شركات صرافة: تراجع السعر شجّع متعاملين على شراء العملة البريطانية.. وإنجاز تحويلات مالية مبكرة

«استفتاء الانفصال» يرفع الطلب على «الإسترليني» في الإمارات

صورة

قال مسؤولو شركات صرافة إن الطلب على الجنيه الإسترليني ارتفع في أسواق الصرافة المحلية، عقب التراجع الذي شهدته أسعار العملة البريطانية، جراء الاستفتاء الذي جرى، الأسبوع الماضي، لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وأضاف المسؤولون لـ«الإمارات اليوم» أن هذا التراجع شجع الكثيرين على إنجاز تحويلات مالية مبكرة، واقتناء الجنيه الإسترليني بسعر أقل لقضاء احتياجاتهم العادية أو لاستغلال الفرصة وتحقيق مكاسب في حالة عودة الأسعار إلى مستواها الطبيعي قبل الاستفتاء.

وذكروا أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل «الإسترليني»، مشيرين إلى أن سعر الصرف سيتوقف على كيفية تعاطي السياسيين في أوروبا عموماً وبريطانيا خصوصاً، مع نتائج الاستفتاء.

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي في شركة الأنصاري للصرافة، محمد الأنصاري، إن «سعر الجنيه الإسترليني شهد هبوطاً قبل بداية الاستفتاء، الذي جرى أخيراً لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وخلال يوم إجرائه، لكنه سرعان ما هبط سريعاً عقب نتائج الاستفتاء الذي أسفر عن خروج بريطانيا من الاتحاد»، مشيراً إلى أن «مبيعات الجنيه الإسترليني تضاعفت بنسبة 300% يومياً لتلبية احتياجات مستقبلية لبعض المتعاملين الذين قرروا إنجازها مبكراً واستغلال حالة الهبوط في الأسعار».

ورأى الأنصاري أنه «من الصعب توقع ما ستؤول إليه أسعار الجنيه الإسترليني خلال الفترة المقبلة، لكنّ هناك آمالاً من مستثمرين بأن يتم تعديل الأسعار، وأن يعود (الإسترليني) إلى مستواه قبل إجراء الاستفتاء»، لافتاً إلى أن «تراجع السعر دفع بعض الملتزمين بتحويل الأموال إلى إجراء تحويلات مبكرة، الأمر الذي زاد من الطلب على شراء العملة البريطانية في أسواق الصرافة المحلية».

من جهته، قال الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وآسيا وأوروبا في شركة «ويسترن يونيون» العالمية، جون كلود فرح، إن «الجنيه الإسترليني شهد تراجعاً في أسعار التحويلات بنسبة راوحت بين 8 و9%»، مؤكداً أن «الهبوط الذي شهده الإسترليني شجع على زيادة التحويلات».

ولفت إلى أنه «على المدى القصير سيزيد انخفاض قيمة الجنية الإسترليني أمام الدولار الأميركي من مكاسب الراغبين في تحويل الأموال من خارج بريطانيا إلى بريطانيا».

وأضاف فرح «من المتوقع على المدى الطويل أن يستعيد الجنيه الإسترليني قوته، ما يعني عودة التحويلات المالية إلى معدلاتها الطبيعية»، مشيراً إلى أن «الأيام الماضية شهدت حركة تحويلات كثيفة وشراء الجنيه للإسترليني».

وذكر أن «تراجع العملة البريطانية لم يؤثر في رغبة المستهلكين في شراء العملة، سواء لغرض السياحة أو لبعض المستثمرين الذين سينتظرون عودة الأسعار إلى طبيعتها وتحقيق بعض الأرباح من تراجع العملة ومن ثم زيادتها مرة أخرى».

بدوره، قال المدير العام لشركة «الفردان» للصرافة، أسامة آل رحمة، إنه «من الصعب حالياً التنبؤ بمستقبل الجنيه الإسترليني»، لافتاً إلى أن «سعر الصرف خلال الفترة المقبلة سيتوقف على كيفية تعاطي السياسيين في أوروبا عموماً وبريطانيا خصوصاً مع نتائج الاستفتاء الذي جاء لمصلحة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وتصريحاتهم حول تطورات الأحداث».

وأضاف آل رحمة أن «الثقة بالجنيه الإسترليني عالية، لكن أصحاب الالتزامات بالعملة البريطانية رأوا أنه من الأفضل الاستفادة من الهبوط الذي شهدته العملة البريطانية للوفاء بالتزاماتهم، سواء بالتحويل أو بشراء العملة البريطانية، ما زاد من الطلب على شرائها».

وبين أن «رد الفعل السريع هو زيادة الطلب على العملة التي انخفض سعرها بنسبة بلغت 9% أمام الدولار الأميركي، وبالتالي أمام الدرهم الإماراتي»، مشيرا إلى أن «الطلب يترقب كيفية إدارة الأزمة، خصوصاً من الجانب الأوروبي الذي يصدر تصريحات تبطئ من هبوط الجنيه الإسترليني».

وأوضح أن «حجم الهبوط في أسعار الإسترليني فاق كل التوقعات، وأنه سيكون له تأثير في الاقتصاد البريطاني والعملة الإنجليزية»، لافتاً إلى أن «إنجازات 15 عاماً للجنيه الإسترليني انهارت عند إعلان نتيجة الاستفتاء الذي فصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي».

تويتر