بدلاً من التخفيض السعري المباشر

شركات غذائية تتوسع في عروض «القيمة المضافة» مع تراجع النفط

«الأغذية المتحدة»: التخفيض السعري يعتمد على مدى استمرارية انخفاض أسعار النفط العالمية وتأثيرها في أسعار الديزل المحلية. تصوير: أحمد عرديتي

قال مسؤولو شركات إنتاج وتوريد سلع غذائية إن انخفاض أسعار النفط عالمياً، والتي انعكست بدورها على تراجع أسعار الديزل، دفعتهم إلى التوسع في طرح عروض قيمة مضافة للمستهلكين.

وأشاروا إلى أن الشركات فضلت طرح عروض قيمة مضافة، بدلاً من التخفيض السعري المباشر، لافتين إلى أن عروض القيمة المضافة توفر للشركات خياراً مناسباً، مع التغير المستمر لأسعار النفط.

 

بديل جيد

وتفصيلاً، قال مساعد مدير التسويق في شركة «دوفريز» للمنتجات الغذائية والمعجنات، إبراهيم صمد، إن «تراجع أسعار النفط العالمية، والتي انعكست على سعر الديزل في الأسواق المحلية، أسهمت في خفض بعض تكاليف عمليات التصنيع والشحن والنقل، بنسب تراوح بين 6 و7%، ما دفع الشركة إلى خفض أسعار منتجاتها الغذائية التي تصدر للخارج بنسبة 5% منذ أسبوعين، فضلاً عن توسعها في طرح عروض قيمة مضافة في السوق المحلية، تتضمن تخفيضات تبلغ نسبتها نحو 10% على منتجات مختلفة، كأن يباع منتجان معاً، ويتم طرح منتج إضافي مجاني معهما، أو أن يتم التخفيض على السعر الإجمالي لمنتجات عدة تباع معاً».

وأضاف أن «الشركة فضلت العمل بنظام التوسع في عروض القيمة المضافة في السوق المحلية، نظراً لأن هوامش الربحية فيها محدودة، مع زيادة المنافسة، مقارنة بمعدلات الربحية من التصدير لأسواق خارجية»، لافتاً إلى أن عروض القيمة المضافة بديل جيد للشركات، للاستفادة من فروق تراجع النفط، بدلاً من اللجوء إلى التخفيضات السعرية، والتعرض لمأزق التغير السريع لأسعار النفط، التي قد ترتفع إلى معدلاتها السابقة، خلال الفترة المقبلة.

تأثير محدود

بدوره، أكد مدير التسويق في شركة «الأغذية المتحدة» لتوريد المنتجات الغذائية، روديارد توريس نانو، أن «تراجع أسعار الديزل كانت له تأثيرات محدودة في كلفة الإنتاج والعمل، خصوصاً ما يتعلق بعمليات النقل والشحن للمنتجات».

وأضاف أن «الانخفاضات دفعت الشركة للتوسع في طرح عروض القيمة المضافة على منتجاتها في السوق المحلية، والتي تشمل بيع منتجين معاً بسعر يقل عن السعر الأساسي لكل منهما»، لافتاً إلى أن تلك العروض تشمل نسب تخفيض تراوح بين 5 و10%.

وأوضح أن «الشركة لجأت إلى تلك العروض بديلاً عن التخفيض السعري، الذي يعتمد على مدى استمرارية انخفاض أسعار النفط العالمية، وتأثيرها في أسعار الديزل المحلية».

من جهتها، رجحت مديرة التسويق في مجموعة «الاكوزي إنترناشونال غروب»، رايا اشرتو، أن تدرس الشركة مستقبلاً أي فرص للتخفيض السعري، في حال استمرار أسعار النفط عند معدلاتها المنخفضة نفسها، ودراسة نسب التأثر التي تنعكس على نشاط الشركة، خصوصاً بالنسبة لكلفة الشحن والنقل. ولفتت إلى أن الشركة لجأت إلى التوسع في طرح عروض مختلفة للقيمة المضافة على منتجاتها، تتضمن تخفيضاً على المنتجات بنسب مختلفة، منها عروض تتيح بيع منتجات معاً في عرض بقيمة تبلغ نحو خمسة دراهم، رغم أن قيمتها الأساسية تبلغ نحو ثمانية دراهم.

وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس العمليات في شركة «كلداري إيدام إنترناشونال فوود» لصناعة وتوريد المنتجات الغذائية، فينو فرانكلين، أن «توسع شركات في عروض القيمة المضافة بدلاً من التخفيض السعري المباشر، يرجع إلى كون نسبة تأثير انخفاضات الديزل في كلفة العمل والإنتاج محدودة، مقارنة بعوامل الإنتاج الأخرى»، مشيراً إلى أن تراجع النفط ساعد الشركة على طرح عروض متنوعة بنظام القيمة المضافة في الأسواق، خلال الفترة الأخيرة، نوعاً من العروض الترويجية التي تشتمل على نسب تخفيضية مختلفة.

 

اللحوم والدواجن

أما الرئيس التنفيذي في شركة «الإمارات الحديثة للدواجن»، الدكتور الرشيد دفع الله، فأكد أن تأثيرات تراجع أسعار النفط محدودة للغاية، مقارنة بأسعار المواد الخام للإنتاج، التي شهد بعضها في صناعة الدواجن ارتفاعاً بنسب كبيرة، إذ ارتفعت الأعلاف خلال العامين الماضيين من 1200 درهم للطن إلى 2400 درهم للطن حالياً. وأضاف أن تراجع أسعار الديزل محلياً أخيراً تأثراً بتراجع أسعار النفط، يقلل كلفة النقل، لكن نسب التخفيض الناجمة عن ذلك لا توازي ارتفاعات أسعار الأعلاف التي تتحملها الشركة، وبالتالي فإنه من الصعب خفض الأسعار تأثراً بتراجع النفط.

إلى ذلك، أشار مدير مصنع لحوم «خزان»، خالد الزغبي، إلى أن تأثيرات أسعار النفط والديزل في كلفة الإنتاج تتباين، وفقاً لشركات صناعة الأغذية، موضحاً أن بعضها يعتمد في عمليات الإنتاج والتصنيع على الديزل، مثل المصانع التي تعمل في قطاع المخبوزات والمعجنات، أو الخضراوات المجمدة، فيما تعتمد شركات تصنيع اللحوم والدواجن المصنعة على الآلات التي تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية، ما يقلل تأثير تراجع الديزل في كلفة التشغيل.

وأكد أن «الشركة لن تخفض الأسعار، بسبب تراجع الديزل، لأنها لم تستفد من تلك الفروق في عمليات النقل والتوزيع والشحن التي تتولاها شركات أخرى لم تخفض رسومها على الشركة أخيراً، حتى تتولى الشركة بالتبعية دراسة تلك التأثيرات، واتخاذ أي قرارات بالتخفيض للأسعار».

تويتر