نجحت في احتواء حالة السلبية الموجودة لدى المستثمرين.. وحفزت المحافظ والمؤسسات المالية الوطنية على الدخول بقوة إلى السوق

«خطة دبي 2021» تـدفـــع مؤشرات الأسهم إلى الارتفاع بنسب قياسية

«دبي المالي» ارتفع بنسبة 13%.. والأسهم القيادية تصعد للحد الأقصى بعد اختفاء عروض البيع. تصوير: أشوك فيرما

تبدّلت الأحوال في أسواق الأسهم المحلية بين ليلة وضحاها، بعد ارتداد أسعار النفط مرتفعة من أدنى مستوياتها في خمس سنوات، وبعد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خطة دبي 2021، التي نجحت في احتواء حالة السلبية الموجودة لدى المستثمرين، وحفزت المحافظ والمؤسسات المالية الوطنية على الدخول بقوة إلى سوق الأسهم.

واكتست شاشات التداول باللون الأخضر، بعد اختفاء عروض البيع تماماً على معظم الأسهم النشطة في وقت مبكر من جلسة التداول أمس، خصوصاً في سوق دبي المالي الذي اختفى فيه اللون الأحمر تماماً، وشهد تسجيل الأسهم القيادية فيه ارتفاعات بالحد الأقصى المسموح به خلال اليوم الواحد (نسبة 15%).

ووفقاً لمحللين ماليين، فقد أثمرت حالة الإيجابية، التي سادت أوساط المستثمرين، في تحقيق مؤشرات أسواق الأسهم أعلى نسبة ارتفاع في تاريخها، بعد صعود مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 12.98%، وارتفاع مؤشر أبوظبي بنسبة 7.25%، مؤكدين أن الارتداد القوي الحادث في أسعار الأسهم يعد طبيعياً ومتوقعاً بعد الانخفاضات التي تتحقق بنسب كبيرة، لاسيما أن تلك الانخفاضات كانت غير مبررة.

 

ارتداد طبيعي

وتفصيلاً، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ثنك إكستريم» للاستشارات المالية، فادي الغطيس، أن الارتداد القوي الحادث في أسعار الأسهم يعد طبيعياً ومتوقعاً بعد أن انخفض مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 45% خلال فترة تقل عن الشهر، مشيراً إلى أن من الطبيعي أن تكون الارتفاعات بنسب كبيرة، وبالحدة ذاتها بعد الانخفاضات التي تتحقق بنسب كبيرة، لاسيما أن الانخفاضات كانت غير مبررة.

وقال الغطيس إن «من أهم العوامل التي ساعدت في ارتداد أسواق الأسهم في الإمارات، وتحقيقها أعلى نسبة صعود في تاريخها، هو ارتداد أسعار النفط في اليوم السابق، مرتفعة من أدنى مستوياتها في خمس سنوات، وذلك بعد بيانات أظهرت انخفاض المخزونات الأميركية بأقل من التوقعات، إذ سجلت أسعار النفط ارتفاعات بنسب جيدة، لكنها أغلقت على ارتفاع بنسبة بلغت نحو 5%، ما ولّد نوعاً من الإيجابية في أسواق الأسهم عموماً».

وشدد على أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خطة دبي 2021، دعّم ثقة المستثمرين في أسواق الأسهم، وفي الاقتصاد الكلي، إذ أظهرت الخطة رغبة دبي في أن تكون الوجهة المفضلة للاستثمار، وأن تكون واحدة من أهم مراكز الأعمال في العالم.

وأشار الغطيس إلى أن السيولة المؤسساتية التي دخلت إلى أسواق الأسهم خلال الأيام الثلاثة الماضية، حفزت المحافظ المالية والأفراد على العودة للشراء، بدليل زيادة معدلات التداول بشكل لافت أمس.

 

خطة دبي 2021

من جهته، قال رئيس قسم الاستثمارات في مجموعة شركات الزرعوني، وضاح الطه، إن «أسواق الأسهم المحلية نجحت في تحقيق ارتفاعات تاريخية، أمس، وحقق مؤشر سوق دبي المالي أعلى نسبة ارتفاع على مدار تاريخه، ربما تكون أعلى نسبة ارتفاع لمؤشر أي بورصة حول العالم»، عازياً تلك الارتفاعات إلى عدد من العوامل في مقدمتها الإعلان عن إطلاق «خطة دبي 2021». وأوضح الطه أن «إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خطة دبي 2021، أدى إلى احتواء حالة السلبية الموجودة في أسواق الأسهم، خصوصاً أنها دعمت الثقة بمؤشرات الاقتصاد الكلي، وأظهرت أن قيادة دبي لديها إصرار وطموح على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام»، منبهاً إلى أن المحافظ والمؤسسات المالية الوطنية تفاعلت مع تلك الخطة، فضخت سيولة من أجل شراء الأسهم، وهي خطوة كان يجب أن تحدث قبل خسارة أسواق الأسهم مليارات الدراهم من رأسمالها السوقي، وقبل الوصول إلى مستويات غير مبررة على الإطلاق.

وأشار الطه إلى أن ارتداد أسعار النفط صعوداً كان من الأسباب الإضافية التي دعمت صعود أسواق الأسهم، أمس، إذ أظهرت البيانات نقص المخزونات الأميركية، وتراجع إنتاج ليبيا، ما انعكس على ارتفاع السعر العالمي للبرميل، لافتاً إلى أن إعلان البنك الفيدرالي الأميركي عن الإبقاء على سعر الفائدة، جعل الأسواق الأميركية ترتد بشكل إيجابي، وتالياً قلت الضغوط التي كانت تسببها تراجع البورصات الأميركية على البورصات الأخرى.

ونوه الطه بأن بدء استلام المستثمرين توزيعات أرباح شركة «إعمار» العقارية، أثمر عن بدء دخول سيولة جديدة إلى أسواق الأسهم المحلية، وتحفزت تلك السيولة على التدفق إلى السوق بعد القفزة التي تحققت في أسعار الأسهم، ما زاد من معدلات التداول أمس.

 

توقف البيع

بدوره، قال محلل الأسواق الخليجية، علاء الدين علي، إن «المستثمرين أدركوا، أول من أمس، أن أسواق الأسهم وصلت إلى نقطة يجب أن يتوقف عندها البيع، وأنه لا يوجد مسوغ لموجة الهبوط الحادة، ولتراجع أسعار الأسهم إلى مستويات لا تتناسب تماماً مع قوة الاقتصاد، أو مع أداء الشركات المصدرة لتلك الأسهم».

وأضاف أن «المؤسسات المالية وجدت أن أسواق الإمارات تراجعت بنسب أكثر حدة من الأسواق التي تقوم اقتصاداتها على النفط».

وذكر علي أن إطلاق خطة دبي 2021 وإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن أمام دبي سبع سنوات عظيمة في الأهداف، مليئة بالتحديات، دعّما ثقة المستثمرين بأن قيادة دبي تدرك حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد، ولديها خطط كفيلة بمواجهتها.

 

تويتر