بعد أن سجلت 32 مليار درهم مكاسب سوقية في أسبوع بدعم من سيولة استثمارية ونتائج الشركات

محللون: قفزة التداولات «مطلوبة» وأعادت الثقة إلى المستثمرين

نتائج بنك دبي الإسلامي أعطت مؤشراً للسوق على قوة نتائج الربع الأول للشركات. تصوير: أشوك فيرما

نجحت أسواق المال المحلية في تخطي عثرة تدني أحجام التداول التي وقفت حائلاً على مدار نحو شهرين دون دخول رؤوس الأموال، إذ شهدت التداولات تزايداً ملحوظاً في قيمتها على مدار جلسات الأسبوع الماضي، مصحوباً بمكاسب في القيمة السوقية بلغت 32 مليار درهم، لتصل القيمة السوقية للشركات المدرجة إلى 781 مليار درهم، وذلك وفق بيانات صادرة عن هيئة الأوراق المالية والسلع.

وقال محللون ماليون إن التداولات شهدت قفزة كانت مطلوبة لطمأنة المتعاملين، لافتين إلى العوامل السياسية في المنطقة، التي بدأت تميل نحو الاستقرار، ما منح المستثمرين مزيداً من الثقة بالأسواق، وشجع سيولة البنوك والمحافظ، وسيولة راكدة على الدخول.

بيانات السوق

عززت المؤشرات مكاسبها على مدار جلسات الأسبوع الماضي، ليغلق «المؤشر العام لسوق الإمارات» الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، مرتفعاً بنسبة 1.9% عند مستوى 4820 نقطة، فيما بلغت قيمة التداولات الأسبوعية 2.8 مليار درهم حصيلة التعامل على 1.6 مليار سهم نفذت من خلال 20 ألفاً و529 صفقة. وتصدر سهم «شركة إعمار العقارية» قائمة الأسهم الأكثر تداولاً من حيث القيمة، بتداولات بلغت قيمتها 503 ملايين درهم. أما الأكثر ارتفاعاً سعرياً، فجاء سهم «مجموعة الصناعات الوطنية» أولاً بارتفاع قارب الحد الأقصى المسموح به بنسبة 14.8%.

وأكدوا أن أسواق الدولة لم تشهد ارتفاعات بوتيرة نظيرتها العالمية، ما يجعل فرص الاستثمار فيها جذابة، مشيرين إلى نتائج بنك دبي الاسلامي التي أعطت مؤشراً للسوق إلى قوة نتائج الربع الأول.

 

تداولات وفرص

وتفصيلاً، قال المحلل المالي عميد كنعان، إن «أداء الأسواق الأسبوعي كان إيجابياً، مصحوباً بقيم تداول كبيرة، شهدت تصاعداً لافتاً على مدار جلسات الأسبوع».

وأضاف أن ارتفاع قيمة التداول اليومي كان العامل الأهم الذي احتاجته السوق، لأنها كفلت إخراج وتشجيع رؤوس الأموال، سواء من البنوك، أو المحافظ الاستثمارية، أو تلك «الراكدة»، وتشجيعها على الدخول والاستثمار.

وأوضح أن ثمة عوامل أخرى لعبت دورها في تنشيط أسواق المال، منها أداء الشركات في الربع الأول، الذي أعطى مؤشراً عليه النتائج القياسية لبنك دبي الإسلامي الذي حقق نمواً في الأرباح بنسبة 36%، ما منح دفعة قوية للمؤشرات، فضلاً عن القرار الأممي الخاص بأزمة اليمن، وتأكيده على دعم الشرعية، ما عكس توجهاً نحو الاستقرار السياسي في المنطقة. وأكد أن ارتفاع أسعار النفط، ودخول محافظ استثمارية قوية، كلها عوامل منحت السوق زخماً ونشاطاً، بدعم من مستويات السيولة العالية.

وتابع كنعان: «لا توجد فرصة استثمارية وعائدات مجزية حالياً أفضل مما هي عليه الآن في أسواق الدولة، نظراً لأن مثيلاتها العالمية شهدت ارتفاعات جيدة، وعوّضت النسبة الكبرى من تراجعها»، مشدداً على الفرص الاستثمارية المتاحة لكل أنواع السيولة، سواء كانت فردية، أو محافظ، أو أجنبية.

 

عودة الثقة

من جانبه، قال المدير العام لشركة «الدار» للأسهم والسندات، كفاح المحارمة، إن «أداء الأسبوع الماضي أعاد الثقة إلى المستثمرين، في وقت عززت فيه السيولة وجودها، وكسرت المؤشرات حاجز 4000 نقطة صعوداً، ما شجع على عمليات شراء بسعر السوق على عدد كبير من الأسهم».

وأكد أن نتائج بنك دبي الإسلامي أعطت مؤشراً للسوق على قوة نتائج الربع الأول، ما يعني أن هناك توقعاً بمزيد من الارتفاعات، وجذب سيولة جديدة، طالما حافظ السوق على هذه المكاسب.

بدوره، قال مدير إدارة الأصول في شركة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، إن «هناك توقعاً في نمو القطاعات غير النفطية، خصوصاً السياحة، إضافة إلى استقرار العقار»، مؤكداً أن ارتفاعات أسعار النفط أعطى الأسواق والمستثمرين أسباباً قوية للتفاعل.

وشدد قاقيش على أن نتائج الشركات والاستقرار السياسي عاملان مهمان لرفع الثقة في الأسواق، وهو ما ظهرت بوادره على مدار جلسات الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن التداولات شهدت قفزة كانت مطلوبة لطمأنة المتعاملين، ما دفع سيولة جديدة إلى الدخول، ودعم المستويات الجديدة للأسعار. وأكد أن الثقة بالسوق مهمة جداً، خصوصاً في ظل سيطرة التعاملات الفردية، وتعرض المؤشرات لتذبذبات قوية بسبب ذلك.

تويتر