«الغربية للأنابيب».. مشروع تقوده «صناعات» باستثمارات تبلغ 1.1 مليار درهم بالتعاون مع ائتلاف ياباني

بدء الأعمال الإنشائية بمصنع لإنتاج أنابيب الصلب في «كيزاد»

الظاهري (الثالث من اليمين): «صناعات» تمتلك 51% من إجمالي رأسمال «الغربية للأنابيب» وتدرس استيراد المواد الخام من شركة حديد الإمارات حال توافرها مستقبلاً. من المصدر

أعلنت شركة «صناعات» القابضة عن بدء الأعمال الإنشائية في مصنع جديد لأنابيب الصلب الخاصة بقطاع الإنشاءات وحقول النفط والغاز، وذلك في الربع الثالث من العام الجاري، باستثمارات تبلغ 1.1 مليار درهم في منطقة خليفة الصناعية «كيزاد»، بالتعاون مع ائتلاف يضم شركتين يابانيتين.

وأكدت أن شركة الغربية للأنابيب، ستكون بمجرد دخولها حيز الإنتاج، ضمن إحدى الشركات المحدودة المتخصصة في مجال تصنيع الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية، للعمليات في المناطق البحرية التي تحتاجها حقول النفط والغاز في المنطقة.

وستمتلك «صناعات» 51% من إجمالي رأسمال «الغربية للأنابيب»، بينما تمتلك شركتا «جي إف إي ستيل كوربوريشن»، و«ماروبيني ــ إيتوشو ستيل إنكوربوريتد» اليابانيتان نسبة 49% الباقية.

«الغربية للأنابيب»

محفظة واستثمارات

قال الرئيس التشغيلي للشركة، جمال سالم الظاهري، إن «إجمالي أصول (صناعات) التي تعد إحدى أكبر الشركات القابضة في مجال الاستثمار الصناعي بالدولة، تصل إلى 26.3 مليار درهم»، مبيناً أن الشركة استثمرت خلال السنوات الخمس الماضية 15 مليار درهم، وستركز خلال السنوات الخمس المقبلة على الاستثمار في قطاع الصناعات المعدنية.

وكانت «صناعات» أعلنت أخيراً عن خطط لاستثمار خمسة مليارات درهم في تطوير مشروعات صناعية خلال العامين المقبلين. وتستفيد محفظة الشركات التابعة لها من قدرتها على استقطاب حلول ومشروعات مبتكرة، وإنشاء الشركات ومساعدتها على النمو وتزويدها بموارد استراتيجية استباقية إلى أن تصل إلى مرحلة التشغيل التجاري. وتتضمن محفظة «صناعات» كلاً من: «حديد الإمارات»، «الإنشاءات البترولية الوطنية»، «أركان»، «دوكاب»، «أغذية»، «الفوعة»، والطويلة لسحب الألمنيوم «تالكس».

وتفصيلاً، قال الرئيس التشغيلي لشركة «صناعات» القابضة، جمال سالم الظاهري، في مؤتمر صحافي عقده أمس مع الشركاء اليابانيين، إن «(صناعات) تمتلك 51% من إجمالي رأسمال شركة (الغربية للأنابيب)، بينما يمتلك شريكان يابانيان هما شركة (جي إف إي ستيل كوربوريشن)، وشركة (ماروبيني ــ إيتوشو ستيل إنكوربوريتد) نسبة 49% الباقية»، لافتاً إلى أن المصنع سيقام على مساحة تبلغ 200 ألف متر مربع في «كيزاد»، ليرتفع بذلك إجمالي استثمارات الشركة في منطقة خليفة الصناعية إلى أكثر من ملياري درهم عبر مصنعي شركتي دبي للكبلات الخصوصية «دوكاب»، وشركة الطويلة لسحب الألمنيوم «تالكس».

وأوضح أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع ستصل إلى 240 ألف طن، سيتم توجيه 60% من إجمالي الإنتاج للسوق المحلية، إذ ينتظر أن تكون شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» المتعامل الرئيس لها، فيما سيتم تصدير 40% من الإنتاج إلى الأسواق المجاورة في منطقتي دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، إضافة إلى أسواق شمال وشرق إفريقيا.

وكشف الظاهري أن شركة «الغربية» بدأت مفاوضات مع بنوك محلية وعالمية، بما فيها بنوك يابانية، لتمويل إنشاء المصنع، وهي بصدد الانتهاء من إبرام الاتفاقات الخاصة بالتمويل، مؤكداً أن الشركة وجدت ترحيباً من البنوك التي قدمت عروض فائدة على التمويل مشجعة للغاية.

الإنتاج والنفط

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» بشأن وجود مخاوف تتعلق بتسويق الإنتاج بعد انخفاض أسعار النفط، وإلغاء عدد من المنتجين بعض المشروعات في قطاع النفط والغاز، قال الظاهري إنه «لا توجد أي تخوفات لدى الشركة التي تضع استراتيجيتها على المدى الطويل، إذ أكدت الدراسات وجود جدوى اقتصادية كبرى للمشروع، وارتفاع الطلب على هذه المنتجات في السوق».

وأفاد بأن الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي سيدخل حيز التشغيل الرسمي بحلول عام 2018، تصل إلى 240 ألف طن سنوياً، فيما يبلغ حجم الطلب على أنابيب الصلب التي ينتجها المصنع في منطقة الشرق الأوسط، مليوني طن سنوياً، يتم حاليا إنتاج مليون طن فقط منها، في وقت يوجد فيه عجز يبلغ مليون طن يتم استيراده من الخارج.

وأكد أن إطلاق مشروع «الغربية»، يأتي ليغطي الطلب المتنامي على أنابيب الصلب عالية الجودة، وتحديداً من قبل قطاع الطاقة الذي يشهد نمواً كبيراً، ويتطلب مواصفات خاصة للأنابيب المستخدمة، إذ يتم استيراد معظمها من الخارج، مشيراً إلى أن شركة الغربية للأنابيب، ستكون بمجرد دخولها حيز الإنتاج، من ضمن إحدى الشركات المحدودة المتخصصة في مجال تصنيع الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية، للعمليات في المناطق البحرية التي تحتاجها حقول النفط والغاز في المنطقة.

وكشف أن «صناعات» تدرس الحصول على المواد الخام اللازمة للمشروع من شركة حديد الإمارات، في حال قيام «حديد الإمارات» بتصنيعها مستقبلاً، مبيناً أنه بمقتضى الاتفاق الحالي مع الشركاء اليابانيين، فإنه يتم الحصول على هذه المادة الخام من اليابان، إلا أنه لا يوجد ما يعوق الشركة من الحصول عليها من شركة حديد الإمارات حال توافرها.

وقال الظاهري إن «المشروع يعكس التزام (صناعات) بتمكين الشباب الإماراتي، وتعزيز مشاركته في القطاع الصناعي في الدولة، إذ سيوفر بمجرد اكتماله 370 فرصة عمل مختلفة، سيتم منح الأولوية فيها لذوي الكفاءة والمهارة من الإماراتيين».

شراكات عالمية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«صناعات»، المهندس سهيل مبارك العامري، إن «(صناعات) تتطلع إلى رفع نسبة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى 25% بحلول عام 2030».

وأضاف أن «(صناعات) تعمل باستمرار على توسيع محفظتها من خلال الدخول في شراكات عالمية مع مؤسسات تتمتع بمكانة في القطاعات التي تنتمي إليها، وتستهدف بشكل دائم استقطاب أفضل الخبرات الدولية إلى الإمارات لبناء شركات إماراتية قادرة على المنافسة عالمياً».

إلى ذلك، قال نائب الرئيس في شركة «جي إف إي ستيل كوربوريشن»، تاكافومي نيشيوما، إن «منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بمستوى عالٍ من التنافسية على صعيد تكاليف الحفر واحتياطات النفط والغاز».

وأضاف أنه «في ظل التوقعات باستمرار وتيرة التطوير والإنتاج في قطاع النفط والغاز في المنطقة عند مستويات قوية رغم التقلبات التي شهدتها السوق أخيراً، فإن من المتوقع أن نشهد زيادة مطردة في حجم الطلب على أنابيب الصلب عالية الجودة التي تستخدم لنقل الموارد الهيدروكربونية»، مؤكداً وجود فرص جذابة للاستثمار في هذه السوق الواعدة، وتحديداً في الإمارات.

أما الرئيس التنفيذي للعمليات ــ قسم منتجات الأنابيب في شركة «ماروبيني ــ إيتوشو ستيل إنكوربوريتد» اليابانية، كوجي شيمادا، فقال إن «التعاون مع (صناعات) يتيح فرصة فريدة للاستفادة من سوق لم يتم استغلالها بعد إلى حد كبير»، مؤكداً أن «صناعات» تعد الشريك الاستثماري المناسب في هذا المجال.

تويتر