اعتبرها تشجيعاً على الاقتراض دون حاجة

«المركزي»: البنوك مسؤولة عن منع موظفيها استخدام الهاتف لتسويق القروض

«المركزي» شدّد على أهمية التعامل مع المندوبين من خلال الهواتف الأرضية في البنوك. تصوير: إريك أرازاس

أكّد المصرف المركزي، أن البنوك مسؤولة عن تطبيق التعميم الصادر بمنع موظفيها من التسويق والترويج للقروض والمنتجات المصرفية المختلفة عن طريق الهاتف لغير متعاملي البنك، مشيراً إلى أن كثرة الاتصالات التي يتلقاها المتعاملون من قبل مندوبي التسويق من البنوك المختلفة، حتى لو لم يكن لديهم حساب لديها أو تعامل معها، يعدّ تشجيعاً على الاقتراض الذي ربما يكون من دون حاجة.

وقال مسؤول في المصرف المركزي لـ«الإمارات اليوم»، فضل عدم ذكر اسمه، إن «تعاميم (المركزي) ملزمة للبنوك، وعدم تطبيقها يعدّ مخالفة، حتى لو لم يتضمن التعميم بحد ذاته إشارة لذلك»، لافتاً إلى أن «التحذير الذي صدر للبنوك بهذا الشأن كان واضحاً وشديد اللهجة».

وشدد على «أهمية التعامل مع المندوبين من خلال الهواتف الأرضية التابعة للبنوك، لأنها مسجلة ويمكن إثبات شكوى المتعامل عن طريقها على عكس الهواتف المحمولة»، داعياً المتعاملين إلى اللجوء لوحدة حماية المستهلك التابعة للمصرف المركزي للتقدم بشكوى بحق البنك، الذي يخالف موظفوه التعليمات.

وكانت «الإمارات اليوم» تلقت عدداً كبيراً من الشكاوى تفيد بمطاردة مندوبي تسويق في بنوك لأفراد ليسوا متعاملين في هذه البنوك، مؤكدين أنهم «يتلقون أكثر من اتصال يومي من موظفي بنوك ليس لهم علاقة بها تعرض عليهم أخذ قروض شخصية، أو بطاقات ائتمان، أو سيارات، أو حتى فتح حسابات فيها».

وتطابقت شكاوى عدد كبير من المتعاملين من سلوك مندوبي التسويق، مشيرين إلى أنهم يستخدمون هواتف محمولة، وليست أرقام البنك للتهرب من أي مساءلة تقع عليهم إذا تقدم أحد المتعاملين بشكوى وطلب مراجعة التسجيلات الداخلية لإثبات خطأ موظف التسويق.

وأفاد أحد المتعاملين متسائلاً: «ما هي الطريقة التي تمكني من وقف اتصالات البنوك الترويجية التي استقبلها مرة في الصباح وأخرى في الفترة المسائية، علماً بأني اتصلت قبل فترة بمراكز الخدمة لنحو 10 بنوك لم أتعامل معها مطلقاً وطلبت منهم حذف اسمي من قوائمهم الترويجية، لكن من دون فائدة».

وقال عميل آخر إن «الاتصالات تتكرر في أوقات غير مناسبة أحياناً كوقت الراحة في الظهيرة أو في فترة المساء، كما تتكرر حتى لو طلبت من موظف التسويق عدم الاتصال ثانية».

يشار إلى أن المصرف المركزي أصدر في منتصف مارس 2011 قراراً يقضي بمنع البنوك من التسويق للقروض المصرفية والخدمات الأخرى المقدمة للمتعاملين الأفراد في البنوك الأخرى عن طريق الاتصال المباشر بهم عبر الهاتف، مستثنياً من ذلك متعاملي البنك.

وذكر (المركزي) وقتها في إشعار وجهه إلى البنوك وشركات التمويل العاملة في الدولة أن «هذا القرار جاء بعد ملاحظة المصرف أن كثيراً من مندوبي البنوك، أو الجهات التي تكلفها البنوك تسويق منتجاتها، يتصلون بشكل مباشر باستخدام الهاتف بالمتعاملين المستهدفين، ما تسبب في إزعاجهم، وعكس انطباعاً غير صحيح عن أوضاع البنوك في الإمارات».

ووفقاً لمعلومات جمعتها «الإمارات اليوم» من موظفي تسويق في عدد من بنوك أبوظبي عن الطريقة التي يحصلوا بها على أسماء وهواتف متعاملي البنوك الآخرين، أوضحوا أنه «يوجد طرق عدة للحصول على أرقام وأسماء المتعاملين المستهدفين يتعرف عليها، جميع العاملين بالقطاع المصرفي، منها تبادل البيانات في ما بين موظفي التسويق للبنوك المختلفة، أو شرائها بالفعل، أو عن طريق المعارف والأصدقاء».

تويتر