أكدوا أن افتتاح مكاتب تمثيل لغرفة دبي يعزّز فرص الشركات الوطنية في القارة السمراء

مستثمرون: الشركات الإماراتية لاعــــب رئيس في مستقبل الأعمال بإفريقيا

صورة

أفاد مستثمرون بأن الشركات الإماراتية تمتلك خبرات واسعة في مجالات وقطاعات متنوعة تمكنها من أن تكون لاعباً رئيساً في مستقبل الأعمال بالقارة الإفريقية، لافتين الى أن القارة الإفريقية تشكل وجهة مثالية للفرص الاستثمارية المستقبلية، خصوصاً مع توافر عوامل عدة تعزز هذا التوجه، أبرزها نمو الطبقة المتوسطة ووجود موارد طبيعية متنوعة والقرب الجغرافي، بالإضافة إلى شبكة العلاقات القوية التي تربط بين مجتمعي الأعمال في دبي والقارة الإفريقية.

وأشاروا إلى أن افتتاح مكاتب تمثيلية لغرفة تجارة وصناعة دبي في عدد من الأسواق الإفريقية يعزز من فرص الشركات الإماراتية في دخول أسواق إفريقيا الواعدة، ويرفع من مستوى التبادل التجاري بين الإمارات ودول إفريقيا.

ولفتوا في ختام زيارة لهم إلى دولتي جنوب إفريقيا وموزمبيق ضمن بعثة تجارية لغرفة دبي، إلى أهمية التوجه الذي تعتمده الغرفة بالتركيز على القارة الإفريقية، مشيرين إلى أن سياسة التنوع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة استعداداً لمرحلة «الإمارات ما بعد النفط»، تعزز من اندفاع الشركات الإماراتية إلى اقتناص الفرص الاستثمارية المتنوعة.

وأكدوا أن الأسواق الواعدة مثل إفريقيا تشكل بيئة خصبة لاستقطاب الاستثمارات الإماراتية.

«ماجد الفطيم» تتوسع في جنوب إفريقيا

أكد نائب الرئيس الأول للعلاقات التجارية والحكومية في مجموعة «ماجد الفطيم» للتجزئة، محمد عيسى السويدي، على رغبة المجموعة في التوسع بجنوب إفريقيا وموزمبيق عبر امتياز «كارفور» في غضون سنتين، وذلك بعد بدء عملياتهم في كينيا، لافتاً إلى وجود تحديات في اختيار المواقع. وأشار السويدي إلى أن افتتاح متاجر في هذه الأسواق سيعود بالفائدة على مجتمع الأعمال الإفريقي المحلي، ما يخلق فرص عمل تحفز اقتصاد هذه الأسواق، في حين سيتم شراء 95% من المنتجات الغذائية من الأسواق المحلية للبيع في المتاجر، وحتى التصدير إلى المتاجر الأخرى في الأسواق الخارجية.


موارد طبيعية متعددة

قال رئيس مجلس إدارة شركة «إدوهوب»، راشد بوقراعة، إن «موزمبيق تتميز بموقع استراتيجي مهم وموارد طبيعية متعددة، ما يؤكد وجود عدد من الفرص الاستثمارية الكبيرة»، لافتاً إلى أنها في الوقت نفسه لديها تحديات عدة أبرزها الاستقرار السياسي، وتعزيز مناخ استثماري جاذب للمستثمر، فرأس المال يحتاج الى بيئة آمنة، وإلا سيبحث عن فرص تتوافر فيها عناصر الجذب والأمان. وأضاف بوقراعة أن موزمبيق بوابة لدول إفريقية أخرى، كما أنهم يحتاجون إلى التعليم والصحة والسياحة والصناعة والطاقة، مشيراً إلى وجود فرص كبيرة لعمل تكتلات اقتصادية مع شركات إماراتية، خصوصاً مع توجه الحكومة الموزمبيقية الصادقة لمواجهة البيروقراطية ومساعدة المستثمرين الأجانب.

تحقيق الأهداف

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد سيف الغرير، إن «الغرفة حققت أهدافها خلال البعثة التي قادتها إلى جنوب إفريقيا وموزمبيق في تعريف المستثمرين بالأسواق الخارجية الواعدة»، داعياً المستثمرين إلى استكمال الحوارات والنقاشات التي بدأت خلال البعثة لتحويلها إلى شراكات استراتيجية مستقبلية مع شركات ومستثمرين أفارقة.

وأضاف أن «الغرفة مستمرة في استراتيجيتها التوسعية لاستكشاف أسواق جديدة لأعضائها، وتعزيز تنافسية مجتمع الأعمال في دبي، وهي استراتيجية تصب في مصلحة سياسة التنويع الاقتصادي، وتعزيز سمعة دبي ومكانتها مركزاً مهماً ومرموقاً في عالم المال والأعمال على مستوى العالم».

البعثات التجارية

من جانبه، قال مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم إن «البعثات التجارية وافتتاح المكاتب التمثيلية لا يعزز فقط تدفق الاستثمارات من دبي إلى إفريقيا، بل يسهم في جذب المزيد من الشركات الإفريقية إلى دبي باعتبارها بوابة التجارة والاستثمارات مع العالم»، مشيراً إلى انضمام نحو 3356 شركة إفريقية إلى عضوية غرفة دبي من أصل 16 ألف شركة جديدة انضمت عام 2015.

وأضاف أن نسبة الشركات الإفريقية التي انضمت إلى عضوية الغرفة خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 23% من إجمالي الشركات المنضمة إلى الغرفة خلال الفترة نفسها (839 شركة إفريقية من أصل 3709 شركات)، مشيراً إلى وجود أكثر من 12 ألف شركة إفريقية مسجلة في عضوية الغرفة وعاملة في دبي. وشدد على أن أي توسع في الأسواق الخارجية يجب أن يحقق الأهداف والمصالح المشتركة لمجتمع الأعمال في دبي والأسواق المستهدفة.

أهمية إفريقيا

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة «الغرير للاستثمار»، عيسى الغرير، أهمية القارة الإفريقية بالنسبة لاستثمارات شركاته، معتبراً أن جنوب إفريقيا هي جوهرة القارة الإفريقية، وفيها فرص استثمارية كبيرة. وأشار إلى أن وجود معوقات يمكن أن يدفع المستثمرين الإماراتيين إلى أسواق إفريقية أخرى، مبيناً الحاجة إلى تذليل هذه المعوقات، خصوصاً التأشيرات السياحية والتشريعات وفتح قطاعات جديدة أمام الاستثمارت الأجنبية.

وقال الغرير إن المستثمرين من جنوب إفريقيا وموزمبيق لديهم فرص كبيرة للتعاون مع رجال الأعمال من الإمارات من خلال مكتب غرفة دبي في العاصمة الموزمبيقية مابوتو، مشيراً إلى وجود فرص في مجال تجارة التجزئة وبناء وتشغيل المراكز التجارية الكبيرة، وبناء المدارس والزراعة وتصنيع الإنتاج الزراعي، وتغليف المنتجات الزراعية وإعدادها للتصدير في موزمبيق، رغم التحديات التي يواجهها المستثمرون هناك.

وأضاف أن هناك احتياجاً لأن تستثمر الحكومة في موزمبيق في البنية الأساسية وتهيئة المناخ العام لاستقطاب المستثمرين، لافتاً إلى أن الفرص التصديرية في جنوب إفريقيا كبيرة مع ضرورة تعزيز شعور المستثمر بالراحة، وإلا فإنه سيلجأ لخيارات أخرى، خصوصاً مع وجود أسواق أخرى مستعدة لاستقبال المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال.

ودعا الغرير الدول الإفريقية إلى جعل دبي وجهة عالمية لعرض منتجاتها، خصوصاً الزراعية والغذائية، نظراً لما تتميز به دبي من إمكانات في الخدمات اللوجستية من موانئ ومخازن وشبكة طيران ونقل بحري متطورة، مبيناً أن الشراكات الاستثمارية لا تحدث بين يوم وليلة، لأن بعض النقاط عن بيئة الأعمال الإفريقية مازالت غير واضحة، وتعمل الزيارات والاجتماعات على تبديد الغموض حول التشريعات والقوانين التي تحكم العملية التجارية والاستثمارية في هذه البلدان، وتعطي المستثمر فكرة واضحة عن بيئة الأعمال التي يستهدفها.

الفرص المثالية

وأكد الغرير حاجة المستثمرين إلى مزيد من الوقت لإيجاد الفرص المثالية، معتبراً أن موزمبيق بلد واعد لديه فرص كبيرة في قطاعات الزراعة والمعادن والتجارة، وهو بوابة للدول من حولها كزيمبابوي ومالاوي وزامبيا وسوازيلاند، إلا أنه يعاني تحديات يجب تذليلها.

وشدد على وجوب التفكير في الاستثمار على المدى الطويل في إفريقيا، مشيراً إلى أن دبي تمتلك نقاط قوة كثيرة في خططها الاستثمارية التوسعية، منها موقعها الاستراتيجي وخبراتها الواسعة وجدية مجتمع أعمالها، معتبراً أن القطاع الخاص بحاجة إلى جهود غرفة دبي لاستكشاف هذه الأسواق الإفريقية الجديدة. وقال إن منطقة شرق إفريقيا، ومنها كينيا وتنزانيا، بمثابة وجهات يتطلع هو كمستثمر لاستكشافها مع غرفة دبي.

مجالات عدة

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة «إدوهوب»، راشد بوقراعة، إن «البرنامج الذي وضعته الغرفة خلال زيارة أعضائها إلى جنوب إفريقيا وموزمبيق كان متنوعاً وشمل مجالات واسعة»، مضيفاً أن المستثمرين الإماراتيين يتطلعون للاستثمار في قطاعات عدة، ولديهم استراتيجيات متوسطة وطويلة الأمد للتوسع في القارة الإفريقية.

وأضاف أن الحكومة الإماراتية تدعم التوجه نحو إفريقيا، مشيراً إلى أن هذا التوجه يعززه خبرة شركات دبي، ووجود الموارد والفرص في هذه الأسواق.

وشدد بوقراعة على أن توجهه إلى القارة الإفريقية كان بغرض الاستثمار في التعليم وبناء وإدارة مناطق اقتصادية ومجمعات أعمال متخصصة لنشاطات معينة، كالخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والطيران، مشيراً إلى أن الزيارة فتحت الأبواب المغلقة، وجعلت المستثمر أكثر قرباً من بيئة العمل في القارة السمراء.

بدوره، أشار رئيس مشاريع «جراب» الوطنية، عبدالله شرفي، إلى أن هناك بعض التحديات في دول إفريقيا تحتاج إلى المواجهة، وفي حال معالجتها فإن الاستثمارات في هذه المناطق ستكون واعدة. وأشار شرفي إلى أن التحديات تشمل مسألة الكهرباء وبطء الإجراءات الإدارية والتضخم، رغم وجود فرص واعدة في مجال الصناعات البتروكيماوية التي يهتم بالاستثمار فيها، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية والتخزين، مشيراً إلى رغبته في الاستفادة من شبكة علاقات غرفة دبي المتشعبة لاستكشاف أسواق جديدة في باكستان والمكسيك والأوروغواي.

تويتر