خبيران: الأسهم استعادت معظم الخسائر والمستثمرون استوعبوا أن ما يحدث مخاوف غير مبرّرة

أسواق المال تتماسك في مواجهة الاضطرابات السياسية

السوق بحاجة إلى أدوات مالية حقيقية وفاعلة تسهم في الحفاظ على توازن الأسواق بعيداً عن التذبذبات العالية. تصوير: أشوك فيرما

تماسكت أسواق المال أمس، بعد أن شهد مؤشر سوقي «أبوظبي للأوراق المالية»، و«دبي المالي» تراجعاً ملحوظاً كان أكبره في دبي نتيجة عوامل جيوسياسية، والاضطرابات في المنطقة، فيما أسهم افتتاح السوق السعودي الذي شهد تراجعاً طفيفاً، في عودة أوامر الشراء، بعدما اكتشف عموم المستثمرين تسرّعهم في عمليات البيع في بداية الجلسة.

3.13 مليارات درهم انخفاضاً في القيمة السوقية للأسهم

انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، أمس، بنسبة (سالب 0.44%) ليغلق على 4365.42 نقطة.

وشهدت القيمة السوقية انخفاضاً بقيمة 3.13 مليارات درهم، لتصل إلى 707.61 مليارات درهم. وتم تداول نحو 610 ملايين سهم بقيمة إجمالية بلغت 910 ملايين درهم من خلال 10 آلاف و216 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 61 شركة من أصل 126 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم تسع شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 45 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات.

وتصدر سهم «شركة إعمار العقارية» من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، إذ تم تداول ما قيمته 135.7 مليون درهم موزعة على 21.76 مليون سهم من خلال 944 صفقة.

وجاء سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداول 94.92 مليون درهم موزعة على 43.69 مليون سهم من خلال 1063 صفقة.

وحقق سهم «بنك الاستثمار» أكثر نسبة ارتفاع سعري، إذ أقفل سعر السهم على مستوى 2.50 درهم مرتفعاً بنسبة 13.12% من خلال تداول 5000 سهم بقيمة 12.5 ألف درهم، يليه سهم «شعاع كابيتال» ليغلق على مستوى 0.63 درهم مرتفعاً بنسبة 3.11% من خلال تداول 84.1 ألف سهم بقيمة 49.81 ألف درهم.

وسجل سهم «دار التمويل» أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول، إذ أقفل سعر السهم على مستوى 3.15 دراهم، مسجلاً خسارة بنسبة (سالب 10%) من خلال تداول 47 ألف سهم بقيمة 148.59 ألف درهم، تلاه سهم «رأس الخيمة العقارية» الذي انخفض بنسبة (سالب 10%) ليغلق على مستوى 0.63 درهم من خلال تداول 17.73 مليون سهم بقيمة 11.37 مليون درهم.

ومنذ بداية العام بلغت نسبة الانخفاض في مؤشر سوق الإمارات المالي (سالب 4.68%)، وبلغ إجمالي قيمة التداول 50.09 مليار درهم، فيما بلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 32 شركة من أصل 126 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 73 شركة.

وقال محللان ماليان إن الأسهم استعادت معظم الخسائر التي مُنيت بها، إلا أن ضعف السيولة انعكس على أحجام التداول التي ظلت متدنية. وأكدا أن السوق بحاجة إلى أدوات مالية حقيقية وفاعلة، مثل أكثر من «صانع سوق»، وغيرها من الأدوات التي تسهم في الحفاظ على توازن الأسواق، بعيداً عن التذبذبات العالية.

وتفصيلاً، أغلق المؤشر العام لسوق دبي المالي أمس، متراجعاً بنسبة (سالب 0.8%) عند مستوى 3407 نقاط، مصحوباً بأحجام تداول قيمتها 655 مليون درهم، حصيلة بيع وشراء 488 مليون سهم، نفذت من خلال 7640 صفقة.

وبلغ عدد الأوراق المتداولة 33 ورقة، ارتفعت منها أسهم خمس شركات، وخسرت أسهم 27 شركة، فيما ظلت شركة واحدة من دون تغيير.

وفي أبوظبي، نجح المؤشر العام في التحول إلى اللون الأخضر، وإن كان بنسبة ضئيلة بلغت 0.03% عند مستوى 4373 نقطة، فيما بلغت قيمة التداول 258 مليون درهم، نتيجة التعامل على 119 مليون سهم، نفذت من خلال 2567 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 28 شركة، ارتفعت منها أسهم أربع شركات، وانخفضت أسهم 18 شركة، فيما ظلت أسهم ست شركات ثابتة.

وقال المدير العام لشركة الأنصاري للخدمات المالية، وائل أبومحيسن، إن «السوق بدأ جلسة أمس بحالة من الخوف من قبل المستثمرين، أدت إلى عمليات بيع مكثفة، نتيجة عوامل جيوسياسية في المنطقة، لكنهم سرعان ما تداركوا الأمر، وبدأوا في العودة للشراء مرة أخرى، خصوصاً بعد أن فتح السوق السعودي متراجعاً بنسبة طفيفة، ما شكل طمأنة كبيرة للمتعاملين».

وأضاف أن «ضعف السيولة في الأسواق انعكس في أحجام التداول المتدنية، رغم التذبذب الكبير الذي شهده السوق هبوطاً وارتداداً»، مؤكداً أن السوق بحاجة إلى أدوات مالية حقيقية وفاعلة، مثل أكثر من «صانع سوق»، وغيرها من الأدوات التي تسهم في الحفاظ على توازن الأسواق، بعيداً عن التذبذبات العالية. بدوره، قال المدير العام لشركة «الدار» للأسهم والسندات، كفاح المحارمه، إن «بداية التعاملات سادها عامل نفسي سلبي نتيجة ما يحدث في اليمن، تراجعت على إثره مؤشرات السوقين، كان أعمقها بنسب أقل من (سالب 5%) بقليل في سوق دبي المالي».

وأضاف أنه وبعد نحو نصف ساعة من الجلسة، شهد السوق عمليات شراء جيدة، استعادت بها الأسهم غالبية الخسائر التي تكبدتها، وتركز الشراء على الأسهم القيادية، مثل أسهم شركتي «إعمار» و«الدار» العقاريتين، وبنك دبي الإسلامي.

وأكد أن المستثمرين استوعبوا، مع مرور الوقت، أن ما يحدث ربما يكون له آثار ايجابية أكبر من المخاوف غير المبررة، مستطرداً أنه لايزال هناك شح في السيولة التي تتداول في الأسواق، يظهر جلياً في حجم وقيمة التعاملات اليومية.

تويتر