في رد مفصّل فنّدت فيه ادعاءات الدعم والمنافسة العادلة التي يروج لها تحالف «دلتا ــ يونايتد ــ أميركان إيرلاينز»

«طيران الإمارات»: نجاحنا نتــيجة أداء تجاري متفوق

نشرت شركة «طيران الإمارات»، أمس، رداً مفصلاً مدعماً بالحقائق والبراهين على اتهامات الدعم والمنافسة غير العادلة، التي وجهتها لها أكبر ثلاث ناقلات أميركية هي: «دلتا»، «يونايتد» و«أميركان» إيرلاينز.

وترأس رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك، وفداً لمقابلة المسؤولين المتخصصين في وزارات: الخارجية، النقل، التجارة الأميركية، في واشنطن العاصمة، وسلمهم ردود الشركة على ادعاءات الناقلات الثلاث، مدعمة بالوثائق ضمن ملف تضمن أكثر من 400 صفحة. كما عقد مؤتمراً صحافياً في نادي الصحافة الوطني بواشنطن، صباح أمس، استعرض فيه النقاط الرئيسة في ردود «طيران الإمارات».

وكانت الناقلات الأميركية الثلاث أطلقت حملة ضغط مكثفة في يناير 2015، في محاولة حمائية لتقييد خيارات المستهلك، وتقييد نمو الرحلات الدولية إلى الولايات المتحدة التي تشغلها «طيران الإمارات»، وناقلات خليجية أخرى. ولم تفصح الناقلات الأميركية الثلاث عن اتهاماتها المفصلة، التي ضمنتها في 55 صفحة، أطلقت عليها «الورقة البيضاء» إلا في الخامس من مارس الماضي، أوردت ما سمته «الأدلة» على أن «طيران الإمارات» تتلقى دعماً وتتنافس بصورة غير عادلة. ولم يعلن عن الملاحق الكاملة حتى 21 أبريل.

ويدحض رد «طيران الإمارات»، بشكل منهجي، كلاً من مزاعم الناقلات الثلاث بأنها تلقت دعماً بأكثر من ستة مليارات دولار، بما في ذلك دعم التحوط لشراء الوقود، وشراء سلع وخدمات من أطراف ثالثة ذات علاقة بشروط أقل من أسعار السوق، والاستفادة بصورة

غير متناسبة من البنية التحتية للمطار ورسوم استخدام مرافق مطار دبي الدولي، والحصول على أفضلية أسعار من خلال هيكلية قانون العمل في الإمارات.

الدعم المالي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/333259.jpg

تيم كلارك: «حكومة دبي أبلغتنا منذ بداية تأسيس (طيران الإمارات) أن علينا تحقيق الأرباح وأن نقف على قدمينا بمواردنا الذاتية».

وقال رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك، إن «الأساليب التي استخدمتها الناقلات الأميركية لتشويه سمعة (طيران الإمارات) اتسمت بالغرابة والبغض، ونحن لا نقلل من دهاء وبراعة مسعاهم، لكن الحقائق هي الحقائق»، لافتاً إلى أنه على عكس ما ورد في الورقة البيضاء للناقلات الثلاث الكبيرة، التي تعتريها الأخطاء والتخمينات والتفسيرات القانونية المغلوطة، فإن رد «طيران الإمارات» جاء شاملاً ومستنداً إلى حقائق ثابتة.

وأضاف: «لقد بيّنا بوضوح أن مطالبة الناقلات الثلاث الحكومة الأميركية باتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتجميد عمليات (طيران الإمارات) إلى الولايات المتحدة، أو متابعة إجراءات أخرى بموجب اتفاقية الأجواء المفتوحة، لا تقوم على أي أساس سويّ، لأننا بكل بساطة لا نتلقى أي دعم، ولأن عملياتنا لا تضر هذه الناقلات الثلاث، بل إنها تفيد المستهلكين والمجتمعات المحلية والاقتصاد الوطني الأميركي».

وأوضح كلارك أن مزاعم الدعم التي أوردتها الناقلات الثلاث خاطئة بشكل واضح، إذ واصلت الناقلة تحقيق الربحية طوال 27 عاماً من دون انقطاع، وعلى عكس الذين وجهوا إليها الاتهامات، فإنها لم تعتمد على خطط الإنقاذ الحكومية أو قوانين الحماية من المنافسة.

وتابع: «لقد أبلغتنا حكومة دبي منذ بداية تأسيس (طيران الإمارات) أن علينا تحقيق الأرباح، وأن نقف على قدمينا بمواردنا الذاتية، وقد كنا كذلك ولم نزل»، مشدداً على أن دبي لا تملك احتياطات نفطية معتبرة، لذلك شرعت في رسم وتنفيذ استراتيجية موثقة جيداً لتنويع اقتصادها، وشكّل النقل الجوي عنصراً رئيساً في هذه الاستراتيجية، الأمر الذي دفعنا إلى تبني وريادة نموذج عمل ناجح، كناقلة جوية تحقق التواصل بفاعلية في رحلات طويلة، وتوفر للمتعاملين أفضل تجربة سفر في فئتها.

وأكد كلارك أنه يتم تمويل توسعات الناقلة العالمية من أرصدتها النقدية الخاصة، والقروض التي تجمعها من السوق المفتوحة عبر البنوك والمؤسسات المالية، معتبراً نجاح الشركة نتيجة أداء تجاري متفوق.

وتابع: «دفعنا حتى الآن لمالكينا (حكومة دبي) أكثر من ثلاثة مليارات دولار، عائدات على الاستثمار، وقد أدرجت جميع هذه الحقائق في تقاريرنا المالية السنوية المدققة من قبل (برايس ووترهاوس كوبرز)»، مشدداً على أن الموقف المالي لـ«طيران الإمارات» يتصف بالشفافية التامة، وقد نشرت تقارير سنوية كاملة لأكثر من 20 عاماً خلت.

معايير خاطئة

وأوضح رد «طيران الإمارات» أن جانباً كبيراً من دعوى الناقلات الثلاث يستند إلى فرضية قانونية مفادها أن قواعد منظمة التجارة العالمية لمكافحة الدعم، تنطبق على قطاع الطيران المدني الدولي، أو أنها مدرجة ضمناً في اتفاقات الأجواء المفتوحة للحكومة الأميركية، لافتاً إلى أن هذا خطأ جوهري، إذ إن اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن الدعم والإجراءات التعويضية لا تسري على قطاع الخدمات، الذي تغطيه اتفاقية أخرى منفصلة لمنظمة التجارة العالمية، والاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (جاتس). وبيّن أن اتفاقية «جاتس» تستثني صراحة خدمات النقل الجوي، ولا تتضمن قواعد حول دعم غير عادل.

وقال كلارك في هذا الصدد: «إن من المثير للسخرية أن الناقلات الأميركية الثلاث الكبيرة تحاول مناقشة قضيتها على أساس قواعد منظمة التجارة العالمية، علماً بأن الولايات المتحدة، وبناء على طلب من هذه الناقلات نفسها، عارضت دائماً الجهود الرامية إلى إدراج النقل الجوي في (جاتس)، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن الناقلات الأميركية نفسها ستكون هدفاً رئيساً لقيود، وأنه سيتعين عليها، للمرة الأولى، أن تتنافس مع شركات أجنبية في سوق الولايات المتحدة المحلية التي تحظى فيها بالحماية»، مشيراً أنه حتى لو طبقت الناقلات الثلاث قواعد منظمة التجارة العالمية، وهو ما لن يحصل، فإنه يتوجب عليها إثبات أن «طيران الإمارات» مدعومة، وأن ذلك ينتهك قواعد المنافسة، وقد فشلت في القيام بذلك.

وتابع كلارك: «من خلال مطالبة الحكومة الأميركية باتخاذ إجراءات من جانب واحد، فإن الناقلات الثلاث تطلب من الولايات المتحدة خرق التزاماتها الدولية التي اتفقت عليها عبر التفاوض، وهذا من شأنه أن يعرض علاقات الأجواء المفتوحة لأميركا مع 113 دولة أخرى، وجميع المنافع العامة والتنافسية الكبيرة التي حققها برنامج الأجواء المفتوحة، للخطر».

أجواء مفتوحة

وبين رد «طيران الإمارات» أن الناقلات الأميركية الثلاث لجأت إلى صياغة شكواها وفق مصالحها الضيقة. وفي الوقت الذي تؤكد التزامها «المبادئ الأساسية» للأجواء المفتوحة، فإنها تفضل في الحقيقة اتفاقات الأجواء المفتوحة فقط عندما توفر لها مثل هذه الاتفاقات ميزة مالية، كما أنها تسعى إلى منع شركات الطيران التي توفر للمستهلكين خيارات منافسة. وذكر أن «طيران الإمارات» تفخر بمساهمتها في تحقيق أهداف الأجواء المفتوحة وهي: مزيد من المنافسة، مزيد من أعداد الرحلات، توسيع خيارات المستهلك، تشجيع سفر رجال الأعمال والسياحة، تحسين الخدمة، والابتكارات التي تركز على العملاء، مؤكداً أن «طيران الإمارات» تفعل ذلك من خلال توفيرها للمستهلكين في الولايات المتحدة والمجتمعات المحلية والشركات المصدرة رحلات مباشرة إلى أكثر من 50 مدينة لا تخدمها مباشرة أي من الناقلات الأميركية، وبالتالي فإن الشركة تنقل السياح والمسافرين والبضائع، وتربط الولايات المتحدة مع بعض من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وأوضح الرد أن «طيران الإمارات» تشغل حالياً 84 رحلة أسبوعياً من تسع محطات رئيسة في الولايات المتحدة: «بوسطن»، «شيكاغو»، «دالاس/ فورت وورث»، «هيوستن»، «لوس أنجلوس»، «نيويورك»، «سان فرانسيسكو»، «سياتل»، و«واشنطن دي سي»، فيما تقدر القيمة الاقتصادية السنوية لخدمات «طيران الإمارات» إلى هذه المطارات والمناطق المحيطة بها بنحو 2.9 مليار دولار. وأضاف أن «طيران الإمارات» قدمت، من خلال الترتيبات مع ناقلات أخرى، أكثر من 775 ألف مسافر لمواصلة رحلاتهم مع الناقلات الأميركية، ما حقق لهذه الناقلات فوائد مالية قدرها 133 مليون دولار على مدى السنوات الخمس الماضية.

رضا المتعاملين

وأفاد رد «طيران الإمارات» بأنه بينما تحقق الناقلات الأميركية الثلاث أرباحاً قياسية، فإنها تحتل المراتب الدنيا في نتائج مسوحات رضا المتعاملين العالمية، وتدعي أنها فقدت جزءاً من الحركة بسبب المنافسة، لكن الحقيقة أن كل خط افتتحته «طيران الإمارات» إلى الولايات المتحدة سجل نمواً في حركة المسافرين بشكل ملحوظ بعد دخولها. وجاء في الرد أن الناقلات الثلاث تؤكد في حملة العلاقات العامة التي تقودها، أن خسارة كل رحلة يومية لناقلة أميركية بطائرة ذات جسم عريض لمصلحة ناقلة أجنبية، تعني فقدان 800 وظيفة في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الناقلات الثلاث تعتمد في تحليلاتها على دراسات لتوفير فرص عمل في السوقين الألمانية والنمساوية. ومن خلال اختبار متعمق، فإن هذه الدراسات في الواقع تناقض حجج هذه الناقلات، إذ تبيّن أن «طيران الإمارات» تدعم 2400 وظيفة في ألمانيا و3300 وظيفة في النمسا مقابل كل رحلة ذهاباً وإياباً. وبصورة أكثر تحديداً فإن شركة «كامبل - هيل أفييشن غروب» المتخصصة في الطيران، حللت تأثير رحلات «طيران الإمارات» في الوظائف بالولايات المتحدة، ووجدت أنها تدعم نحو 4000 وظيفة في تلك الدولة مقابل كل رحلة يومية ذهاباً وإياباً.

وذكر كلارك أن ما يحدث هو أن الناقلات الأميركية الثلاث غير راضية عن سوقها المحلية التي تحظى فيها بالحماية، كما أن تحالفاتها العالمية المحصنة ضد قوانين مكافحة الاحتكار تتيح لها تحديد السعة والأسعار بالاتفاق مع شركائها، وتأتي الآن لتستعرض «عضلاتها»، مطالبة بفرض مزيد من القيود على الرحلات الجوية القيّمة والحيوية للمستهلكين والمجتمعات والشركات الأميركية.

وشدد كلارك على أن القضية التي أثارتها «دلتا» و«يونايتد» و«أميركان» إيرلاينز، ضد «طيران الإمارات» مليئة بالثغرات، وإذا نجحت هذه الناقلات في حملتها الحمائية، فإن الأمر لن يقتصر بعد ذلك على الناقلات الخليجية.

تويتر