وزير الخارجية البريطاني الأسبق أكد أنه قام بدعم ملف «إكسبو 2020» لصالح دبي والإمارات

هيج: فوز ترامب بالانتخابات الأميركية «كارثي».. وواشنطن تتملّص من أزمات المنطقة

وليام هيج أكد أن هناك مشكلات سياسية عدة مستعصية تواجه العالم وعلى رأسها خطر الحرب على الإرهاب ومواجهة داعش. من المصدر

قال وزير الخارجية البريطاني الأسبق، وليام هيج، إن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية سيتسبب في آثار كارثية لأميركا، وسيؤدي إلى فقدانها الكثير من أصدقائها، متوقعاً أن تحسم هيلاري كلينتون، الانتخابات لصالحها. وأضاف هيج أن التوقعات السياسة والاقتصادية للعام 2016 تعتبر متشائمة، وأن هناك مشكلات سياسية عدة مستعصية تواجه العالم، وعلى رأسها خطر الحرب على الإرهاب ومواجهة «داعش». وتابع أن هناك تملصاً من القائمين على السياسة الأميركية من التدخل في أزمات الشرق الأوسط، يفسح المجال لروسيا وإيران للعمل في المنطقة. وأشار إلى أن مشكلة الهجرة غير الشرعية واحتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من أبرز المشكلات التي تواجه القارة الأوروبية في العام المقبل. وقال هيج إنه خلال عمله وزير خارجية، قام بدعم ملف «إكسبو 2020» لصالح دبي والإمارات، وهو ما أثار حفيظة وزراء خارجية تركيا والبرازيل في ذلك الوقت.

هجمات إلكترونية على شركات كبرى

قال وزير الخارجية البريطاني الأسبق، وليام هيج، إن «هناك هجمات إلكترونية كبيرة من المتوقع أن يتم شنها على الشركات الكبرى في العالم، وستؤدي إلى خسائر كبيرة». وأضاف هيج: «تتمثل هذه الهجمات في نشر بيانات سرية من الممكن أن تؤدي إلى انهيار مؤسسات وشركات مالية كبرى»، مؤكداً أنه على هذه الشركات أن تتحوط لنفسها ليس فقط في هذا الشأن حتى لا نمر بظروف الأزمة الاقتصادية العالمية السابقة.

 الانتخابات الأميركية

 وتفصيلاً، استبعد وزير الخارجية البريطاني الأسبق، وليام هيج، خلال جلسة «حالة العالم السياسية»، التي عقدت أمس، ضمن فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي، والتي أدارتها المذيعة في قناة «سي إن إن» الأميركية، بيكي أندرسون، فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الأميركية، متوقعاً فوز منافسته هيلاري كلينتون. وقال هيج إن «فوز ترامب من الممكن أن يتسبب في فقدان الولايات المتحدة الكثير من أصدقائها، كما أن نتائجه ستكون كارثية على أميركا، إن حدث». وأضاف هيج أن «هناك الكثير من المسلمين في الولايات المتحدة، وأن التصريحات التي أدلى بها المرشح الأميركي، دونالد ترامب، خارجة على إطار المنطق والعقل».

 وأوضح هيج أن التوقعات السياسة والاقتصادية للعام 2016 تعتبر متشائمة، فعلى الجانب السياسي هناك مشكلات سياسية عدة مستعصية تواجه العالم، وعلى رأسها خطر الحرب على الإرهاب ومواجهة «داعش»، مشيراً إلى أن تراجع السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط في عهد الرئيس الحالي، باراك أوباما، ساهم في المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن «هناك تملصاً من قبل القائمين على السياسة الأميركية من التدخل في أزمات الشرق الأوسط، وأفسحت المجال لروسيا وإيران للعمل في المنطقة»، متوقعاً عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة بقوة بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. وتوقع هيج أن تستمر نشاطات «داعش» بقوة في العام المقبل، من خلال العمل في مناطق أخرى غير سورية والعراق، مستغلاً الظروف التي يمر بها بعض الشباب العربي، لتجنيدهم في صفوف هذا التنظيم الإرهابي، منوهاً بأن من أهم الأسباب التي تسهم في تجنيد هؤلاء هو وجود معتقدات دينية مغلوطة لدىهم، فضلاً عن الظروف الاقتصادية والسياسية في المنطقة.

 القارة الأوروبية

 وأشار هيج إلى أن من المشكلات التي ترتبط بالقارة الأوروبية سياسياً هي مشكلة الهجرة غير الشرعية، حيث أثر موقف المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، من السماح للمهاجرين بالقدوم إلى ألمانيا في شعبيتها، لافتاً إلى وجود مشكلات سياسية تهدد كيان الاتحاد الأوروبي، حيث يوجد احتمال لخروج بريطانيا من الاتحاد، وإن كنت استبعد ذلك، وذلك لأهمية وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ومكاسبها من البقاء تحت مظلة الاتحاد أفضل كثيراً من وجودها خارجه.

 وعن النزاع في سورية، توقع هيج أن يتم تجميد المفاوضات بشأن الأزمة في سورية دون الوصول إلى إنهاء لحالة الحرب الدائرة بين النظام والمعارضة، مؤكداً دور روسيا وإيران في حل الأزمة. ولفت إلى أنه لابد من الحد من الحروب بالوكالة التي تديرها إيران في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بضرورة وجود قوة عربية تشارك في مكافحة الإرهاب في المنطقة. وأشاد هيج بالتحالف الإسلامي الذي تم الإعلان عنه بالسعودية، أخيراً.

وعن الأزمة الروسية التركية، قال هيج إن «على الجانبين أن يخففا من وتيرة الأزمة في ما بينهما»، لافتاً إلى أن قادة الدولتين من النوع المتغطرس، وهو ما يزيد من تعقيد المسألة. وفي رد على سؤال حول الصراع العربي الإسرائيلي، قال هيج إنه لا يوجد جديد خلال العام المقبل، فالأمور لن يحدث فيها شيء إيجابي. وقال هيج إنه خلال عمله وزير خارجية قام بدعم ملف «إكسبو 2020» لصالح دبي والإمارات العربية المتحدة، وهو ما أثار حفيظة وزراء خارجية تركيا والبرازيل في ذلك الوقت.

 أزمة اليورو

 وعلى المستوى الاقتصادي، قال هيج إن «المشكلات الاقتصادية التي يواجهها العالم تعتبر كبيرة في هذا الوقت، فعلى صعيد القارة الأوروبية، كنت قد تحدثت سابقاً عن أزمة اليورو، حيث تنبأت بأن اليورو لن يعمر طويلاً، كما تنبأت بأزمة اليونان، وأن جزءاً من هذه التوقعات السابقة قد تحقق الآن». وأضاف أنه بالنسبة للتوقعات الخاصة بالعام 2016، فإن عدم التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي سيزيد من أزمة اليورو، كما أن عدم التنسيق بين دول العالم في ما يتعلق بالسياسة النقدية، من الممكن أن يزيد من الأزمة الاقتصادية العالمية في العام المقبل.

 ولفت هيج إلى أن الاقتصاد الصيني سيتعرض للمزيد من التباطؤ في العام المقبل، مشيراً إلى أنه على الرغم مما حققه هذا الاقتصاد للعالم، فإن التباطؤ لابد أن يحدث، وذلك لتسارع وتيرة النمو التي كان يمر بها الاقتصاد الصيني. وأكد استمرار فترة الركود في العالم خلال 2016، حيث توجد مشكلة لدى البنوك المركزية من ناحية السياسات النقدية التي تضعها، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة من المتوقع أن ترفع الفائدة، وهو ما سيزيد الأمور تعقيداً، خصوصاً أنها لا تستطيع أن تتراجع، لأن ذلك من الممكن أن يهدد صدقيتها.

تويتر