الإمارات تنفذ 4 مشروعات للطاقة المتجددة في المحيط الهادئ

قال مسؤولون حكوميون مشاركون في الاجتماع الخامس للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، إن الطاقة المتجددة تتطور بسرعة لافتة تتماشى مع الأهمية المتنامية لهذا القطاع، في وقت وقعت فيه الإمارات اتفاقات شراكة مع أربع دول في جزر المحيط الهادئ لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقيمة 50 مليون دولار، وسيتم إطلاق خمسة مشروعات جديدة العام الجاري بقيمة 57 مليون دولار.

وكانت أعمال الاجتماع الخامس للجمعية العامة لـ«آيرينا»، المنظمة الحكومية الدولية المعنية بتسريع انتشار حلول ومشروعات الطاقة المتجددة في العالم، انطلقت في أبوظبي، أمس، بمشاركة 150 دولة وممثلين عن 110 منظمات دولية، بالتزامن مع فعاليات الدورة الثالثة من «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، التي بدأت في أبوظبي أمس أيضاً، وتستمر حتى 24 يناير الجاري.

وسيشهد حفل الافتتاح الرسمي لـ«أسبوع أبوظبي للاستدامة»، الذي يقام في 19 يناير الجاري، حضور عدد من قادة الدول والوزراء ووفود دولية ومسؤولين تنفيذيين في كبريات الشركات العالمية المهتمة بالابتكار في الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة، وباحثين أكاديميين وممثلين عن وسائل الإعلام العالمية.

وتفصيلاً، قال وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، الدكتور سلطان أحمد الجابر، في كلمة الإمارات بالجلسة الافتتاحية لاجتماع «آيرينا»، إن «الاجتماع يكتسب أهمية خاصة، لتزامنه مع أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يجمع تحت مظلته كبار القادة والخبراء في مجال الطاقة من العالم».

وأضاف أنه «في ظل الظروف الخاصة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي في ما يتعلق بأسعار الموارد الهيدروكربونية، وانخفاض تكاليف تقنيات الطاقة المتجددة وزيادة كفاءتها، ستزداد أهمية دور (آيرينا) في توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة واستخدامها المستدام في العالم».

وسلط الجابر الضوء على بعض الإنجازات الملموسة لـ«آيرينا»، قائلاً إن «عدد المندوبين الدائمين للدول الأعضاء أصبح 28 مندوباً بعد أن كان اثنين فقط في يناير الماضي»، مؤكداً أن «آيرينا» عززت حضورها ودورها الدولي خلال العام الماضي، وذلك من خلال مشاركاتها الفعالة ومساهماتها المميزة في مختلف المؤتمرات والفعاليات الدولية ذات الصلة، فيما أسهمت التقارير والدراسات التي أصدرتها في بناء القدرات وتعزيز نشر المعرفة في القطاع.

وجدد الجابر التزام الإمارات بدعم «آيرينا» ومساندتها في تحقيق أهدافها، ومنوهاً بالنموذج المبتكر للتعاون بين صندوق أبوظبي للتنمية و«آيرينا» بهدف تمويل مشروعات الطاقة المتجددة، والحد من تداعيات تغير المناخ.

وأعلن أنه سيتم إطلاق خمسة مشروعات جديدة العام الجاري من خلال التمويل الميّسر الذي يوفره صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة 57 مليون دولار، ويضاف إلى ذلك أربعة مشروعات جديدة ضمن المنح التي تقدمها الإمارات لجزر المحيط الهادئ.

من جانبه، قال المدير العام لـ«آيرينا»، عدنان أمين، إن «مسيرة المصادر المتجددة تتطور بسرعة لافتة تنسجم مع الأهمية المتنامية لهذا القطاع»، لافتاً إلى اجتماع الجمعية العامة، قمة سنوية، مهمة لمناقشة النشاطات المستقبلية للوكالة.

بدوره، قال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني والرئيس المشارك في الاجتماع، يويتشي ميازاوا، إن «هناك أملاً كبيراً أن تلعب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة دوراً محورياً في قيادة العالم نحو الاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة، ومساعدته على موازنة النمو الاقتصادي، والتخفيف من تداعيات تغير المناخ، إذ يوفر اجتماع الجمعية العامة منصة فريدة لمناقشة التحديات والحلول الداعمة لتبني مصادر الطاقة المتجددة عالمياً».

اما وزير الدولة الياباني للشؤون الخارجية، ياسوهيدو ناكاياما، فأكد التصميم على الاضطلاع بدور فاعل في مجال الطاقة المتجددة، وترسيخ علاقات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

في السياق نفسه، قال المندوب الدائم للإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ومدير إدارة شؤون الطاقة والتغير المناخي بوزارة الخارجية، الدكتور ثاني أحمد الزيودي، إن «السنوات السبع الماضية شهدت تراجعاً بنسبة تبلغ نحو 80% في تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة».

وأوضح للصحافيين على هامش مشاركته في الاجتماع، أن من شأن هذا الانخفاض أن يسهم في زيادة الاستثمارات في القطاع خلال السنوات المقبلة، سواء من الجهات الرسمية أو الحكومات، عازياً تراجع التكاليف إلى البحوث الجديدة في مجال التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الصناعية في القطاع، وزيادة الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة لاسيما من الصين.

إلى ذلك، وقعت الإمارات أمس، اتفاقات شراكة مع أربع دول جديدة في جزر المحيط الهادئ، لتنفيذ مشروعات للطاقة المتجددة بتمويل من صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادئ البالغة قيمته 50 مليون دولار.

ويتولى صندوق أبوظبي للتنمية تمويل صندوق الشراكة الذي تديره وزارة الخارجية من خلال إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ بينما تنفذ «مصدر» مبادرة ابوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة المشروع.

وستقام المشروعات الأربعة في كل من جزر مارشال، وناورو، وبالاو، وجزر سليمان، وستعتمد تقنية الطاقة الشمسية ومن المتوقع اكتمالها في عام 2016، ليرتفع العدد الإجمالي للمحطات التي مولها صندوق الشراكة حتى اليوم إلى 10 محطات.