شركات سياحة أرجعته إلى زيادة الطلب على السفر في عطلة الربيع

%60 ارتفاعاً في أسعار تــــذاكر وجهات رئيسة للإجازات خلال شهر

مسافرون طالبوا شركات الطيران بتسيير رحلات إضافية خلال الإجازات. تصوير: أحمد عرديتي

قال مواطنون ومقيمون في الدولة إن أسعار تذاكر الطيران إلى وجهات عربية وآسيوية وأوروبية رئيسة، شهدت ارتفاعات بلغت أكثر من 60% خلال فترة لا تتجاوز الشهر، كما وصلت نسب الحجوزات على بعض الرحلات في بعض الأيام إلى 100%، نتيجة لتزايد الحجوزات لقضاء عطلة الربيع للمدارس والجامعات في الدولة التي تبدأ في 27 من الشهر الجاري.

واعتبر مسافرون أن هذه الزيادات كبيرة للغاية، وغير مبررة، وتضفي أعباء كثيرة على الأسر متوسطة الدخل وكبيرة الحجم، مطالبين شركات الطيران بتسيير رحلات إضافية في الإجازات.

من جهتهم، أكد مسؤولو شركات سياحة وسفر في الدولة، النسبة التي تحدث عنها مواطنون ومقيمون، بوصول الزيادة في أسعار التذاكر إلى 60%، جراء الارتفاع الكبير في الطلب على السفر تجاوز 50% خلال هذه الفترة، والذي شمل وجهات محددة، خصوصاً الوجهات القريبة والمتوسطة، موضحين أن عطلة الربيع أصبحت موسماً رئيساً للسفر خلال العام، وتنافس عيدي الفطر والأضحى في الوقت الراهن.

فرصة لتحسين اقتصادات شركات الطيران

قال مسؤولان في شركتي طيران في الدولة، إن أسعار التذاكر تعتمد بشكل رئيس على العرض والطلب، ولا يمكن الاعتماد على انخفاض أسعار النفط، خصوصاً أن العقود الآجلة المبرمة بشأن إمدادات الوقود للطائرات لاتزال سارية بالنسبة لمعظم شركات الطيران، وبالتالي من المستبعد حدوث تأثير قصير المدى في الأسعار.

وأضاف المسؤولان، اللذان فضلا عدم ذكر اسميهما، أن شركات الطيران تواجه تحديات ضخمة تؤثر في أرباحها، مشيرين إلى أن مواسم السفر الرئيسة تعد فرصة لتحسين اقتصادات هذه الشركات، وهو ما ينعكس على الركاب والخدمة المقدمة إليهم.

ودعوا المسافرين إلى التخطيط لرحلاتهم مبكراً، للحصول على أفضل العروض السعرية المتاحة.

ونصحوا بالمرونة في تحديد أوقات السفر، والابتعاد عن السفر والعودة في ذروة ارتفاع الأسعار، كما نصحوا بالحجز مبكراً، وعدم الحجز في آخر وقت.

 

إقبال كبير

وتفصيلاً، قال المواطن سيف المهيري، إنه حجز لقضاء عطلة الربيع مع عائلته في إحدى الوجهات الآسيوية، عبر إحدى وكالات السياحة التي يتعامل معها في أبوظبي، إلا أنه وجد أن هناك ارتفاعاً في سعر التذكرة، لتصل إلى 3500 درهم تقريباً، مقابل 2500 درهم خلال أقل من شهر، بزيادة بلغت 40%، فضلاً عن قلة عدد التذاكر المتاحة، وصعوبة الحصول على الموعد الذي يريده.

وأوضح أن شركة السياحة أبلغته أن هناك إقبالاً كبيراً على السفر في هذه العطلة، خصوصاً من جانب المواطنين، الأمر الذي رفع أسعار التذاكر، لافتاً إلى أنه توقع حدوث انخفاض في أسعار التذاكر، أو على الأقل استقراراً، وذلك انعكاساً لانخفاض أسعار النفط.

واعتبر المهيري أن هذه الزيادة كبيرة للغاية، ولا يمكن تبريرها حتى في ضوء ارتفاع الطلب، مطالباً بوجود سلطة اتحادية أو محلية في كل إمارة، تتولي الرقابة على شركات الطيران، وتحديد حدود قصوى لارتفاعات أسعار التذاكر، واستقبال شكاوى المتعاملين مع الشركات.

أما المواطن عبدالله محمد، فقال إن سعر تذكرة السفر إلى إحدى الوجهات الأوروبية بلغ 3700 درهم مقابل 2800 درهم خلال فبراير الماضي، بزيادة نحو 32%، مشيراً إلى أن سعر التذكرة ارتفع خلال أقل من 12 ساعة 300 درهم دفعة واحدة، كما أنه وجد صعوبة شديدة في إيجاد تذاكر في الوقت الذي يريده، إذ إن الحجوزات على بعض الرحلات بلغت 90 و100%، خصوصاً في أول أيام الإجازة.

 

رحلات إضافية

من جهته، قال المقيم علاء نبيل، إنه قرر السفر إلى بلده العربي، منتهزاً فرصة إجازة أبنائه في المدارس، إلا أنه وجد أن سعر التذكرة ارتفع ليصل إلى 2500 درهم، مقابل 1500 درهم منذ أقل من شهر عندما سافر في رحلة عمل، بنسبة زيادة بلغت 66%، لافتاً إلى تأكيدات من وكالة السفر بضرورة الإسراع في الحجز، لأن سعر التذكرة سيزيد بشكل سريع خلال الأيام الأخيرة، نتيجة لارتفاع الطلب.

وأضاف أنه توقع استقراراً في أسعار التذاكر، رغم علمه بارتفاع الطلب على السفر في العطلة، نتيجة لانخفاض أسعار النفط، إلا أنه فوجئ بالارتفاع، وهو ما فسرته شركة طيران بأنه يرجع إلى ارتفاع الطلب، ونفاد التذاكر على الدرجات الأقل سعراً، فضلاً عن أنه حجز متأخراً. وذكر نبيل أن هذه الزيادة غير مبررة، وتضيف أعباء كثيرة على الأسر متوسطة الدخل وكبيرة الحجم، مطالباً شركات الطيران بتسيير رحلات إضافية في الإجازات، لاستيعاب الزيادة في أعداد المسافرين، من دون تحميل المسافرين أعباء كبيرة.

 

وجهات رئيسة

إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «نيرفانا» للسفر والسياحة، علاء العلي، إن هناك زيادة في أسعار تذاكر السفر تراوح بين 20 و60% إلى وجهات رئيسة خلال إجازة الربيع للمدارس التي تبدأ فعلياً من 27 من مارس الجاري، مشيراً إلى أن نسبة الزيادة تختلف وفقاً لموعد السفر وشركة الطيران والوجهة السياحية.

وأضاف أن أسعار التذاكر تخضع للعرض والطلب بشكل أساس، خصوصاً أن هناك نمواً في الطلب بشكل كبير يفوق 50% مقارنة بالأيام العادية، مثل الموسم المدرسي.

وأوضح أن تركز السفر في أول يومين من العطلة والعودة في آخر يومين يرفع أسعار التذاكر إلى الذروة، بينما تقل الزيادة كلما كان السفر في أيام يقل فيها الطلب، مثل قبل الإجازة الرسمية بيومين، وبعد عودة المدارس بيومين أيضاً، أو في وسط العطلة، مؤكداً أن هناك نمواً في الطلب على السفر خلال هذه العطلة بنسبة تصل 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبين العلي أن أبرز الوجهات العربية التي يوجد عليها إقبال، مصر والأردن، فيما تراجع الطلب على لبنان وسورية، كما تعد الوجهات الأجنبية القريبة والمتوسطة مثل تايلاند وماليزيا وتركيا وسريلانكا والهند الأكثر إقبالاً، نظراً لقصر مدة الإجازة، بينما لا تتمتع الوجهات البعيدة، مثل الولايات المتحدة وأستراليا، بإقبال كبير خلال العطلة المقبلة، نظراً لقصر الفترة.

ونصح العلي بالابتعاد عن السفر في أول أيام الإجارة بشكل خاص، وكذلك البعد عن العودة في آخر يومين للإجازة، لأن هذه الفترة تشهد أكبر الارتفاعات في التذاكر، نظراً لوجود طلب مرتفع عليها، كما نصح بالحجز مبكراً، وعدم الحجز في آخر وقت، إذ توجد الحجوزات كاملة العدد على المقاعد الأقل سعراً، ويتبقى الأعلى سعراً.

 

إجازة الربيع

بدوره، قال المدير العام لشركة «تروفالي» للسفر والسياحة، وليد شوقي، إن إجازة الربيع للطلبة أصبحت موسماً رئيساً للسفر، ما يتسبب في ارتفاعات في الأسعار بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30%، وتصل لبعض الوجهات التي تشهد طلباً أعلى لأكثر من ذلك، خصوصاً في حالات الحجز المتأخر.

وأضاف أن أبرز الوجهات العربية التي يوجد عليها طلب، هي مصر والأردن، بينما تعد بانكوك ولندن وميونيخ وتركيا أبرز الوجهات غير العربية، خصوصاً بالنسبة للمواطنين.

وطالب شوقي المسافرين بالمرونة في اختيار وقت السفر، والحجز المبكر، حتى يمكن السفر بأسعار معقولة، خصوصاً في حالات سفر العائلات الكبيرة العدد، مع ضرورة عدم الانتظار لآخر وقت، إذ تشهد التذاكر عادة ارتفاعات كبيرة، نظراً لقلتها.

في السياق ذاته، قال مسؤول الحجز في وكالة «بن موسى» للسياحة والسفر، كومار تيني، إن عطلة الربيع تعد من المواسم الرئيسة خلال العام، نظراً لطول فترة الإجازة نسبياً والتي تزيد على أسبوعين، موضحاً أن هناك نمواً في الطلب على السفر بنسبة تراوح بين 15 و20% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار التذاكر بنسبة تراوح بين 30 و40%، وفقاً للوجهة وتاريخ الحجز وموعد السفر.

وأشار إلى أن أبرز الوجهات العربية يتركز في مصر والأردن، بجانب بعض الطلب على لبنان، بينما تتصدر الوجهات الأوروبية، خصوصاً دول «شينغن»، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا والنمسا الوجهات الأوروبية.

واتفقت مسؤولة الحجز في وكالة «المسعود» للسياحة والسفر، فالفيت مانيتش، على أن هناك نمواً في الطلب خلال العطلة يتجاوز 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر بنسب تزيد على 30% للعديد من الوجهات الشرق الأوسطية، مثل مصر والأردن، بجانب تركيا وتايلاند ومانيلا ولندن وميونيخ.

تويتر