفقة، فيما بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 39 شركة، ارتفع منها 29 شركة في حين انخفضت ثماني شركات، بينما ظلت شركتان دون تغيير.

أما مؤشر سوق أبوظبي، فسجل ارتفاعا بنسبة 0.4% عند مستوى 4438 نقطة، مضيفاً 17 نقطة جديدة باتجاه الصعود، فيما بلغت قيمة التداولات 102.5 مليون درهم، حصيلة التعامل على 53.7 مليون سهم، نفذت من خلال 1073 صفقة.

وبلغ عدد الشركات، التي تم تداول أسهمها في السوق 29 شركة، ارتفع منها 14 شركة، في حين انخفضت أربع شركات، وظلت 11 شركة دون تغيير.

إلى ذلك، قال المحلل المالي في شركة الأنصاري للخدمات المالية، عبدالقادر شعث، إن «الأسواق امتصت تأثير الأخبار السلبية، وعادت للارتداد شبه الجماعي، إذ ارتفعت معظم الأسهم المدرجة بنسب متفاوتة، وصل ببعضها للحد الأقصى في سوق دبي المالي».

وأضاف أن «شهية المستثمرين وهدوء العامل النفسي من القلق تجاه تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدا واضحين في تعاملات أمس، على الرغم من أن مؤشرات الأسواق الأوروبية كانت حمراء»، مشيراً إلى أن «النواحي الفنية للمؤشرات عادت لطبيعتها، ضمن نطاق عرضي مع وجود فرص قوية للصعود قبل نهاية الأسبوع الجاري». وبين شعث أن «سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتد أيضاً، وإن كان بنسب أقل من (دبي المالي)، وذلك بدعم أسهم قطاع العقار والاتصالات التي استحوذ سهمها على نحو 50% من التعاملات».

من جهته، قال المحلل المالي، وضاح الطه، إن «الأسواق المحلية تجاوزت حالة القلق والارتباك، التي سادت جلسة أول الأسبوع، بعد أن أدرك المستثمرون أن أساسيات الأسواق المحلية ليست لها علاقة بما يحدث في بريطانيا، وأن القنوات المالية التي يمكن أن تتأثر محدودة»، لافتاً إلى أن «سعر صرف الجنيه الإسترليني تراجع مقابل الدرهم، ما يعني أن كلفة واردات الإمارات من بريطانيا ستصبح أقل».

وأضاف الطه أن «الارتداد السريع لمعظم الأسهم، أمس، يعود إلى هدوء روع المستثمرين وانتهاء القلق الزائد بشأن مستقبل منطقة اليورو»، مشيراً إلى أن «زوال التأثيرات السلبية سيتم تدريجياً، ولن يكون دفعة واحدة بسبب صعوبة التكهنات في الوقت الحالي».

بدوره، قال مدير إدارة الأصول في شركة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، إن «ارتداد أمس جاء نتيجة ردة الفعل الهادئة للمستثمرين والمضاربين، الذين عمدوا إلى اقتناص الفرص نتيجة تراجع الأسهم لمستويات سعرية متدنية»، لافتاً إلى أن «تذبذب الأداء صعوداً وهبوطاً ربما يسود خلال الفترة المقبلة، حتى يظهر مدى التأثير الكامل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد العالمي، وهدوء مخاوف انتقال العدوى إلى اقتصادات أخرى».

وذكر قاقيش أن «الأسواق العالمية ارتفعت أمس، وعادت مرة أخرى للتراجع ما يؤكد ضبابية التقديرات، وعدم القدرة على التوقع»، مبيناً أن «هذا الأمر - إلى جانب تذبذب أسعار النفط - ربما يفرض حالة من الحذر على كميات السيولة التي تدخل الأسواق».

تويتر