محمد بن راشد: الإمارات أصبحت المركز التكنولوجي لملياري نسمة يعيشون حولها

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات أصبحت اليوم هي المركز التقني والتكنولوجي لأكثر من ملياري نسمة يعيشون حولها بما تحتضنه من شركات تكنولوجية عملاقة، وبما تقيمه من معارض تقنية كبرى، وبما تستقطبه من كفاءات ومواهب متخصصة في المجالات كافة.

وأضاف سموه، خلال استقباله، أمس، بقصر زعبيل في دبي، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، مؤسس ورئيس شركة علي بابا الصينية جاك ما، أن التطورات المتسارعة في المجالات التقنية فرضت تغييرات كبرى في إدارة الأعمال، سواء في المجال الحكومي أو في القطاع الخاص، منوهاً سموه بأن دولة الإمارات كانت ومازالت في قلب هذه المتغيرات ومواكبةً لها باستمرار، سواء عبر تغيير شكل الحكومة من العمل التقليدي إلى الإلكتروني، ثم الحكومة الذكية، أو عبر الاستثمار الكبير في التكنولوجيا لتوفير بيئة مثالية لقطاع الأعمال في الدولة، كما أن التوجهات الجديدة للحكومة الآن هي دمج التكنولوجيا في المرافق الأساسية للمدن لتطوير مدن ذكية تجعل حياة الإنسان أسهل وأفضل.

وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات راهنت منذ البداية على التكنولوجيا، كما أنها من أوائل الدول التي استثمرت في بنية تحتية متكاملة لاستضافة مدينة كاملة للإنترنت منذ بداية ظهورها، كما أن اقتصاد الإمارات يصنف في التقارير الدولية على أنه من الاقتصادات القائمة على المعرفة والابتكار، منوهاً سموه بترحيب الإمارات الدائم بالشركات التكنولوجية العملاقة لتأسيس مقرات عالمية لها في دولة الإمارات.

وتناول الاجتماع مختلف أوجه التعاون التي يمكن أن تتم بين الشركة الصينية العملاقة التي تعد أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم، والجهات الحكومية المتخصصة في الدولة، كما تطرق الاجتماع إلى مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقتها الحكومة الاتحادية والاستثمارات الحكومية في القطاع التقني، والتي تعد بين الأكثر عالمياً، إذ تأتي حكومة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في مجال الإنفاق الحكومي على التكنولوجيا المتقدمة، وذلك حسب تقرير التنافسية الدولية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2014.

من جهته، أشاد جاك ما، بما لمسه وشاهده في دولة الإمارات من تقدم معماري وخدمات مميزة وبنية تحتية متطورة، مشيراً إلى أن بيئة الأعمال التي توفرها الإمارات تعد نموذجاً مثالياً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص.

وحضر اللقاء سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزيرة دولة ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ومدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي محمد إبراهيم الشيباني، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة بدبي خليفة سعيد سليمان، ومدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي هلال سعيد المري.

يشار إلى أن شركة علي بابا الصينية تعد أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم، إذ تتجاوز مبيعاتها السنوية 170 مليار دولار، ويعمل فيها أكثر من 22 ألف موظف في أكثر من 70 مدينة حول العالم، وتعمل الشركة بشكل رئيس على تسهيل التجارة الإلكترونية بين الأفراد والشركات والتجار على الصعيدين العالمي والصيني.

العلاقات مع جورجيا

إلى ذلك، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقصر سموه في زعبيل، أمس، رئيس وزراء جورجيا إيراكلي غاريبا شفيلي، والوفد المرافق.

وتبادل سموه والضيف، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، الحديث حول مجمل العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية جورجيا، وسبل توسيع قاعدة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، خصوصاً في مجال الاستثمارات المشتركة.

كما تطرق الحديث خلال اللقاء بين سموه ورئيس الوزراء الجورجي إلى الأوضاع السياسية في منطقة القوقاز، إذ اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من شفيلي على آخر تطورات الوضع في بلاده خصوصاً، وفي منطقة القوقاز عموماً.

وأوضح رئيس الوزراء الضيف، أن بلاده ترحب بالاستثمارات الإماراتية، شارحاً الفرص الاستثمارية المتاحة في جورجيا، والتي تتمثل في قطاعات المعادن والمياه والسياحة، مؤكداً رغبة حكومته في استقطاب مستثمرين من دولة الإمارات لبناء شراكة استثمارية مجدية تعود بالخير على الجانبين، ومنوهاً بأهمية تعزيز قطاع النقل الجوي بين البلدين في ضوء تسيير «فلاي دبي» خمس رحلات الى تبليسي من دبي أسبوعياً. وأعرب عن أمله في زيادة عدد هذه الرحلات بحيث تزيد من علاقات التواصل بين الشعبين على مختلف المستويات، لاسيما الاقتصادية منها والثقافية والسياحية.

ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالطرح الذي قدمه رئيس وزراء جورجيا بشأن بناء قاعدة استثمارية مشتركة، مؤكداً سموه أن «دولتنا تحرص على بناء علاقات وطيدة مع مختلف دول وشعوب العالم قائمة على المصالح المشتركة والاحترام والثقة وتكافؤ الفرص، لاسيما على مستوى القطاع الخاص الذي يلعب دوراً مهماً وفاعلاً في الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات، وفي اقتصادات دول العالم».