توقعت أن يصل حجم تجارتها إلى 18.7 مليار درهم مع نهاية 2015

«غرفة دبي»: الإمارات أكـــبر سوق خليجية للتجارة الإلكترونية

صورة

أكد تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى، باعتبارها أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي، متوقعاً أن يصل حجم تجارتها إلى 5.1 مليارات دولار (نحو 18.7 مليار درهم) مع نهاية عام 2015، بعد أن كانت 2.9 مليار دولار (نحو 10.65 مليارات درهم) في عام 2012.

وأفاد التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأن «غرفة دبي» أدركت أهمية التحول نحو التجارة الإلكترونية، وأطلقت منصةَ للتجارة الإلكترونية، بالتعاون مع مجموعة «علي بابا» الصينية، لافتة إلى أن الشراكة معها ترسم بداية مرحلة جديدة لمستقبل التجارة الإلكترونية في المنطقة.

وأفاد التقرير أن الإمارات ستستحوذ بحلول نهاية عام 2015 على نحو ثلث إجمالي معاملات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متوقعاً أن تبلغ قيمة معاملات التجارة الإلكترونية في تلك المنطقة 15 مليار دولار (نحو 55 مليار درهم) في نهاية عام 2015. ولفت إلى أن منصة التجارة الإلكترونية لـ«غرفة دبي» ستلعب دوراً كبيراً في تحفيز اعتماد مفهوم التجارة الإلكترونية في النشاطات التجارية.

نصائح للشركات

نصح تقرير «غرفة دبي» الشركات، بضرورة اكتساب فهم أفضل لمتطلبات ووظائف التجارة الإلكترونية (عبر المشاركة في ورش عمل أو دورات تدريبية)، وأن تكيّف استراتيجياتها مع ذلك، إضافة إلى الاستفادة من شرائح التجارة الإلكترونية مثل التعامل التجاري بين الشركات، التعامل بين الشركات والمتعاملين، التعامل بين الحكومة والشركات لزيادة احتمالات نموها. وأكد أن ترويج الشركات لأنشطتها التجارية باستخدام التسويق الرقمي، خطوة أخرى يجب اتخاذها لتعزيز المعرفة بمنتجاتها، وبالتالي زيادة مبيعاتها في منصاتها الإلكترونية.

ولفت إلى أن «غرفة دبي» تروّج للتجارة الإلكترونية عبر شراكة حصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع موقع «علي بابا»، وهو منصة عالمية في مجال التجارة الإلكترونية للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد أن هذه المبادرة تطور من نشاط الشركات، وتوسع الفرص أمام أعضاء «غرفة دبي» للوصول إلى أسواق أكثر، مبيناً أن الفوائد التي تجنيها الشركات من هذه الشراكة، تشمل عضوية التجارة الإلكترونية والبرامج التدريبية، والحصول على دعم خدمات المتعاملين محلياً، وإنشاء «كتالوج» إلكتروني لمنتجات الشركات مجاناً.


التجارة الإلكترونية عالمياً

توقع تقرير «غرفة دبي» أن تبلغ قيمة التجارة الإلكترونية على مستوى العالم 4.3 تريليونات دولار، أي ما يوازي 19% من إجمالي مبيعات التجزئة بحلول عام 2025.

وأضاف أنه وبحسب تقديرات شركة «بزنيس مونيتر انترناشيونال»، فإن مبيعات التجارة الإلكترونية في الدول الأربع (الإمارات، السعودية، الكويت، مصر) تمثل نحو 2% من تجارة التجزئة في المنطقة.

ورأى التقرير انه في حين تبقى أغلبية الدول العربية أقل تطوراً من حيث الدفع الإلكتروني، فإن قطاع التجارة الإلكترونية فيها يحقق نمواً أسرع من أي مكان آخر في العالم، مشيراً إلى أنه حقق نسبة نمو 45% في عام 2013. وتوقع التقرير استمرار النمو نتيجة لزيادة استخدام الإنترنت والبطاقات الائتمانية في أسواق مثل السعودية ومصر، مشيراً إلى أن زيادة الإنفاق عبر الإنترنت في قطاعات مثل خطوط الطيران (أكثر من 50 مليار دولار في السنة)، و15 مليار دولار في قطاع التسوق عبر الإنترنت، سيساعد على استمرار النمو.

فرص أعمال

وجاء في التقرير أن من فوائد التجارة الإلكترونية أنها توفر فرص أعمال تجارية ووظائف جديدة، وتساعد على التخلص من التكاليف والزمن الذي تتطلبه المبيعات في المحال، كما تسمح للشركات الصغيرة بالوصول إلى المستهلكين بكل سهولة، مؤكداً أنه سيكون للتجارة الإلكترونية تأثير في الأعمال التجارية مستقبلاً، وفي حياة الناس والثقافات والمجتمعات في الشرق الأوسط.

الإمارات والإنترنت

وذكر التقرير أن وتيرة استخدام الإنترنت في العالم العربي ارتفعت بأكثر من 400% خلال 10 سنوات في الفترة بين 2004 و2014، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين يتصفحون مواقع الإنترنت في العالم العربي أكثر من 141 مليون شخص، مشيراً إلى أن نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يجرون معاملات عبر الشبكة العنكبوتية، فيما شكلت نسبتهم في الإمارات 46%، وفي الكويت 35%، والسعودية 25%، ومصر 8%، كما بلغ إجمالي عدد المشترين عبر الإنترنت 12 مليون شخص.

وأكد تقرير «غرفة دبي» أن الإمارات تتمتع بأعلى معدل للنمو الاقتصادي، إضافة إلى أعلى معدل لاستخدام الإنترنت في المنطقة (85%) بعدد سكان يبلغ 9.3 ملايين نسمة، ينحدرون من أكثر من 200 جنسية، في وقت يتعامل فيه أكثر من ثلث السكان تجارياً عبر الإنترنت، بفضل الاستخدام الواسع للبطاقات الائتمانية، والعدد الكبير من المقيمين الأجانب في الدولة، لافتاً إلى أن الإمارات تتميز كذلك بأن فيها أعلى معدل لملكية أجهزة الكمبيوتر في الشرق الأوسط بحصة سوق تبلغ 76%، وأعلى إنفاق للفرد على تجارة التجزئة الإلكترونية.

دول عربية

وبين التقرير أن السعودية تعتبر أكبر دول مجلس التعاون الخليجي، بعدد سكان يزيد على 28 مليون نسمة، إلا أن استخدام الإنترنت فيها يعد واحداً من أدنى المستويات، إذ بلغ 54%.

وأضاف أنه من بين 15.6 مليون مستخدم للإنترنت في المملكة، فإن 3.9 ملايين مستخدم فقط أجروا معاملات عبر الإنترنت، مستدركاً أن ارتفاع استخدام البطاقات الائتمانية، وانخفاض كلفة الإنترنت، يشيران إلى أن مبيعات التجارة الإلكترونية سترتفع في السعودية مستقبلاً وتتفوق على دول أخرى.

أما بالنسبة إلى مصر، فقد أظهر التقرير أنه على الرغم من أن عدد سكانها يبلغ 88 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر دول العالم العربي سكاناً، فإن معدل استخدام الإنترنت فيها منخفض نسبياً (44%)، أو ما يعادل 39 مليون مستخدم للإنترنت، منهم 3.6 ملايين مستخدم قاموا بعمليات شراء عبر الإنترنت.

ولفت تقرير«غرفة دبي» إلى أن الكويت لديها أعلى نسبة ملكية للبطاقات الائتمانية في المنطقة، فيما بلغت نسبة استخدام الإنترنت فيها 79%، موضحاً أن ثلث عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية البالغ 2.6 مليون، استخدموا الإنترنت لأغراض الشراء.

السفر والسياحة

وقال التقرير إن قطاع السياحة والسفر يعتبر المجال المفضل للمعاملات التجارية الإلكترونية في الدول العربية، إذ يشكل نحو 75% من نشاط التجارة الإلكترونية في المنطقة، لافتاً إلى أن الحجز الإلكتروني للفنادق وتذاكر الطيران، سواء مباشرة أو عبر وكالات السفر، سهل من متاعب السفر، وعزز من مكانة القطاع، خصوصاً للشركات الصغيرة التي أصبحت معروفة للجمهور، ويسهل التعامل معها.

وأشار التقرير إلى أنه يتم شراء نصف تذاكر الطيران في الإمارات تقريباً إلكترونياً، مقارنة بنسبة 34% في الكويت، و23% في السعودية، و12% في مصر، مبيناً أن حصص التجارة الإلكترونية بالنسبة لحجوزات الفنادق أقل، إذ تصدرت السعودية بنسبة 12%، فيما حلت الإمارات ومصر في المركز الثاني بنسبة 8% لكل منهما، تليهما الكويت بنسبة 5% من إجمالي حجوزات الفنادق. وقدر التقرير قيمة سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات بين 2.5 مليار وثلاثة مليارات دولار خلال عام 2014، موضحاً أن أكثر من نصف المشتريات عبر الإنترنت في الإمارات تركزت على تذاكر الطيران، وحجوزات الفنادق، والأجهزة الإلكترونية، وأضاف أن الأزياء والكتب والترفيه شكلت نحو ربع تلك القيمة.

وفي ما يتعلق بطرق الدفع المستخدمة عند الشراء عبر الإنترنت، فقد كشف التقرير أن الأغلبية في كل الدول تفضل طريقة «الدفع عند التسلم» عوضاً عن استخدام البطاقة الائتمانية.

الهواتف المحمولة

توقع تقرير «غرفة دبي» أن يتضاعف حجم التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً بحلول عام 2020، ليصبح نحو 5% من إجمالي الناتج المحلي، ارتفاعاً من 2% حالياً.

كما توقع توسع القطاع في منطقة الخليج لتصبح قيمته 41.5 مليار دولار بحلول عام 2020، مشيراً إلى أن الإمارات ستستأثر بالمقدمة بحصة سوقية تراوح بين 53 و55%، تليها السعودية بحصة تبلغ 14%، ثم عمان 12%، وقطر 10%.

ولفت التقرير الى أن هناك توجهاً جديداً داخل التجارة الإلكترونية، يتمثل في إجراء معاملات التجارة الإلكترونية باستخدام الهواتف المحمولة بدلاً من أجهزة الكمبيوتر، مؤكداً أن هذا التوجه شهد طفرة كبيرة، إذ إن نسبة 41% من مستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي يجرون معاملات إلكترونية عبر الهواتف المحمولة، ويدعم ذلك أن نسبة انتشار الهواتف المحمولة في السعودية والإمارات تبلغ 75%، مقابل 25% في الكويت ومصر.

وأشار التقرير إلى أن التجارة الإلكترونية أصبحت اتجاهاً صاعداً في العالم العربي، ومنافعها وتأثيرها العام أصبحا واضحين للعيان، مبيناً أن الإمارات تعد أكبر سوق للأجهزة الإلكترونية في المنطقة تليها السعودية، في حين يتوقع معدلات نمو مرتفعة في الدول العربية كافة.

وقال التقرير إن الشركات في دبي تحتاج إلى تطوير استراتيجياتها لهذه السوق المتنامية، والاستعداد للاستفادة من فرصها المتزايدة.

تويتر