يمثل قيمة اقتصادية كبيرة لدبي والإمارات.. ويضم منصات تحاكي حدائق بابل

«إعمار»: 3.6 مليارات درهم كلفة البرج الجديد

صورة

كشفت «شركة إعمار العقارية»، أمس، عن العناصر الهندسية والمعمارية للبرج الجديد الكائن في مشروع «خور دبي»، لافتة إلى أن كلفته تبلغ نحو مليار دولار (نحو 3.67 مليارات درهم).

وأكدت أن البرج يقدم مشروعاً ضخماً يضمن قيمة اقتصادية كبيرة لدبي والإمارات على المدى الطويل، مفضلة عدم الإعلان عن ارتفاعه أو تسميته.

ووفقاً لـ«إعمار»، فإن البرج يستوحي تصميمه من زهرة الزنبق، ويحاكي في شكله تصميم المئذنة، ويضم منصات تمثل حدائق لكبار الشخصيات، تحاكي في أجوائها حدائق بابل المعلقة، مشددة على أن استكمال تصميم البرج في أعقاب اختبارات دقيقة للأنفاق الهوائية، واختبارات إلزامية لمقاومة الزلازل.

وتفصيلاً، كشفت «شركة إعمار العقارية»، أمس، عن العناصر الهندسية والمعمارية للبرج الجديد الكائن في مشروع «خور دبي».

وأفادت «إعمار» خلال مؤتمر صحافي، أمس، بأن تصميم البرج للمهندس المعماري ومهندس الإنشاءات والنحات والرسام الإسباني السويسري سانتياغو كالاترافا فالس، واختاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من بين تصاميم عدة شاركت في مسابقة دولية كانت الشركة أطلقتها، مؤكدة أن البرج سيكون معلماً استثنائياً يعيد رسم ملامح الأفق العمراني للمدينة، مضفياً عليه مزيداً من الشموخ والتألق.

فلسفة التصميم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/04/4674101.jpg

يعرف المهندس المعماري، سانتياغو كالاترافا فالس، باعتماده تصاميم معمارية مستقبلية حديثة. كما اشتهر بعمله في مشروعات مثل محطة مركز التجارة العالمي في نيويورك، وجسر السلام «كالجاري»، ومجمع الألعاب الأولمبية في أثينا، و«برج الجذع المستدير» في مدينة مالمو السويدية، وهو البرج الذي حصل أخيراً على جائزة الـ10سنوات من مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية.

وتقوم فلسفة كالاترافا فالس في التصميم على مكاملة التعبيرات الهندسية، مع الابتكارات الإنشائية، وخصائص الكفاءة العملية، والمزايا البيئية، ضمن تصميم واحد ينسجم مع الطابع الخاص لموقع كل مشروع، ويتخطى تحدياته. ومن هنا، يصبح كل مشروع يضطلع به مكاناً فريداً يثري محيطه على المستويات العملية والبيئية والاجتماعية.

وبحسب «إعمار»، فإن البرج يمثل المحور الرئيس لمشروع «خور دبي» التطويري العملاق الممتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة، والذي يبعد 10 دقائق فقط عن مطار دبي الدولي. ويقع مشروع الواجهة المائية بجوار «خور دبي»، مهد تاريخ وثقافة دبي، وعلى مقربة من محمية رأس الخور للحياة الفطرية، التي تم إدراجها ضمن اتفاقية «رامسار» الدولية برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو».

قيمة اقتصادية

وقال رئيس مجلس إدارة «إعمار» العقارية، محمد العبار، إن البرج في «خور دبي» يمثل انعكاساً لقيم الإيجابية والتفاؤل والطموح التي تتجسد في دبي والإمارات عموماً، انطلاقاً من الرؤى الحكيمة لقيادتنا الملتزمة بدفع عجلة التقدم على جميع المستويات.

وأبدى العبار ثقته بأن المشروع الكبير سيكون منبعاً للأمل يستقي منه العالم أجمع، وسيحتفي بالتنوع والإنجازات البشرية، كما سيكون مدعاة فخر واعتزاز أهل الإمارات، وتعبيراً صادقاً عن الرؤى المستقبلية السباقة للدولة، لافتاً إلى أن البرج سيكون وجهة تستقطب الزوار من أنحاء العالم للاحتفاء بالحياة، في وقت تستعد فيه دبي لاستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020».

وتابع العبّار: «ينسجم التصميم الذي أبدعه سانتياغو كالاترافا فالس، والذي تم اختياره بناءً على مسابقة عالمية، مع تطلعاتنا لأن يكون البرج المركز الحضري لمشروع (خور دبي)»، مشيراً إلى معايير التميز في تصميم البرج، بالتزامن مع مراعاة مقومات الاستدامة البيئية، وتوفير أحدث التقنيات الذكية.

وقال العبّار: «نقدم من خلال البرج مشروعاً ضخماً يضمن قيمة اقتصادية كبيرة لدبي والإمارات على المدى الطويل، إضافةً إلى دوره في تأكيد المكانة الاستثنائية التي يتمتع بها (خور دبي) كوجهة سكنية وترفيهية وسياحية أولى في المدينة، تقدم للسياح والمقيمين بيئة حديثة وفاخرة ومستدامة للعيش والعمل والتعلم والترفيه».

الكلفة والارتفاع

وكشف العبّار خلال المؤتمر أن كلفة البرج الجديد تبلغ مليار دولار (نحو 3.67 مليارات درهم)، مشيراً إلى أن الإعلان عن الارتفاع النهائي له سيتزامن مع قرب الانتهاء منه، قبل شهور من انتهاء عام 2020، وهو موعد استضافة «إكسبو دبي2020».

وأضاف أن الأبراج الفريدة حلقة تنافس بين المطورين في العالم، لا تقتصر على الارتفاع فقط، وإنما على عوامل عدة يتداخل فيها التصميم بعلوم مثل الهندسة والفيزياء، مؤكداً أن تصميم البرج الجديد يمنحه من المرونة ما يمكنه من تحقيق رقم قياسي عالمي على صعيد الارتفاع. وأشار إلى أنه لم يتم الاستقرار على تسمية البرج، إذ إن التسمية تعتبر قيمة مضافة، وبالتالي لابد من التأني فيها.

وشدد العبار على عدم وجود مخاوف في التمويل، مؤكداً الثقة بتغطية التكاليف الخاصة بنفقات البرج من مصادر عدة، ومرجحاً أن تكون نسبة 50% من التمويل ذاتية، و50% من مصادر تمويل خارجية.

واستبعد وجود تأثير للعوامل الاقتصادية العالمية على الوضع العقاري في دبي، مؤكداً أن المشروعات المدروسة بعناية لا خوف عليها، إذ إنها مشروعات معتمدة على دراسات جدوى قوية.

تحفة معمارية

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«دبي القابضة»، فاضل العلي: «يقف مشروعنا المشترك مع (إعمار العقارية) وراء معلم جديد يجسّد معنى الإبداع الهندسي بأجمل تجلياته، ويضيف تحفة عقارية استثنائية بكل المقاييس إلى الأفق المعماري المتألق لدبي». وأضاف أن كشف النقاب عن تصميم البرج خطوة مهمة بالنسبة لمشروع «خور دبي» الذي يوفر نمط حياة غير مسبوق في الإمارة، ضمن ما يُنتظر أن تصبح واحدة من أكثر المناطق السياحية والسكنية جاذبية في دبي.

إنجاز فني

من جانبه، قال المهندس المعماري سانتياغو كالاترافا فالس: «لقد بذلت وفريق عملي أفضل ما لدينا منذ البداية لإنجاز تصميم هذا المشروع، ونحن نعتبره مميزاً جداً، ونفتخر بالعمل على تحقيقه مع شركة مثل (إعمار)، التي تمنحنا شراكتنا معها حافزاً إضافياً وشعوراً متواصلاً بالمسؤولية».

وأضاف أن تصميم البرج يمزج بين الفن الكلاسيكي القديم وثقافة المكان، كما يَعدُ بإنجازات مهمة في مجال التكنولوجيا التي لطالما اعتبرتها مدخلاً إلى الفن والجمال، مؤكداً أن البرج سيشكل إنجازاً فنياً في حد ذاته، ورمزاً للإيمان بالتقدم والتطور، يرحب بزواره من كل مكان وليس فقط من دبي والإمارات.

زنبق ومئذنة

يستوحي البرج في «خور دبي» تصميمه من زهرة الزنبق، ويحاكي في شكله تصميم المئذنة، وهي معلم مشترك في الثقافات الإسلامية. ويحدد شكل البرعم البيضاوي معالم منصات المشاهدة في البرج، كما يتشابه ساق زهرة الزنبق النحيل مع هيكل البرج الذي روعي في التصميم الهندسي لقطره أعلى درجات الدقة والكفاءة. ويرتبط الهيكل بأرضية المشروع عبر كابلات قوية، مستوحاة بدورها من شكل أوراق الزنبق. ويمنح تنسيق الكابلات هذا قوة كبيرة للهيكل، ويثبت «برعم» الزهرة إلى الأرض بدقة فائقة باستخدام أحدث المعدات الهندسية.

حدائق بابل

يقدم البرج تجارب غير مسبوقة وإطلالات بانورامية كاملة على المدينة ومحيطها، وستكون «قاعة القمة» من أبرز معالم المشروع، التي تتيح للزوار فرصة التمتع بأروع المناظر في السماء. كما يضم البرج منصات تمثل حدائق لكبار الشخصيات، تحاكي في أجوائها حدائق بابل المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. وسيكون الزوار على موعد مع تحفة هندسية بكل المقاييس مع الشرفات الزجاجية الدوارة المنبثقة من هيكل البرج. وسيحتضن البرج أيضاً فندقاً مميزاً من فئة «بوتيك».

الدقة الهندسية

سيتم استكمال تصميم البرج في أعقاب اختبارات دقيقة للأنفاق الهوائية، إضافة إلى الاختبارات الإلزامية لمقاومة الزلازل. ويجري تصميم وتطوير عناصر البرج كافة وفق أعلى معايير السلامة العالمية، بدءاً من اختيار المواد المستخدمة في التنفيذ، وانتهاءً بالتقنيات الموظفة في أعمال التطوير، كما سيتم الالتزام بالمعايير والتشريعات الحكومية كافة المتعلقة بهذا المجال، عبر التعاون والتنسيق المباشرين مع السلطات المعنية.

وفي احتفالية بمكانته الاستثنائية، تركز إضاءة البرج على تصميم برعم الزهرة الذي يطفو في الأعلى ناثراً أشعة النور في السماء خلال الليل، في حين سيضاء الهيكل المحوري والكابلات بأنوار حيوية هادئة، وسيجري استخدام الأضواء المتحركة لإثراء المشهد البصري لزوار البرج، ومظهره الرائع من الخارج.

خصائص خضراء

يراعي البرج خصائص الاستدامة والحفاظ على البيئة عبر اعتماد ممارسات ترسي معايير جديدة في القطاع، بدءاً من التصميم الذي يربطه مباشرة بخدمات الترام بسهولة فائقة. أما الزوار الذين يصلونه سيراً على الأقدام، فبإمكانهم الدخول من نقاط متعددة في ساحة البرج. كما يجري التخطيط لممرات خضراء لعبور المشاة، وتسهيلات عدة لربط البرج بمشروع «خور دبي» بسلاسة فائقة.

تويتر