بعد خسائر بـ 32.5 مليار درهم في القيمة السوقية للأسهم المحلية خلال نوفمبر

محللان: السوق يحتاج إلى تحفيز السيولة لتحريك التداولات

مؤشر سوق الإمارات للأوراق المالية شهد تراجعاً شهرياً خلال نوفمبر بلغ 4.45%. تصوير: أحمد عرديتي

أكد محللان ماليان وجود سيولة قوية تحتاج إلى محفزات للدخول إلى الأسواق المالية وتحريك التداولات والمؤشرات السعرية، مستدِلَّين بالتداولات التي تمت على سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» وما شهده من ارتفاع بنحو 1.5 درهم في جلسة واحدة.

وقالا لـ«الإمارات اليوم»، إن العوامل الخارجية لاتزال تؤثر سلباً في أداء الأسواق، وترفع من حذر المستثمرين، على الرغم من توافر السيولة المراقبة، مشيرين إلى أن جلسات الشهر الماضي شهدت حالات تخارج مرتبة من قبل بعض المحافظ الأجنبية وكبار المستثمرين على عدد من الأسهم، إضافة إلى عمليات تبديل ملكية لمصلحة سهم «اتصالات».

وكانت أسواق المال المحلية، منيت بخسائر في القيمة السوقية للشركات المدرجة بنحو 32.5 مليار درهم خلال نوفمبر الماضي، على الرغم من الأداء القياسي لسهم «اتصالات» الذي شهد تداولات تعد الأفضل على مستوى خمس سنوات الماضية، وكان آخرها جلسة أمس، التي ارتفع فيها السهم بنسبة 10% وسط تداولات بقيمة 2.04 مليار درهم.

حركة السوق

7772 صفقة

ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي، الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، خلال جلسة تداول أمس، بنسبة 1.27% ليغلق على 4316.25 نقطة.

وشهدت القيمة السوقية ارتفاعاً بقيمة 8.77 مليارات درهم لتصل إلى 699.8 مليار درهم، فيما تم تداول نحو 469.98 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 2.63 مليار درهم من خلال 7772 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 59 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية.

وحققت أسعار أسهم 22 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 30 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات.

وتفصيلاً، أظهرت بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع، عبر مؤشر سوق الإمارات للأوراق المالية، تراجعاً شهرياً للمؤشر خلال نوفمبر، قدره 4.45% ليستقر عند 4316 نقطة.

فيما بلغت قيمة التداولات الشهرية 13.4 مليار درهم حصيلة بيع وشراء 6.9 مليارات سهم، نفذت من خلال 136 ألفاً و921 صفقة على مدار جلسات نوفمبر.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 93 شركة من أصل 128 شركة مدرجة.

وسجلت القيمة السوقية للشركات، بنهاية نوفمبر، ما قيمته 699.8 مليار درهم مقابل 732.3 مليار درهم نهاية أكتوبر الماضي، بانخفاض شهري قيمته 32.5 مليار درهم. واستحوذ سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» على أعلى تداولات شهرية من حيث القيمة، مسجلاً 3.9 مليارات درهم، تصدر فيها الأسهم الأكثر تداولاً بالقيمة، تلاه ثانياً سهم شركة «إعمار العقارية» بتداول قدره 1.3 مليار درهم، ثم حل في المركز الثالث سهم شركة «أرابتك» القابضة بقيمة 1.1 مليار درهم.

أما بالنسبة للأسهم الأعلى ارتفاعاً سعرياً على مدار نوفمبر الماضي، فجاء في الصدارة سهم «أكسا الهلال الأخضر للتأمين» بنسبة 19.05% تبعه سهم شركة «إسمنت الخليج» ثانياً بنسبة 13.13%، ثم حل ثالثاً سهم شركة «طيران أبوظبي» بنسبة 11.72%.

وفي قائمة الأسهم الأكثر هبوطاً سعرياً على مدار نوفمبر، جاء سهم شركة «أرابتك القابضة» أولاً بتراجع نسبته 32.52%، تلاه ثانياً سهم «دريك أند سكل» بنسبة 26.56%، ثم حل في المرتبة الثالثة سهم «شعاع كابيتال» بنسبة 22.77%.

تراجعات متواصلة

إلى ذلك، قال المدير العام لمركز الشرهان للأسهم، جمال عجاج، إن «نوفمبر الماضي شهد تراجعات متواصلة للمؤشرات بصفة عامة، تخللها بعض الارتفاعات البسيطة، بسبب التأثر بالعوامل الخارجية السلبية وتجاهل مقومات الاقتصاد المحلي الإيجابية، بما انعكس على شهية المستثمرين»، مشيراً إلى «وجود ضعف ملحوظ في أحجام التداول اليومية وانخفاض واضح لمستويات السيولة»، وأضاف أن «الشيء الإيجابي في سوقي دبي وأبوظبي بشكل عام، خصوصاً أبوظبي، تمثل في أداء سهم (اتصالات) الذي شهد تداولات وارتفاعات تعد الأعلى على مدار خمس سنوات الماضية»، مبيناً أن «آخر جلسات نوفمبر، أمس، شهدت ارتفاعاً للسهم بنسبة 10%، مع تداولات بنحو 2.04 مليار درهم، استحوذ بها على حصة تزيد على 77% من تداولات سوق الإمارات للأوراق المالية لجلسة أمس».

وأكد عجاج «وجود سيولة قوية تراقب من بعيد، لكنها تحتاج إلى محفزات»، لافتاً إلى أن «الدليل على ذلك تداول سهم (اتصالات) وما شهده من ارتفاع بحدود 1.5 درهم في جلسة واحدة».

أحجام التداول

من جهته، قال المحلل المالي في شركة الأنصاري للخدمات المالية، عبدالقادر شعث، إنه «إذا نظرنا بشكل مفصل لأداء كل سوق على حدة نجد انخفاضاً في أحجام التداول في سوق دبي يعد الأكبر منذ ثلاث سنوات، واتجاهاً عاماً للسوق أقرب للهبوط عكس ما تشهده الأسواق العالمية في معظم جلسات الشهر»، مشيراً إلى أن «الوضع في سوق أبوظبي اختلف إلى حد ما بدعم من قطاع الاتصالات ممثلاً في سهم (اتصالات) الذي شهد حجم تداول كبير، وكذلك ارتفاعات سعرية نجحت في تحريك قطاعات أخرى وراءها مثل العقار والخدمات في أبوظبي».

وأضاف أن «آخر جلسة في نوفمبر، التي وافقت أمس، شهدت عمليات تبديل للملكية من قبل محافظ أجنبية وكبار مساهمين، كلها جاءت لمصلحة شراء سهم (اتصالات) نظراً إلى ما يتمتع به من استقرار وضمان حكومي»، مؤكداً أن «السوق يوجد فيه سيولة تعوزها الثقة بأداء الاقتصاد المحلي، ليتشجع أصحابها على الدخول وتحريك التداولات والمؤشرات السعرية».

تويتر