«ناتكسز»: 89% من المستثمرين الأفراد يعتمدون على «الحدس» في قراراتهم.. و63% لا يملكون خطة مالية

محللون: أسواق الأسهم أكثر حساسية للمتغيرات العالمية بعد «مورغان ستانلي»

شبح تباطؤ النمو العالمي وتداول النفط عند أدنى مستوياته منذ 4 سنوات من العوامل التي تسبب القلق للمستثمرين. تصوير: أشوك فيرما

رأى محللون ماليون أن عدم تفاعل أسواق الأسهم المحلية مع نتائج الأعمال الإيجابية التي أعلنت عنها معظم الشركات المصدرة للأسهم، يرجع إلى عوامل نفسية غير مرتبطة بالمعطيات الحقيقية أو العوامل الداخلية، لافتين إلى أن معظم القرارات التي يتخذها المستثمرون تأتي محصلة عوامل نفسية، إذ إن 89% من المستثمرين الأفراد في منطقة الخليج يتخذون قرارات استثمارية تعتمد على «الحدس»، في حين أن 63% منهم لا يملكون خطة مالية واضحة.

وأشار المحللون لـ«الإمارات اليوم» إلى أن انضمام أسواق الإمارات إلى «مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة» أثمر دخول لاعبين جدد أكثر حساسية للمتغيرات العالمية، وتالياً أصبح لهم تأثير ملموس في الأسواق المحلية، ما جعلها تتفاعل أكثر مع أوضاع البورصات العالمية، وتتجاهل المعطيات الإيجابية المحلية، لافتين إلى عدد من العوامل التي تسبب القلق للمستثمرين، أهمها شبح تباطؤ النمو العالمي، وتداول النفط عند أدنى مستوياته منذ أربع سنوات.

ضريبة العالمية

وتفصيلاً، اعتبر رئيس قسم الاستثمارات في مجموعة شركات الزرعوني، وضاح الطه، ما يحدث في أسواق الأسهم المحلية من تجاهل نتائج الأعمال الممتازة للشركات المصدرة للأسهم، بأنه ضريبة الانضمام إلى المؤشرات العالمية.

وقال إن «انضمام أسواق الإمارات إلى (مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة) أثمر دخول لاعبين جدد أكثر حساسية للمتغيرات العالمية، وتالياً أصبح لهم تأثير ملموس في الأسواق المحلية، ما جعلها تتفاعل أكثر مع أوضاع البورصات العالمية وتتجاهل المعطيات الإيجابية المحلية».

وأكد الطه أن «أسواق الأسهم المحلية تمر حالياً بمرحلة تشبه الشلل، من حيث الإحساس بجودة نتائج أعمال الشركات التي جاءت ممتازة وتفوق التوقعات».

وأشار إلى أن المستثمرين تجاهلوا النتائج تماماً، ولذلك، لم تنعكس على أسعار الأسهم المحلية، وزاد التفاعل والارتباط بين أداء مؤشرات الأسواق المحلية وأداء «مؤشر داو جونز»، على الرغم من أن حركته غير معول عليها كثيراً في قياس أداء البورصات الأميركية، مثل المؤشرات الباقية، خصوصاً «مؤشر ستاندرد آند بورز 500»، منبهاً إلى أن تأثير نتائج أعمال الشركات المحلية، سيظل كامناً، إلى حين انتهاء حالة التردد التي تنتاب المستثمرين من احتمال تراجع الأسهم مجدداً، وعندها ستنعكس تلك النتائج بقوة على أسعار الأسهم المحلية.

وفي ما يخص عدم تفاعل السوق مع نمو صافي أرباح شركة «إعمار» العقارية، المصدرة للسهم القيادي في السوق، ذكر الطه، أنه عند تحليل أداء الصناديق الاستثمارية المساهمة في «إعمار»، فإنه سيتضح أن عدد تلك الصناديق بلغ 129 في بداية أغسطس الماضي، فيما بلغ عدد الأسهم المملوكة لها 383.32 مليون سهم، وارتفع إلى 159 صندوقاً مساهماً في الشركة بنحو 450 مليون سهم في الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي، معتبراً أن هذه الأرقام تظهر زيادة عدد الصناديق الاستثمارية التي تستثمر في «إعمار العقارية»، فضلاً عن زيادة حصتهم في الشركة، لكن تأثر نفسيات المستثمرين بالعوامل الخارجية، وتخوفهم من احتمال حدوث تراجعات، أفقد نتائج أعمال الشركات تأثيرها.

واختتم الطه بالإشارة إلى أن العوامل المؤثرة في الأسواق المحلية أصبحت تختلف من يوم إلى آخر، ولذلك، ازداد التأثر بأداء الأسواق الأميركية، ما يستوجب إجراء دراسة عن اختبار العلاقة والارتباط بين الطرفين باستخدام معامل الارتباط.

العوامل النفسية

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدى شركة «ناتكسز» العالمية لإدارة الأصول، جون هيلر، إنه «وفقاً لدراسة استقصائيّة أجرتها الشركة على المستثمرين الأفراد، فإن 89% من المستثمرين الأفراد في منطقة الخليج يتخذون قرارات استثمارية تعتمد على (الحدس)، في حين أن 63% منهم لا يملكون خطة مالية واضحة»، مضيفاً أن المستشارين الماليين في الإمارات يجدون في التعامل مع العوامل النفسية للمستثمرين، أحد أكبر التحديات التي تواجههم، على الرغم من توقعهم تحقيق نمو سنوي بمعدل 24% في أعمالهم العام المقبل.

وأشار هيلر إلى أن 86% من المستشارين الماليين في الإمارات يرون أن 90% من سلوك المستثمرين وردود فعل العملاء إزاء التغيرات التي يشهدها السوق، هي من أكبر التحديات التي يواجهونها في سبيل تحقيق النجاح.

وأوضح أنه عندما يتخذ المستثمرون قرارات مبنية على «الحدس» أو العواطف، فهم يقللون من احتمالات تحقيق أهدافهم المالية، في وقت لا يمكن فيه للمستشارين الماليين التحكم في الأسواق، لكن يمكنهم تفادي ردود الفعل السلبية من خلال إيجاد محافظ مالية متينة ومرنة ضد الظروف المختلفة التي تؤثر في السوق، مشدداً على أهمية عزل العواطف التي قد تؤثر في القرارات الاستثمارية، في أسواق الأسهم المحلية.

شبح التباطؤ

بدوره، قال المحلل المالي، علاء الدين علي، إنه «على الرغم من أن نتائج الشركات الإماراتية جاءت أكثر من ممتازة، فإن المستثمرين لايزالون ينظرون من الناحية النفسية إلى عدد من العوامل التي تسبب لهم القلق، وأهمها شبح تباطؤ النمو العالمي، وتداول النفط عند أدنى مستوياته منذ أربع سنوات»، موضحاً أن معظم المؤسسات المالية العالمية لاتزال لا تستبعد حدوث موجات ضعف جديدة في البورصات العالمية، وتسجيل مستويات متدنية مجدداً، لذا، فهي توصي دائماً باعتماد استراتيجية تداول متوازنة، والشراء عند تسجيل انخفاض في أسعار الأسهم.

تويتر