أكدا وجود سيولة كبيرة تنتظر «تطمينات» وقوة استثمارية غير «صانع السوق»

خبيران: الأفراد والمحافظ الاستثمارية في حالة ترقب للسوق

عمليات «تجميع» مكثفة تمت الأسبوع الماضي على عدد من الأسهم التي لم تعلن بعد عن توزيعات الأرباح. تصوير: أشوك فيرما

أرجع محللان ماليان ضعف التداولات في أسواق المال، على مدار الأسبوع الماضي، التي جاوزت بقليل ثلاثة مليارات درهم، إلى الحذر وتفضيل المستثمرين، أفراداً ومؤسسات، التريث في ظل عدم وضوح توجهات السوق.

حركة المؤشر العام

سجل المؤشر العام لسوق الإمارات للأوراق المالية، الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، ارتفاعاً بسيطاً على مدار الأسبوع، نسبته 0.59% عند مستوى إغلاق 4744 نقطة. وارتفعت القيمة السوقية للشركات المدرجة بقيمة 4.5 مليارات درهم، خلال الأسبوع الماضي، لتصل في نهايته إلى 769 مليار درهم.

وبلغ حجم الأسهم المتداولة، خلال خمس جلسات مجتمعة، ملياري سهم تقريباً، نفذت من خلال 28 ألفاً و211 صفقة، فيما سجل عدد الشركات المتداول أسهمها 86 شركة من أصل 126 شركة مدرجة في كلا السوقين «أبوظبي للأوراق المالية» و«دبي المالي».

وحلّت أسهم شركات «أرابتك» القابضة، و«إعمار» العقارية، وبيت التمويل الخليجي في المراكز الثلاثة الأولى على التوالي، من حيث الأسهم الأكثر تداولاً حسب القيمة.

وأكدا أن الأداء الشهري للسوق عموماً في فبراير 2015 أفضل من مثيله في يناير الذي سبقه، لكن انخفاضاً ملحوظاً في مستوى السيولة ظهر جلياً خلال تداولات الأسبوع الماضي، إذ سادت حالة من التردد والحذر في إدخال أي سيولة جديدة.

وأوضحا أن الأفراد والمحافظ الاستثمارية في حالة ترقب للسوق، انتظاراً لوجود ما يساعدها في صنع قرار بالدخول إليه، مشيرين إلى وجود سيولة كبيرة في حسابات الأفراد بالبنوك، ولدى الوسطاء، لكن المستثمرين بحاجة إلى تطمينات تشجعهم على الدخول وتجاوز الحذر. وقالا إن أساسات السوق إيجابية، إلا أنه لا يوجد من يقود التداولات، بمعنى وجود قوة استثمارية مؤسسة غير «صانع السوق».

وقال المحلل المالي، وضاح الطه، إن «الأداء الشهري للسوق عموماً في فبراير، أفضل منه في يناير الذي سبقه، لكن انخفاضاً ملحوظاً في مستوى السيولة ظهر جلياً خلال تداولات الأسبوع الماضي، إذ سادت حالة من التردد والحذر في إدخال أي سيولة جديدة».

وأضاف أن الأفراد والمحافظ الاستثمارية في حالة ترقب للسوق، انتظاراً لوجود ما يساعدها في صنع قرار بالدخول إليه، مبيناً أن هناك عوامل داخلية وخارجية تتجاذب الأداء، الأولى تتعلق بالنتائج وتوزيعات الأرباح وهذه إيجابية، والثانية تتعلق بأسعار النفط والعوامل السياسية والأمنية المحيطة، بما يصاحبها من ظلال سلبية تنعكس على نفسية المتعاملين.

ورأى الطه أن السيولة الموجودة في السوق حالياً ضعيفة، وعبارة عن مضاربات يومية غير قادرة على تأسيس نقاط دعم تساعد السوق على مواصلة الصعود، مشدداً على أن أساسات السوق إيجابية، سواء من حيث أداء الشركات أو التوزيعات المعلن عنها، إلا أنه لا يوجد من يقود التداولات، بمعنى وجود قوة استثمارية مؤسسة غير «صانع السوق».

وأوضح أن تشكيلة التداولات الحالية يسيطر عليها الأفراد، وهذا لا يعطي عمقاً للسوق، ولا يساعد المؤشرات على الأداء الأمثل كما الأسواق الناضجة.

بدوره، قال المدير العام لشركة «الإمارات دبي الوطني للوساطة المالية»، عبدالله الحوسني، إن «هناك سيولة كبيرة في حسابات الأفراد بالبنوك ولدى الوسطاء، لكن المستثمرين بحاجة إلى تطمينات تشجعهم على الدخول وعدم الحذر»، مشيراً إلى أن الوضع السياسي في المنطقة عموماً يقلق المستثمر المحلي والأجنبي، والجميع يفضل التريث.

وأضاف أن «هناك حالة من الركود تسيطر على المؤشرات الفنية للسوق، ولذلك لا توجد ارتفاعات مغرية لعموم المستثمرين»، مؤكداً أن عمليات «تجميع» مكثفة تمت الأسبوع الماضي على عدد من الأسهم التي لم تعلن بعد عن توزيعات الأرباح، نتيجة تداول شائعات بشأنها بين المستثمرين.

ورأى الحوسني أنه لا توجد رؤية واضحة عن حركة المؤشرات حتى المدى المتوسط، لذا يعتقد أغلب المستثمرين أن دخول السوق حالياً مخاطرة غير محسوبة، ويفضلون إبعاد أموالهم عن أي مغامرات في ظل الأوضاع الحالية.

تويتر