أكدوا ارتفاع معدلات الثقة ووجود أداء إيجابي

محللون: لا مخاوف من ضعف السيولة في أسواق المال

إجمالي قيمة تداولات سوق دبي المالي تراجع خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة بلغت 56%. تصوير: أشوك فيرما

أكد محللون ماليون أن تراجع معدلات السيولة في الأسواق حالياً لا يدعو إلى الخوف، مع ارتفاع معدلات الثقة بالأسواق المحلية من قبل المستثمرين الأفراد، لافتين إلى أن الأسواق تمر بمرحلة استقرار نسبي مقارنة بأسواق في المنطقة.

واتفق هؤلاء المحللون على أن أداء الأسواق يُعد إيجابياً إجمالاً، نظراً إلى عدم وجود عمليات بيع تؤثر في أداء المؤشر العام سلباً، معتبرين ضعف السيولة وترقب المستثمرين لنتائج أعمال الشركات، سببين رئيسين وراء تذبذب حركة المؤشرات لجلسات التداولات خلال الأيام الماضية.

وقالوا إن الاستقرار يؤشر إلى أن الأسواق أكثر ميلاً للصعود منها إلى الهبوط، لا سيما مع دخول أي سيولة جديدة محتملة، متوقعين أن تتحرك الأسواق مجدداً مع ظهور محفزات جديدة، خصوصاً على صعيد نتائج أعمال الشركات للربع الثاني.

وكان إجمالي قيمة تداولات سوق دبي المالي تراجع خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة بلغت 56% ليصل إلى 103 مليارات درهم مقابل 237 مليار درهم في الفترة المماثلة من عام 2014، في ما تراجع في سوق أبوظبي للأوراق المالية من 40.6 مليار درهم حققها السوق في النصف الأول من عام 2014 إلى 14.7 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة تراجع بلغت نحو 64%.

 

إداء إيجابي

وتفصيلاً، قال المحلل المالي عبدالقادر شعث، إنه على الرغم من ضعف السيولة في الفترة الحالية، فإن أداء السوق يعتبر إيجابياً، إذ إن المؤشر العام يتحرك بصورة عرضية دون هبوط كبير، وهي مسألة إيجابية في الأسواق المحلية مقارنة بأسواق أخرى في المنطقة، مرجعاً ذلك إلى وجود ثقة بالسوق المحلي من جانب المستثمرين الأفراد، على الرغم من ضعف السيولة.

وأكد أنه في حال انعدام هذه الثقة، فإن من الممكن أن نشاهد تراجعات كبيرة في الأسواق، تزيد معها حركة البيع.

واعتبر شعث حركة المؤشرات إيجابية كذلك مقارنة بالتداولات اليومية، وبأسواق أخرى في المنطقة، متوقعاً أن يحافظ المؤشر العام لسوق دبي المالي على مستوى 4100 نقطة، مع إمكانية تجاوز هذا المستوى، مع الارتفاع التدريجي للسيولة إلى 600 مليون درهم، تداولاً يومياً، انطلاقاً إلى مليار درهم بعد انقضاء فترة إعلان النتائج النصفية للشركات، وقرب انتهاء موسم الإجازات. وأشار إلى أنه بالنظر إلى مستويات السيولة في الربع الثاني ومقارنتها بالربع الأول من العام الجاري، فإننا نجد أن هناك تحسناً كبيراً في مستويات السيولة، ومن المتوقع أن تتحسن بشكل كبير في الربع الثالث وهي الفترة التي يتم الإعلان فيها عن النتائج النصفية للشركات.

ميل للصعود

من جانبه، اتفق مدير «شركة الأنصاري للأوراق المالية» وائل أبومحيسن، مع شعث في الأداء الإيجابي للسوق، قائلاً إن أداء السوق إيجابي بشكل كبير في هذه الفترة، نظراً لعدم وجود نشاط بيعي يؤثر في حركة المؤشر العام للأسواق سلباً، على الرغم من ضعف السيولة التي جعلت الأسواق تفتقد إلى الدعم الذي يمكّن المؤشرات وأسعار الأسهم من الصعود إلى مستويات جديدة، مؤكداً إيجابية أداء الأسواق مقابل أسواق أخرى في المنطقة.

وأرجع أبومحيسن ثبات أسعار الأسهم طوال الأسبوع الماضي، إلى عدم وجود محفزات لدخول سيولة جديدة، خصوصاً في ظل حالة ترقب نتائج أعمال الشركات في كلا السوقين، معتبراً أن ذلك الاستقرار يؤشر إلى أن الأسواق أكثر ميلاً للصعود منها إلى الهبوط، لا سيما مع دخول أي سيولة جديدة.

وتوقع أبومحيسن أن تتحرك الأسواق مجدداً مع ظهور محفزات جديدة، خصوصاً على صعيد نتائج أعمال الشركات للربع الثاني، مشيراً إلى أن غياب المحفزات كان سبباً في بقاء السوق ضمن نطاقه الأفقي.

وأضاف أن المتعاملين في الأسواق لايزالون ينتظرون نتائج الشركات للربع الثاني، التي بدأ بعضها في الإعلان عن نتائجه تدريجياً في الأيام الماضية.

 

استقرار نسبي

من جهته، قال رئيس قسم الاستثمارات في «مجموعة شركات الزرعوني»، وضاح الطه، إن «السوق يمر بمرحلة استقرار نسبي مقارنة بأسواق المنطقة التي تزيد حدة التذبذب فيها تأثراً بالأخبار الإقليمية والعالمية».

وأشار الطه إلى أن أداء سلوكيات المستثمرين في أسواق الأسهم تحسن في الفترة الأخيرة، فأصبح لا يتأثر بشكل مبالغ فيه مع الأخبار البعيدة نسبياً عن الأسواق، على غير عادة الأسواق المحلية، مؤكداً أن المستثمر أصبح ناضجاً في التعاطي مع مثل هذه الأخبار. وأرجع الطه استقرار مؤشرات أسواق الأسهم، إلى وجود حالة ترقب لنتائج أعمال الشركات، متوقعاً أن تبدأ الأسواق في استعادة مسارها الصعودي تدريجياً خلال سبتمبر المقبل، مع ترجيح تحرك سيولة كامنة غابت عن الأسواق خلال الفترة الماضية، نتيجة مؤثرات مختلفة.

ورأى أن الأسواق لا تزال بانتظار مزيد من المحفزات الإيجابية التي تدعم تماسك الأسواق وخروجها من النطاق الأفقي السائد منذ فترة، متوقعاً أن يحدث ذلك خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع إعلان نتائج الربع الثاني، التي يتوقع أن تكون إيجابية و«مبشرة» في كثير من القطاعات.

ولفت الطه إلى أن وضع السيولة في أسواق المال المحلية لا يدعو إلى الخوف، فهي تداولات طبيعية في هذه الفترة من العام، مؤكداً أن الأسواق المحلية أصبحت أكثر تماسكاً مع تحسن سلوك المستثمرين الأفراد في التعاطي مع الأخبار الخارجية.

وأضاف أن العوامل المحفزة لمواصلة الارتفاع للأسهم لا تزال حاضرة بقوة بالتزامن مع مؤشرات اقتصادية قوية.

تويتر