12 مشروعاً تنموياً ضخماً «تحت المراجعة» من قبل «التخطيط العمراني».. وبلدية أبوظبي تطرح مشروعات كبرى

«مؤتمر الغربية للتنمية» يكشف عن مشروعات تطوير بـ 71 مليار درهم

أعمال «مؤتمر الغربية للتنمية» بدأت بحضور أكثر من 300 شخص من المسؤولين الحكوميين وممثلي كبرى الشركات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. تصوير: نجيب محمد

كشف مسؤولون حكوميون في أبوظبي، أمس، عن مشروعات يتم إنجازها حالياً بقيمة تزيد على 71 مليار درهم في مجالات الطاقة والبنية التحتية والمرافق في المنطقة الغربية.

وتوقعوا خلال أعمال الدورة الثالثة لـ«مؤتمر الغربية للتنمية»، الذي عقد تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وبمبادرة من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الغربية إلى 1.8 تريليون درهم بحلول عام 2030.

وفي وقت كشف فيه مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني عن وجود 12 مشروعاً تنموياً ضخماً «تحت المراجعة» في المنطقة الغربية، أكدت بلدية أبوظبي طرح عدد من المشروعات الكبرى للاستثمار في المنطقة.

ويتناول المؤتمر، الذي حضره أكثر من 300 شخص من المسؤولين الحكوميين وممثلي كبرى الشركات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، تطوير اقتصاد المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، ودور مؤسسات الدولة في عمليات التنمية فيها.

عمليات «أدنوك»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/313081.jpg

نهيان بن مبارك: «(مؤتمر الغربية للتنمية) يأتي في إطار مساعٍ لتوفير ثقافة استثمارية مدعومة بمسؤوليات مشتركة».


12 ألف وظيفة في المشروع النووي

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المهندس محمد إبراهيم الحمادي، إنه تم إنجاز نسبة تجاوز 70% من المحطة النووية الأولى في منطقة «براكة» بالمنطقة الغربية، على أن تبدأ عملية التشغيل في عام 2017.

وأضاف في كلمته خلال المؤتمر، أن المشروع النووي السلمي الإماراتي يوفر أكثر من 12 ألف وظيفة داعمة للمشروع بحلول عام 2020 في قطاعات الخدمات والنقل والصيانة، ما يدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار الحمادي إلى أن المحطة النووية الثانية ستبدأ عمليات التشغيل بحلول عام 2018، على أن تستكمل المحطات النووية الأربع عمليات التشغيل بشكل تام بحلول عام 2020، لتسهم في توليد 25% من إنتاج الكهرباء في الدولة، لافتاً إلى تم التوقيع على عقود بقيمة 1.2 مليار دولار (4.4 مليارات درهم) مع شركات محلية إماراتية في إطار المشروع النووي.

وشدّد على إعطاء أولوية لعملية التوطين، وتوظيف الكفاءات الإماراتية، إذ بلغت نسبة التوطين في المؤسسة 62%.

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «الحصن للغاز» سيف أحمد الغفلي، ممثلاً عن شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك) خلال المؤتمر، إن «معظم عمليات (أدنوك) في المنطقة الغربية، لاسيما أن 90% من مكامن النفط والغاز في أبوظبي تقع في تلك المنطقة»، مؤكداً أن مشروعات «أدنوك» توفر آلاف فرص العمل، فيما يتم إعطاء الأولوية لمواطني المنطقة الغربية في المقام الأول.

وأضاف أن «حقل شاه»، الذي يوفر 10% من إنتاج الغاز في الدولة، وتبلغ استثماراته 10 مليارات دولار (36.8 مليار درهم)، بدأ الإنتاج العام الجاري لتوفير جزء من الغاز إلى المنازل، وتكرير جانب منه في «مصفاة الرويس»، فضلاً عن إنتاج الغاز الطبيعي والكبريت.

وأكد أن نشاط شركة «أدنوك» في المنطقة الغربية يعد محركاً رئيساً لرفع الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الغربية من 250 مليار دولار (920 مليار درهم) حالياً إلى 500 مليار دولار (1.8 تريليون درهم) بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن رفع إنتاج النفط إلى 3.5 ملايين برميل بحلول عام 2017، وتوسيع قدرة التكرير لتصل إلى 920 ألف برميل يومياً، يحتاجان إلى تخصيص حصة رئيسة من نفقات رأس المال للمنطقة الغربية، ما يوفر مزيداً من فرص العمل، وتأسيس مجتمعات سكنية جديدة للموظفين، إذ يتم حالياً بناء مجمع سكني في «ليوا» يتسع لأكثر من 1350 موظفاً، تبلغ مساحته 84 ألف متر مربع، ويتم استكماله بحلول عام 2017.

وذكر أن 53 ألف موظف يعملون في «أدنوك» وشركاتها التابعة حالياً، إضافة إلى 135 ألف مقاول يعملون مع الشركة، في وقت تستهدف فيه الشركة الوصول بنسبة التوطين إلى 75% بحلول عام 2017.

«مساندة» و«المرفأ»

بدوره، كشف الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أبوظبي للخدمات العامة «مساندة»، عويضة مرشد المرر، أن الشركة تنفذ حالياً مشروع طريق «المرفق ــ الغويفات» باستثمارات تبلغ 5.3 مليارات درهم، الذي يعد من أكبر مشروعات الطرق في الدولة، على أن يتم الانتهاء منه خلال الربع الأول من عام 2017.

ولفت إلى أن الشركة انتهت من تنفيذ مشروعات سكنية في «ليوا» و«غياثي»، بينما يتم حالياً تنفيذ مشروع سكني ضخم في منطقة «المنايف»، مشيراً إلى أن إجمالي المشروعات التي تنفذها «مساندة» في أبوظبي يبلغ 110 مليارات درهم.

أما المدير العام لشركة «المرفأ» للطاقة مدير دائرة الخصخصة والبرامج رئيس لجنة المشروعات الرأسمالية في هيئة أبوظبي للمياه والكهرباء، عارف عبدالله حسن، فقال إنه يتم حالياً تنفيذ «محطة المرفأ للكهرباء والمياه» باستثمارات 1.5 مليار دولار (5.5 مليارات درهم)، على أن تبدأ الإنتاج في يوليو 2016 بطاقة 400 ميغاوات من الكهرباء و30 مليون غالون من المياه، وأن تصل عام 2017 إلى طاقة الإنتاج القصوى التي تبلغ 1600 ميغاوات و70 مليون غالون مياه.

وأضاف أن الشركة أكملت بناء محطات الشويهات 1 و2 و3 وتنفذ حالياً المحطة رقم 4، فيما تبلغ قيمة استثمارات المشروع بمحطاته الأربع أكثر من ستة مليارات دولار (22 مليار درهم)، تسهم في توفير ثلث الطاقة في الإمارات، وتوفر فرص عمل وخدمات عدة، ما دعا الى توقيع اتفاقية مع دائرة التنمية الاقتصادية لإنشاء مجمع سكني يستوعب 1000 موظف.

مشروعات كبرى

في السياق نفسه، قال المدير العام لـ«بلدية أبوظبي» بالإنابة، عتيق خميس حمد المزروعي، إنه يتم حالياً طرح عدد من المشروعات الكبرى للاستثمار في المنطقة الغربية أمام القطاع الخاص، مشيراً إلى أن التوجه الحالي للبلدية هو دعم القطاع الخاص، وهي على استعداد لتوفير المساعدات وتذليل مختلف العقبات أمامه، وتوفير كامل الاحتياجات للمستثمرين.

وأضاف أنه تم طرح مشروع الأسواق التجارية في «دلما» للاستثمار أمام القطاع الخاص، كما تم طرح المناقصة الخاصة بتنفيذه الأسبوع الماضي، فضلاً عن طرح مشروع المركز المدني والمجتمعي في «مدينة زايد»، الذي يمثل مدينة متكاملة للاستثمار، وطرح مشروع إقامة المركز المدني في «المرفأ»، ومشروعات المحال التجارية في «ليوا» و«المرفأ» و«مدينة زايد» أمام المستثمرين.

«تحت المراجعة»

إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لقطاع التطوير العمراني والاستدامة في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، محمد الخضر، إنه يوجد حالياً 12 مشروعاً تنموياً ضخماً «تحت المراجعة» من جانب مجلس التخطيط العمراني في المنطقة الغربية، على مساحة نصف مليون متر مربع بمليارات الدراهم، أبرزها مشروع توسعة «مدينة الرويس» لتتسع لأكثر من 30 ألف ساكن.

من جانبه، كشف المدير العام لشركة أبوظبي للتوزيع بالإنابة، سعيد محمد السويدي، أن الشركة أنفقت 0.5 مليار درهم لتدعيم شبكة المياه والكهرباء في «الغربية»، كما خصصت 1.5 مليار درهم لتأمين شبكات المياه والكهرباء حتى عام 2020.

نمو غير نفطي

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في كلمة له خلال «مؤتمر الغربية للتنمية»، إن «الإمارات باتت تحظى في مجال التنمية بمعدلات سنوية كبيرة وهائلة، يعتمد فيها الاقتصاد وبشكلٍ متسارع ومتزايد على قطاعات غير نفطية مُتنامية، وعلى قطاع خاص فاعل ومؤثر يسهم في تنوع الاقتصاد ومصادر الدخل، ومجالات الإنتاج، ويصاحبها قدرة فائقة على التنافس العالمي، ويَتّسم بالتحول السريع إلى اقتصاد المعرفة».

وأشار الى أن هذا المؤتمر المعني بتحقيق التنمية في المنطقة الغربية، يأتي في إطار المساعي الرامية إلى توفير مناخ ملائم وثقافة استثمارية مدعومة بمسؤوليات مشتركة من الجميع: الأُسَر، رجال الأعمال، مؤسسات التعليم والثقافة، الدوائر الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني في سبيل تحقيق هذا الهدف.

ونوه بدور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وحرصه على تحقيق التنمية الشاملة في جميع مدن المنطقة الغربية، مؤكداً حرص وزارة الثقافة على تقديم مقترحاتها، في سبيل تحقيق هذا المناخ الثقافي الملائم والمأمول في المنطقة الغربية، إذ أعدت تقريراً تفصيلياً في هذا الشأن.

بدوره، قال رئيس دائرة التنمية الاقتصادية ــ أبوظبي، علي ماجد المنصوري، في تصريح له، إن «رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030»، تعتمد بشكل رئيس على تنويع اقتصاد الإمارة، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال العمل على تنمية القطاعات غير النفطية الاستراتيجية، ومنها الصناعة، الزراعة، الأعمال، الطاقة، والاستثمار الأجنبي، وهي التي تتوافر بنيتها التحتية بشكل كبير في المنطقة الغربية.

وأكد أن «مؤتمر الغربية للتنمية» منصة مهمة لاستعراض أبرز المشروعات التنموية التي تشهدها مختلف مدن المنطقة الغربية، إذ تمثل هذه المنطقة 60% من المساحة الكلية لإمارة أبوظبي، كما تسهم بأكثر من 40% من إجمالي الناتج المحلي لها.

إلى ذلك، قال وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، محمد حمد بن عزان المزروعي، إن «المؤتمر يهدف إلى إلقاء الضوء على الإمكانات الكبيرة التي تطرحها هذه المنطقة، فيما تركز دورة العام الجاري على العمل مع كبار الشركاء المعنيين من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، لتحقيق نمو اقتصادي مستدام على مستوى (الغربية)».

تويتر