الأسواق شهدت عمليات بيع خليجي ومحلي قابله «تجميع» من محافظ أجنبية

محللان ماليان: غياب السيولة أضعف أحجام التداول

المحافظ الأجنبية تركز على الاستثمار متوسط المدى في ظل توزيعات أرباح تدور في المتوسط حول 6%. تصوير: عبدالله حسن

قال محللان ماليان إن أسواق المال المحلية شهدت على مدار الأسبوع الماضي، أداء هادئاً صاحبه عمليات بيع من قبل خليجيين ومستثمرين محليين، قابله بوضوح عمليات تجميع من قبل محافظ أجنبية.

وأكدا أن المحافظ الأجنبية تركز على الاستثمار متوسط المدى في ظل توزيعات أرباح تدور في المتوسط حول 6%، ما يعد مجزياً بالنسبة لها، موضحين أن عمليات إعادة بناء المراكز الاستثمارية صاحبها غياب مستويات كبيرة من السيولة، ما جعل الأداء دون المتوقع، خصوصاً في هذا الوقت من العام، وبالتزامن مع إعلان النتائج الربعية للشركات، وما أعقبها من إفصاح عن نسب التوزيعات.

وأشارا إلى أن أهم ما لفت الانتباه في أداء أسواق المال الأسبوع الماضي هو ضعف أحجام التداولات بسبب غياب السيولة المحلية التي فضل أصحابها الاكتتابات، داعيين إلى ضرورة دراسة وضع السوق مستقبلاً، بحيث لا تطرح اكتتابات جديدة إلا إذا كانت هناك مستويات جيدة للسيولة لضمان نجاح الاكتتاب، وعدم ترك أثر سلبي في أداء الأسهم عموماً.

وتفصيلاً، شهد المؤشر العام لسوق الإمارات، وفقاً لبيانات هيئة الأوراق المالية والسلع، تراجعاً بنسبة (سالب 38%) عند مستوى 5142 نقطة الأسبوع الماضي، إذ سجلت القيمة السوقية 808.8 مليارات درهم، بانخفاض قيمته ثلاثة مليارات درهم عن الأسبوع الثاني من نوفمبر الجاري.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها خلال فترة أسبوع في كل من سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية 75 شركة من أصل 122 شركة مدرجة، فيما بلغ عدد الصفقات 39 ألفاً و47 صفقة، تداول خلالها المستثمرون ملياري سهم. وسجلت قيمة التداولات الأسبوعية وفقاً للإحصاءات 5.3 مليارات درهم.

وتصدر سهم شركة «إعمار» العقارية قائمة الأكثر تداولاً حسب القيمة، بتداولات بلغت قيمتها 1.2 مليار درهم، فيما جاء سهم شركة «أرابتك» القابضة في المركز الثاني، بتداولات قيمتها مليار درهم، يليه سهم بنك الخليج الأول بتداول قيمته 280 مليون درهم.

أما الأكثر ارتفاعاً سعرياً خلال أسبوع، فقد تصدر سهم شركة «كايبارا» للألبان القائمة بزيادة سعرية قاربت الحد الأقصى المسموح به، محققة 14.99%، فيما حل سهم شركة رأس الخيمة العقارية ثانياً بارتفاع سعري نسبته 10.7%، يليه سهم مجموعة «أغذية» في المركز الثالث بارتفاع نسبته 9.09%.

وهبط سهم شركة «الهلال الأخضر» للتأمين بنسبة (سالب 10.99%) ليحل أولاً في قائمة الأسهم الأكثر تراجعاً، تلاه سهم «الخليجية» للاستثمارات العامة في المركز الثاني بنسبة (سالب 10.63%)، ثم سهم الشركة السودانية للاتصالات المحدودة بتراجع نسبته (سالب 10.20%).

ومنذ بداية عام 2014، سجل المؤشر العام ارتفاعاً نسبته 19.21%.

وقال المحلل المالي، عميد كنعان، إن «أسواق المال المحلية شهدت على مدار الأسبوع الماضي عمليات بيع من قبل خليجيين ومستثمرين محليين، قابله بوضوح عمليات تجميع من قبل محافظ أجنبية».

وأضاف أن «عمليات إعادة بناء المراكز الاستثمارية صاحبها غياب مستويات كبيرة من السيولة، ما جعل الأداء دون المتوقع، خصوصاً في هذا الوقت من العام، وبالتزامن مع إعلان النتائج الربعية للشركات، وما أعقبها من إفصاح عن نسب التوزيعات».

وتابع كنعان: «كان المنتظر أن يكون أداء السوقين أفضل من ذلك، لكن ضعف السيولة المتجهة مباشرة للأسواق المالية ومحدوديتها رغم وفرتها في البنوك، أديا إلى تراجع ملحوظ في أحجام التداولات»، لافتاً إلى أن هناك تأثيراً لعمليات الاكتتاب التي تمت أخيراً.

ودعا كنعان إلى دراسة وضع السوق، بحيث لا تطرح اكتتابات جديدة إلا إذا كانت هناك مستويات جيدة للسيولة، لضمان نجاح الاكتتاب، وعدم ترك أثر سلبي في أداء الأسهم عموماً.

بدوره، قال المحلل المالي مدير شركة الإمارات دبي الوطني للوساطة المالية، عبدالله الحوسني، إن «أهم ما لفت الانتباه في أداء أسواق المال الأسبوع الماضي هو ضعف أحجام التداولات بسبب غياب السيولة المحلية التي فضل أصحابها الاكتتابات، وفي المقابل وجدنا شراء ملحوظاً من محافظ أجنبية تركز على الاستثمار متوسط المدى في ظل توزيعات أرباح تدور في المتوسط حول 6%، ما يعد مجزياً بالنسبة لها».

وأشار الحوسني إلى أن هناك حالة من التذبذب تؤثر في قرارات المستثمر المحلي، إذ يحجم بيعاً أو شراء، نتيجة عدم وضوح حركة مؤشرات السوق، سواء كانت ارتفاعاً أو انخفاضاً، متوقعاً أن تكون فترة الهدوء التي سادت أخيراً في نهايتها.

وأعرب الحوسني عن أمله بأن تتحرك المؤشرات بدرجة أوضح في الاتجاه الصاعد، ما يسهم في جذب مزيد من السيولة للأسواق.

تويتر