دفعت متعاملين إلى الاستثمار في أسواق المال أو ادخار الأموال في المصارف

خبراء: تراجع العائدات وتذبذب الأسعار خفّضا الطلب على السبائك في 2014

تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية في 2014 انعكس على نشاط أسواق الذهب مقارنة بعام 2013 الذي كان الأكثر رواجاً. رويترز

قال متخصصون في تجارة وتوريد الذهب إن تراجع العائدات على الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية، والتذبذب السريع في الأسعار، وارتفاع كلفة المعيشة، خفّض من مستويات الطلب عليهما خلال عام 2014 بنسب كبيرة، متوقعين أن تستمر معدلات التراجع في تجارة السبائك خلال عام 2015.

ووصفوا 2014 بأنه العام الأسوأ بالنسبة لتجارة السبائك والعملات الذهبية، ما دفع متعاملين إلى الاستثمار في أسواق المال أو ادخار الأموال في المصارف.

%16 تراجعاً في حجم الطلب على السبائك

كشف تقرير حديث صادر عن مجلس الذهب العالمي تراجع حجم الطلب على السبائك والعملات الذهبية في الإمارات بنسبة تبلغ 16% مقارنة مع عام 2013، إذ تراجع من 14.9 طناً خلال عام 2013 إلى 12.6 طناً في عام 2014.

وتراجعت قيمة استهلاك الإمارات من السبائك والعملات الذهبية بنسبة 24%، من 677 مليون دولار (نحو 2.48 مليار درهم) في عام 2013 إلى 513 مليون دولار (1.88 مليار درهم) في عام 2014.

وكان تقرير حديث صادر عن مجلس الذهب العالمي، كشف تراجع حجم الطلب على السبائك والعملات الذهبية في الإمارات بنسبة تبلغ 16% مقارنة مع عام 2013.

وتفصيلاً، قال مدير تنمية التجارة في شركة «ألفا» لتجارة الذهب، كريش كومار، إن «2014 يعد العام الأسوأ بالنسبة لتجارة السبائك والعملات الذهبية، وذلك مع تراجع الطلب عليهما في السوق المحلية بشكل ملحوظ، تأثراً بالتذبذب والتغير السريع في الأسعار بمعدلات محدودة، واستمرار مؤشرات الأسعار عموماً عند حدود متوسطة، دون تسجيل انخفاضات سعرية كبيرة، أو ارتفاعات تسهم في تحريك تجارة السبائك بيعاً وشراء، ما جعل عدداً كبيراً من المتعاملين يحجمون عن الشراء لانخفاض عائداته خلال العام الماضي».

وأضاف أن من ضمن العوامل التي أسهمت في تراجع الطلب على السبائك، ضعف عمليات التصدير من أسواق الدولة إلى أسواق المنطقة، تأثراً باستمرار الاضطرابات في دول مختلفة، فضلاً عن ارتفاع كلفة المعيشة، خصوصاً في أسعار الإيجارات التي انعكست على ضخ المتعاملين للأموال في سوق الذهب، وقلة عمليات الادخار المعهودة التي كانت تتم في العملات والسبائك، خصوصاً الصغيرة الحجم منها.

وتوقع كومار أن تستمر معدلات التراجع في تجارة السبائك خلال عام 2015، مع استمرار قوة صرف الدولار التي تؤثر عكسياً في أسعار الذهب، وتجعله يدور بين معدلات منخفضة، دون تحرك قوي للتراجع أو للارتفاع.

بدوره، قال مدير محل مجوهرات «فيينا»، عصام حداد، إن «الأسواق شهدت تراجعاً ملحوظاً في الطلب على السبائك والعملات الذهبية، مع التغير السريع في أسعار الذهب، واستمراره فترات طويلة عند معدلات توصف بالمنخفضة، فيما يعد تراجع القدرة الشرائية للمتعاملين في السوق المحلية مع ارتفاع كلفة المعيشة، من العوامل الأساسية لقلة الطلب، لاسيما أن تجارة السبائك والعملات الذهبية تعتمد على المقيمين، في حين يتعامل السياح مع المشغولات الذهبية والمجوهرات».

وأكد أن تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية انعكس خلال عام 2014 على نشاط أسواق الذهب، مقارنة بعام 2013 الذي كان الأكثر رواجاً.

في السياق نفسه، أرجع مدير شركة مجوهرات «ريكيش» لتجارة السبائك والمشغولات، ريكيش دهناك، تراجع الطلب على السبائك والعملات الذهبية خلال العام الماضي، بشكل أساسي، إلى قلة العائدات التي كان يحصل عليها المتعاملون في هذا القطاع، مع تغير الأسعار بشكل سريع، ما جعل عدداً من المتعاملين يتجهون إلى الاستثمار في أسواق المال، أو ادخار الأموال في المصارف، حتى تتحسن عائدات الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية.

وقال إن «تراجع الطلب الملحوظ في تجارة السبائك والعملات خلال عام 2014، انعكس سلباً على التجار الذين عانوا أيضاً بطء الطلب على المشغولات والمجوهرات خلال فترات مختلفة».

من جهته، ذكر مسؤول البيع في محل مجوهرات «الإيمان»، ياسر اليافعي، أن «التذبذب السريع لأسعار الذهب عند معدلات منخفضة معظم فترات عام 2014، جعل المتعاملين في تجارة السبائك والعملات الذهبية يحجمون عن الشراء حتى تشهد الأسعار إما انخفاضات كبيرة تجذبهم للشراء، أو تسجيل ارتفاعات كبيرة تحفزهم على إعادة بيع السبائك التي بحوزتهم وشراء منتجات جديدة».

تويتر