شركات اعتبرت تراجع السفر إلى وجهات أوروبية مؤقتاً.. ويؤدي إلى تنشيط السياحة الداخلية

مواطنون يلغون حجوزات «الربيع» إلى تركيا وبلجيكا

توقعات بتنشيط السياحة الداخلية وزيادة نسب الإشغال في فنادق الدولة خلال «إجازة الربيع» بنسبة تصل إلى 25%. الإمارات اليوم

قال مواطنون إنهم «تراجعوا عن السفر إلى الخارج وألغوا حجوزاتهم، خصوصاً إلى تركيا وبلجيكا، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها هذان البلدان»، مشيرين إلى أنهم «يعتزمون قضاء إجازة الربيع، التي تبدأ الأسبوع المقبل، داخل الدولة».

من جهتهم، أكّد مديرو ومسؤولو شركات سياحة وسفر في الدولة، أن «تراجع وإلغاء حجوزات سفر المواطنين إلى بعض الوجهات الأوروبية، بعد الأحداث التي شهدتها أخيراً، سيؤديان إلى تنشيط السياحة الداخلية خلال الإجازة، وزيادة نسب الإشغال في فنادق الدولة بنسب تصل إلى 25%»، مطالبين بطرح عروض خاصة للإقامة داخل الدولة.

وأوضحوا أن «هذا التراجع سيكون مؤقتاً، ولن يؤثر في الحجوزات خلال فترة الصيف، في وقت تشهد فيه الحجوزات إلى وجهات جديدة في أوروبا الشرقية زيادة عوضاً عن بعض الوجهات الأوروبية خلال الفترة الحالية».

عروض جذابة

وتفصيلاً، قالت المواطنة ميثاء عبيد، إن «الأحداث التي شهدتها تركيا خلال الأيام الماضية، أجبرتها على إلغاء حجوزات العائلة لقضاء جانباً من إجازة الربيع هناك»، لافتة إلى أنها «تعتزم قضاء الإجازة، التي تبدأ الأسبوع المقبل، مع عائلتها داخل الدولة وفي دبي ورأس الخيمة تحديداً، بدلاً من السفر إلى الخارج، خصوصاً أن الإمارات تتمتع بالأمان التام». وطالبت عبيد بطرح عروض جذابة للإقامة في فنادق الدولة، لجذب المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وقال المواطن أحمد الرميثي، إنه «تراجع عن السفر إلى أوروبا مع عائلته خلال إجازة الربيع، بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت فيها، على الرغم من أنه كان يعتزم السفر إلى هناك لمدة 10 أيام خلال إجازة أبنائه»، مشيراً إلى أنه «يفضل البقاء في دبي والإقامة في أحد الفنادق لمدة ثلاثة أيام، مع إمكانية الإقامة في إمارة أخرى خلال الإجازة».

وقال المواطن سيف العوضي، إنه «قرر التراجع عن السفر إلى بروكسل بعد الأحداث التى شهدتها، أخيراً، وتحذير وزارة الخارجية من السفر إلى هناك، على الرغم من أنه كان يعتزم الذهاب إلى مكتب السياحة لتسديد تكاليف الرحلة له ولخمسة أفراد من عائلته»، لافتاً إلى أنه «لايزال يفكر إذا كان سيختار وجهة أخرى أو البقاء في الدولة».

فترة الصيف

إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «ترو فاليو» للسياحة والسفر، وليد شوقي، إن «الأحداث الأخيرة التي شهدتها تركيا وبلجيكا ستؤدي إلى تراجع حجوزات المواطنين في إجازة الربيع إلى هاتين الوجهتين، بنسبة تصل إلى 60%، في الوقت الذي تتأثر فيه الحجوزات إلى أوروبا بصفة عامة بنسبة تبلغ نحو 20%».

وأضاف أنه «من المتوقع أن يكون التأثير مؤقتاً، ولا يمتد لفترة الصيف»، لافتاً إلى أن «العوامل الرئيسة لذلك التراجع تتمثل في التشديدات الأمنية بشكل كبير، وصعوبة التحرك بحرية في كل الأماكن، بدءاً من المطارات إلى مختلف الوجهات السياحية». وبين شوقي أن «بعض الوجهات الجديدة، مثل البوسنة وصربيا وأذربيجان، سيستفيد من التراجع على الوجهتين (تركيا وبلجيكا)»، داعياً إلى افتتاح خطوط جديدة للناقلات الوطنية، وزيادة رحلات الطيران إلى تلك الدول.

وأوضح شوقي أنه «من المنتظر أن يكون للأحداث التي وقعت في تركيا وبلجيكا تأثيرات في زيادة السياحة الداخلية في إمارات الدولة المختلفة، ورفع مستويات الإشغال في الفنادق»، مطالباً في الوقت نفسه بخفض أسعار الغرف الفندقية بالنسبة للمواطنين والمقيمين خلال إجازة الربيع، مع طرح عروض مغرية للإقامة لزيادة عدد أيام الإقامة خلال الإجازة.

تراجع شديد

وقالت مديرة سفريات «بن حم» في أبوظبي، ثناء ملحم، إن «تأثير الأوضاع في تركيا تحديداً انعكس بشدة على حجوزات المواطنين لإجازة الربيع، إذ حدث تراجع شديد مع ندرة وجود حجوزات للمواطنين في إسطنبول خصوصاً»، مشيرة إلى أن «تأثير أحداث بروكسل سيظهر بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع تحذير وزارة الخارجية من السفر إلى بلجيكا». وأضافت ملحم، أن «تراجع السفر نتيجة لهذه الأحداث سيؤدي إلى تنشيط السياحة الداخلية، وزيادة معدلاتها بنسبة لا تقل عن 25%، إضافة إلى زيادة إشغال الفنادق»، لافتة إلى أن «أسعار الغرف تشهد انخفاضاً حالياً مع تزايد المعروض».

وأشارت إلى أنه «من المنتظر أن تشهد السياحة إلى الإمارات زيادة من دول عدة، خصوصاً الخليجية منها، التي تتوافق الإجازات فيها مع الإجازات في الإمارات»، مؤكدة أن «الإمارات تتمتع بالأمان التام، فضلاً عن تحسّن المناخ بصورة عامة».

وجهات جديدة

وقال المدير العام لشركة «بالحصا» للسفريات، ناروز سركيس، إن «الأحداث الأخيرة في تركيا أدت إلى إلغاء حجوزات سفر المواطنين بنسبة تزيد على 30% في إجازة الربيع، خصوصاً أن إسطنبول شهدت انفجارات متلاحقة، بينما من المتوقع أن تظهر تأثيرات أحداث بروكسل خلال اليومين المقبلين».

وأضاف سركيس أن «هناك وجهات جديدة يفضلها المواطنون تحل محل تركيا حالياً في أوروبا الشرقية، هي البوسنة والهرسك، مع وجود رحلات لبعض الناقلات الوطنية إلى تلك الوجهات»، مشيرا إلى أنه «من المنتظر ألا تتأثر الحركة في بقية الوجهات الأوروبية، مثل إسبانيا ولندن وغيرهما».

ولفت إلى أن «تراجع السفر لبعض الوجهات سينعكس على السياحة الداخلية، التي من المتوقع أن تشهد زيادة بأكثر من 20%، كما ستسجل السياحة الخليجية، خصوصاً السعودية، زيادة الى بعض مناطق الدولة مثل دبي، لقضاء إجازة الربيع هناك بعد الأحداث التي شهدتها وجهات أوروبية أخيراً».

السياحة الداخلية

أما المدير العام لشركة «نيرفانا» للسفر والسياحة، علاء العلي، فأكد أن «الأحداث التي شهدتها تركيا وبلجيكا أدت إلى تراجع حجوزات المواطنين إلى هذين البلدين، خلال إجازة الربيع عموماً، بنسبة راوحت بين 15 و20%»، متوقعاً أن يكون التأثير سيكون قصير المدى، وألا يستمر ليؤثر في حجوزات فترة الصيف.

وقال إن «جانباً كبيراً من التراجع سيصب في مصلحة السياحة الداخلية، إذ سيكون له تأثير في تزايد السياحة الداخلية، وزيادة معدلات إشغال الفنادق داخل الدولة بنسب تصل إلى 25%، خصوصاً أن معدلات الإشغال مرتفعة بالفعل حتى الآن».

ولفت إلى أن «جانباً من المواطنين الذين سيتراجعون عن السفر إلى تركيا وبروكسل، سيسافرون الى وجهات أوروبية أخرى، مثل إسبانيا وميونيخ وجنيف ولندن، فضلاً عن باريس».

تويتر