«مطارات دبي» تؤكد ضرورة الاستثمار المتواصل في أساطيل الطائرات والبنية التحتية لمطاري «دبي» و«آل مكتوم»

309 ملايين مسافر عبر دبي بحلول 2050

120 مليون مسافر متوقع عبر مطاري «دبي» و«آل مكتوم» الدوليين بحلول عام 2020. الإمارات اليوم

أفادت مؤسسة مطارات دبي بأنه بحلول عام 2020 من المتوقع أن يستخدم ما يزيد على 120 مليون مسافر مطاري دبي و«آل مكتوم ـ دبي ورلد سنترال» الدوليين، فيما سيزيد حجم الشحن الجوي في المطارين عن خمسة ملايين طن.

وتوقعت المؤسسة، في إطار خطتها الاستراتيجية الكاملة لقطاع الطيران في دبي لعام 2050، أنه بحلول عام 2030، ستزداد أعداد المستخدمين للمطارين إلى أكثر من 190 مليون مسافر، لتصعد بعد ذلك إلى 260 مليون مسافر بحلول عام 2040، و309 ملايين مسافر بحلول عام 2050.

وذكرت، في تقرير «مستقبل الطيران»، الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن الأهداف الرئيسة للخطة الاستراتيجية تتمحور حول ضمان وضع منهجية عامة لتطوير «دبي ورلد سنترال»، وضمان الاستجابة لتوفير إمكانية رفع الطاقة الاستيعابية لمواكبة معدلات النمو المرتفعة في أعداد المسافرين، وأحجام الشحن المتوقعة في غضون الأعوام والعقود المقبلة.

الخطة الاستراتيجية 2020

«مطارات دبي».. نحو نموذج جديد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/240423.jpg

تدرك مؤسسة «مطارات دبي»، إلى جانب مجمل قطاع الطيران بالإمارة، أن عناصر التصميم والعمليات والتكنولوجيا المستخدمة حالياً في المطارات غير قابلة للتطبيق في المطارات الأكبر مساحة، دون تعريض الكفاءة وجودة الخدمة للآثار السلبية. وعليه، ينبغي تحديث المنهجيات والأنظمة القديمة أو الاستغناء عنها بالكامل في سبيل تطوير وتحسين تجربة المسافرين. وعلى مدار السنين، قطع قطاع الطيران عدداً من الأشواط الإنمائية الناجحة على صعيد تحسين الجانب الأرضي من الرحلة، مثل التوزيع القائم على الإنترنت والتذاكر الإلكترونية وأذونات الصعود إلى الطائرة التي يمكن طباعتها في المنزل، لكن التجربة في المطار غالباً ما تكون الجانب الأقل راحة في السفر الجوي، إذ تشكل الإجراءات البطيئة التي تستهلك وقتاً طويلاً في المطارات مبعثاً على عدم الراحة للمسافرين، ومنها على سبيل المثال الإجراءات الأمنية التي تستغرق وقتاً طويلاً، وتعتمد التقنيات نفسها منذ سبعينات القرن الماضي.

وينبع هذا الترقب القلق من حقيقة مفادها أن هذه الأنشطة تجري في مواقع منفصلة ومتعامدة، في حين يتوافد المسافرون بكثرة ليشقوا طريقهم بصعوبة بين نقاط الوصل التي تربط بينها. ويجسد هذا الوضع نموذجاً مصغراً عن التحديات التي تواجه القطاع في الوقت الراهن، بما معناه أن توفير تجربة سارة للمتعاملين يستدعي على الفور اتباع منهجية متكاملة تتمحور أساساً حول المسافرين، لضمان مواصلة عودة المسافرين إلى دبي.

وعليه، ينبغي على المطارات أن تستثمر بقوة في التقنيات والإجراءات المبتكرة والموجهة للمسافرين بهدف الحد من صفوف الانتظار، وتعزيز الفرص التجارية عبر التخلص من الإجراءات البطيئة التي عفا عليها الزمن والاستفادة من الوقت المخصص لهذه الإجراءات، وعلى المنوال ذاته، ينبغي أن يتمتع تصميم المطار بقابلية التطوير والتوسيع ليتسنى له الاستجابة والتكيف بسرعة لبيئات الأعمال المتغيرة.


رحلات الربط.. والقادمون

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/240433.jpg

تأتي أغلبية المسافرين الذين يزورون مطارات دبي على متن رحلات الربط إلى وجهات أخرى، ويشكلون قرابة 52% من حركة المسافرين، وهي نسبة يتوقع لها أن تواصل نموها مستقبلاً.

وبحسب تقرير «مستقبل الطيران»، الصادر عن مؤسسة مطارات دبي، فإنه تم التصدي لتحدي نقل هؤلاء المسافرين بكفاءة وراحة في التصميم الأساسي لمطار «آل مكتوم» في «دبي ورلد سنترال» من خلال قطارات الربط المخصصة التي تربط بين مباني الكونكورس.

ومن شأن سكك الحديد التي تدور بين المنصات أن تضمن تجربة ربط أقصر وأسرع بين البوابات الأبعد بين مباني «كونكورس».

وسيجري تقليص مسافة المشي إلى الحد الأدنى من لحظة نزول مسافري رحلات الربط من القطارات، ومن شأن التصميم المبسط وسهولة إيجاد الوجهات المنشودة أن يتيح أيضاً إيصال المسافرين بسلاسة إلى البوابات التي يقصدونها، كما أن جميع مسافري الربط سيتسنى لهم الوصول إلى الباقة الكاملة من خيارات التسوق المتوافرة في المطار.

أما المسافرون القادمون، فسيحظون بأجواء الاستقبال الودّي من اللحظة الأولى لخروجهم من الطائرة، وبمجرد نزولهم من الطائرة، سيمشي المسافرون مسافة قصيرة إلى نقطة المركز، إذ سيصعدون على متن عربات قطار مخصص ينتقل بهم بسرعة إلى بوابة المبنى الرئيسة.

وستركز إجراءات الهجرة والجوازات على البوابات الذكية التي تتمتع بالسرعة والكفاءة وتستخدم المؤشرات الحيوية، كما سيتوفر خيار المسار السريع للمسافرين القادمين الذين لا يحملون أمتعة، أو من لديهم أمتعة تم توجيهها لنقلها إلى وجهات أخرى.

وستصل الأمتعة إلى المكان الذي يختاره المسافر، سواء إلى المنزل أو الفندق أو في المطار، في الوقت نفسه الذي يصل فيه المسافر أو في الوقت المحدد الذي يرغبون في استلامها فيه، وفي حال كان المسافر يفضل اتباع الإجراءات التقليدية لتسلّم الأمتعة إبان الخروج من المطار، فإن صالة أمتعة القادمين ستوفر رؤية واضحة من عند حزام الأمتعة حتى المخرج دون الحاجة إلى تغيير الطابق، وعلى غرار المسافرين المغادرين، سيحظى القادمون أيضاً بإمكانية الوصول بسلاسة وراحة إلى مختلف أنواع وسائط النقل العامة والخاصة.

وتفصيلاً، أفادت مؤسسة مطارات دبي بأنه بحلول عام 2020، وبفضل طائرات المدى الطويل التي تسهم في تعزيز أهمية الموقع الجغرافي المركزي الذي تتمتع به دبي، إلى جانب شبكة المسارات الجوية سريعة النمو، فإن من المتوقع ازدياد مستوى الطلب على الحركة في مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين إلى أكثر من 120 مليون مسافر، فضلاً عن أكثر من خمسة ملايين طن من الشحن الجوي.

وأوضحت أن خطة مطارات دبي الاستراتيجية لعام 2020، مصممة خصيصاً لتوفير الطاقة الاستيعابية اللازمة لاستيعاب هذا النمو، في ظل تركيز أساسي على توسيع مطار دبي الدولي بالشكل الأكثر كفاءة وملاءمة، وقد تضمنت تشييد مبنى «كونكورس إيه»، الذي تم استكماله في يناير 2013، ومضاعفة الطاقة الاستيعابية لـ«المبنى 2»، الذي يجري العمل على استكماله بنهاية 2014، وتشييد «كونكورس دي»، الذي سيكتمل إنجازه خلال عام 2015، وتحسين طاقات المجال الجوي والتحكم بحركة الملاحة الجوية، إضافة إلى ترقية المنشآت الحالية بهدف تحسين تجربة المسافرين.

وذكرت أن مرافق المسافرين في مشروع «دبي ورلد سنترال» تواصل توسعها لاستيعاب الحركة التي يعجز مطار دبي الدولي عن استيعابها، ومن شأن هذه التدابير أن تسهم مجتمعة في رفع الطاقة الاستيعابية القصوى لمطار دبي الدولي إلى أكثر من 100 مليون مسافر بحلول نهاية العقد الجاري، ونظراً لأن النمو سيواصل منحاه التصاعدي بوقع متسارع إلى ما بعد عام 2020، فإن ذلك سيتطلب مزيداً من البنية التحتية لاستيعاب الطلب المتزايد.

خطة 2020

ووفقاً للتقرير، تشير معدلات النمو المتوقعة لما بعد عام 2020 بوضوح إلى ضرورة الإسراع في توسعة مطار دبي الثاني، الذي يحمل اسم «مطار آل مكتوم الدولي» في «دبي ورلد سنترال»، لاسيما في ضوء طلبيات الطائرات الجديدة التي تقدمت بها «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، ففي معرض دبي للطيران، الذي أقيم في نوفمبر 2013، تقدمت «طيران الإمارات» بطلبية غير مسبوقة لشراء 150 طائرة من طراز «بوينغ 777X»، تضم 35 طائرة من طراز «بوينغ 777-8X» و115 طائرة أخرى من طراز «بوينغ 777-9X»، إضافة إلى حقوق شراء 50 طائرة أخرى من الطراز ذاته، وكذلك طلب 50 طائرة «إيرباص أيه 380» إضافية. من جانبها، أعلنت «فلاي دبي» التزامها بطلبية لشراء 111 طائرة من شركة «بوينغ»، من ضمنها 100 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس» و11 طائرة أخرى من الجيل القادم «بوينغ 737-800s».

وعلى الرغم من أن الطلبيتين تضمان استبدال بعض الطائرات الحالية، فإن التوسع المتواصل في الرحلات وأعداد المسافرين وشبكة المسارات يتوقع لها أن تسجل معدلات نمو كثيفة نتيجة تلك الطلبيات.
وذكر التقرير أنه نظراً للقيود التي تحدّ من الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي، فقد تجلت بوضوح ضرورة التوسعة السريعة للمطار في «دبي ورلد سنترال»، وفي الوقت الراهن، يتمتع المطار الذي تم افتتاحه بداية أمام عمليات الشحن في يونيو 2010، وأمام عمليات المسافرين في أكتوبر 2013، بطاقة استيعابية لاستقبال ما يراوح بين خمسة وسبعة ملايين مسافر، وحتى 600 ألف طن من الشحن الجوي.

وأفاد بأن التوقعات طويلة الأمد تأتي لتؤكد ضرورة الاستثمار المتواصل في أساطيل الطائرات والبنية التحتية للمطار، بما يزيد حتى على المليارات التي خصصتها أخيراً «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، وبما يفوق مبلغ 7.8 مليارات دولار الجاري استثمارها في «الخطة الاستراتيجية 2020»، التي تنفذها مطارات دبي حالياً.

خطة 2050

وبين التقرير أنه بحلول عام 2030، تتوقع «مطارات دبي» لأعداد المستخدمين لمطاري دبي وآل مكتوم الدوليين أن تزيد على 190 مليون مسافر، لتصعد بعد ذلك إلى 260 مليون مسافر بحلول عام 2040، وإلى 309 ملايين مسافر بحلول عام 2050، وفي هذا الإطار، ولمواصلة دفع عجلة النمو في القطاع، وبالتالي تعزيز استمرارية المساهمات الاقتصادية والاجتماعية التي يقدمها مطار «آل مكتوم» الدولي لدبي والإمارات، ينبغي للمطار أن يتطور ويتوسع ليصبح الأكبر في العالم، والأهم من ذلك، أن يكون الأكثر تطوراً وتركيزاً على المسافرين.

وتابع: نتيجة لذلك، عكف القائمون على قطاع الطيران في دبي خلال العام الماضي على إعداد خطة تهدف إلى استيعاب الطلب المتوقع من خلال تحديث البنية التحتية للطيران، ووضع منهجية جديدة بالكامل لتصميم المطار من شأنها استيعاب الارتفاع المتواصل في معدلات الحركة، والارتقاء في الوقت نفسه إلى آفاق جديدة لمستويات الربط وخدمات المسافرين.

وخلال إعداد الخطة، تمحورت أهداف الاستراتيجية حول ضمان وضع منهجية عامة لتطوير «دبي ورلد سنترال»، وأخذ مختلف الخيارات والمفاهيم بعين الاعتبار، إن كان لجهة التصميم أو التشغيل، وتحسين تجربة المسافرين والابتكار في عملية التخطيط في مرحلة مبكرة لضمان أن تكون التوصيات ذات جدوى مستقبلية مثبتة، وعلاوة على ذلك، أتاحت عملية التخطيط للقطاع فرصة محاكاة دبي في ما تبرع به، أي الابتكار وتغيير النموذج السائد لتوفير تجربة عالمية المستوى.


رمل مرصوص

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/240469.jpg

تضمن مطار دبي الدولي إبان افتتاحه الرسمي في 30 سبتمبر 1960 مهبطاً من الرمل المرصوص لإقلاع وهبوط الطائرات، ومحطة إطفاء ومبنى صغيراً للمسافرين.

وبعد 54 عاماً، تطور المطار من مهبط صغير يعمل بشكل أساسي كمحطة للتزود بالوقود لقلة من شركات الطيران، ليصبح بوابة دولية لنحو 125 شركة خطوط جوية، وواحداً من أبرز المحاور العالمية للمسافرين الدوليين وحركة الشحن الجوي.

وفي عام 2013، ارتفعت أعداد المسافرين عبر المطار الى 66.4 مليون مسافر دولي، ومن المرتقب أن يتجاوز عددهم 100 مليون مسافر بحلول نهاية العقد.
ونجحت دبي في التفوق على كل التوقعات، وحققت نمواً مضاعفاً على صعيد الحركة والخدمة ذات المستوى العالمي، بوصفها بوابة الدخول الأولى لأكثر من 95% من إجمالي زوّار الإمارة.

تويتر