أكدوا أنها تضغط على المؤشرات وتمنع الأسواق من «التقاط الأنفاس»

محللون: عودة الارتباط بالعوامل الخارجية والمضاربات وراء تراجع الأسواق

محللون أكدوا أن الأسواق شهدت تراجعاً في الأسعار وأحجام التداول رغم استمرار إعلان الشركات عن نتائجها. تصوير: أحمد عرديتي

قال محللون ماليون إن معامل ارتباط أسواق المال المحلية، بما يحدث في نظيرتها العالمية، وتذبذبات أسعار النفط، عاد للظهور مجدداً على مدار تداولات الأسبوع الماضي، حيث شهدت الأسواق تراجعات في الأسعار وفي أحجام التداول رغم استمرار إعلان الشركات عن نتائجها، وعلى رأسها شركة «إعمار العقارية».

14.7 مليار درهم انخفاضاً في القيمة السوقية للأسهم

فقدت القيمة السوقية للشركات المدرجة، خلال الأٍسبوع الماضي، 14.7 مليار درهم، مستقرة عند 665 مليار درهم. وسجل المؤشر العام لسوق الإمارات للأوراق المالية تراجعاً أسبوعياً بنسبة 2.17%، منهياً جلسة الخميس الماضي عند مستوى 4097 نقطة، فيما بلغت التداولات الأٍسبوعية 3.5 مليارات درهم، تمثل حصيلة التعامل على 2.8 مليار سهم نفذت من خلال 37 ألفاً و 73 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 81 شركة من أصل 128 شركة مدرجة. وعلى المستوى القطاعي، حقق قطاع الاستثمار والخدمات المالية أعلى تراجع أسبوعي، حيث تراجع مؤشره بنسبة 6.58%، تلاه مؤشر قطاع الطاقة بنسبة 3.85%، فيما حل ثالثاً، من حيث التراجع القطاعي، مؤشر الخدمات بنسبة 3.48%.

واستحوذ سهم شركة «إعمار العقارية» على أعلى حصة من تداولات الأسبوع الماضي، بقيمة 646 مليون درهم تصدر بها قائمة الأكثر تداولاً حسب القيمة، تلاه سهم شركة «داماك العقارية» بقيمة 329 مليون درهم، فيما حل في المرتبة الثالثة سهم شركة «إشراق العقارية» بقيمة 296 مليون درهم. وتصدر سهم شركة «تكافل» الأكثر ارتفاعاً سعرياً بصعود نسبته 31.25%، تلاه سهم «الشركة العالمية لزراعة الأسماك» بنسبة 25%، بينما جاء في المركز الثالث سهم شركة «الإمارات للقيادة» بنسبة 11.82%. وفي قائمة الأكثر انخفاضاً سعرياً، حقق سهم شركة «أبوظبي الوطنية» للتأمين أعلى تراجع أسبوعي مسجلاً 24.48%، تلاه سهم شركة «الجرافات البحرية» بنسبة 20.96%، تلاه سهم مجموعة «السلام القابضة» بنسبة تراجع 13.7%.

وأكدوا أنه رغم أن النتائج جاءت ضمن التوقعات ولم تقل عن النتائج المحققة العام الماضي لكثير من الشركات المساهمة العامة، إلا أن هناك مضاربات يومية على الأسهم المتداولة دون الدرهم الواحد تضغط على المؤشرات وتمنع الأسواق من التقاط الأنفاس.

وأضافوا أن هناك ضغوط بيع على أسهم منتقاة «دون الدرهم» بفعل المضاربين، أثرت كثيراً على مسار التعافي الذي بدأه السوق، في الأسبوع قبل الماضي، فجاءت معظم جلسات الأسبوع الماضي «سلبية»، وسادت حالة من التردد في الدخول من قبل المتعاملين. وبحسب البيانات الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والسلع، فقدت القيمة السوقية للشركات المدرجة، خلال الأسبوع الماضي، 14.7 مليار درهم مستقرة عند 665 مليار درهم.

أحجام التداول

وتفصيلاً، قال المحلل المالي بشركة «الأنصاري للخدمات المالية»، عبدالقادر شعث، إن «هناك تراجعاً في أحجام التداول اليومية على مدار جلسات الأسبوع الماضي، بسبب عودة تأثير العوامل الخارجية إلى الأسواق المالية المحلية وثقة المستثمرين»، مؤكداً أن «تذبذب أسعار النفط إضافة إلى تراجع الأسواق العالمية، أثرا سلباً في أسواقنا المحلية، حيث تراجعت معظم المؤشرات القطاعية وكذلك أسعار الأسهم». وأضاف شعث أن «الشركات المدرجة تواصل إعلان نتائجها التي جاء معظمها ضمن التوقعات، ولم تقل عن نظيرتها في العام الماضي، لكن هناك عمليات مضاربة واسعة تتم بشكل يومي، خصوصاً على الأسهم المتداولة دون الدرهم الواحد، بما لا يعطي فرصة للأسواق للاستقرار والتقاط الأنفاس».

وتابع شعث: «استحوذ سهم شركة (إعمار العقارية) على الحصة الأكبر من تداولات الأسبوع الماضي، مواكبة مع إعلان نتائج الشركة في سوق دبي المالي، فيما أسهم أيضاً قطاع العقار بسوق أبوظبي للأوراق المالية بالنسبة الأعلى من التداول».

بدوره، قال مدير عام شركة «الدار للأسهم والسندات»، كفاح المحارمة، إن «نتائج الشركات المعلنة لم تفلح في فك الارتباط بالعوامل السلبية الخارجية كانخفاض النفط مجدداً، بجانب الأداء السلبي لأسواق المال الأوروبية والأميركية»، لافتاً إلى أن العامل النفسي له التأثير الأكبر في تراجع التداولات مجدداً.

وأَضاف المحارمة أن «هناك ضغوط بيع على أسهم منتقاة ويتم تداولها (دون الدرهم) بفعل المضاربين، وأثرت كثيراً في مسار التعافي الذي بدأه السوق، في الأسبوع قبل الماضي، فجاءت معظم جلسات الأسبوع الماضي سلبية وسادت حالة من التردد في الدخول من قبل المتعاملين»، مؤكداً أن هناك سيولة كبيرة تترقب استقراراً ولو جزئياً للأسواق للدخول، وتستلزم هدوءاً في المضاربات اليومية، وتحرراً من تأثير العوامل السلبية الخارجية.

من جانبه، قال المحلل المالي، وليد الخطيب إن «عمليات بيوع قوية لوحظت على عدد من الأسهم على مدار الأسبوع الماضي، أسهمت في تحجيم حالة الصعود والتعافي التي تأمّلها الجميع مع زيادة أحجام التداول في الأسبوعين الماضيين»، مشيراً إلى أن أداء الأسواق العالمية، وما شهدته من تذبذب وتراجع النفط مجدداً، كان لهما الأثر السلبي الأكبر في تراجعات السوق، على الرغم من النتائج الجيدة التي أعلنتها شركة «إعمار العقارية».

وأضاف الخطيب أن «جلسة الخميس الماضي كانت الأكثر تراجعاً نتيجة ضغوط المضاربات باتجاه البيع، ولم تصمد المؤشرات أمام الأخبار السلبية العالمية»، مؤكداً أن معامل الارتباط بالأسواق العالمية كان الأقوى أثراً من نتائج الشركات المحلية المعلنة.

تويتر