اعتبروا في تقرير لـ«بنك باركليز» أن الأمن الاقتصادي والفرص المجزية في الدولة عوامل جاذبة للاستثمار

65 % من أصحاب الثروات بالإمارات يرون فيها ملاذاً استثمارياً آمناً

التقرير تناول استقرار الدولة والاستثمارات القوية والتزام الحكومة بتطبيق سياسات مالية تنسجم مع أهداف التمويل. تصوير: أحمد عرديتي

أشار تقرير حديث لـ«بنك باركيلز» إلى أن نحو 65% من أصحاب الثروات في الإمارات، يعتبرون الأمن الاقتصادي والفرص الاستثمارية المجزية، الحافز الرئيس الذي يدفعهم إلى اتخاذ قرار الإقامة والاستثمار في الدولة، خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأفاد التقرير، الذي صدر ضمن سلسلة «ويلث إنسايتس»، عن قسم إدارة الثروات والاستثمار لدى البنك بعنوان «بروز المواطن العالمي»، بأن الإمارات في رأي هؤلاء من أصحاب الثروات، تمثل ملاذاً استثمارياً آمناً، يوفر درجات عالية نسبياً من الأمن الاقتصادي، والفرص المجزية على مستوى المنطقة، إذ شهد اقتصاد الدولة أداءً متفوقاً، مقارنة مع الدول الأخرى ذات النمو المرتفع، بفضل توفيرها الاستقرار السياسي، والفرص الاستثمارية العالمية، والمزايا الضريبية المجزية.

ويقدم التقرير، الذي نشر أمس، ويستند إلى استطلاع ضم آراء ما يزيد على 2000 من أصحاب الثروات، بينهم عدد من كبار رواد الأعمال والمستثمرين، دراسة معمّقة حول تطور مفهوم المواطن العالمي من أصحاب الثروات؛ كما يتناول المشهد العالمي للثروات، مستعرضاً تفاصيل حياة أصحابها حالياً، بما في ذلك أماكن عيشهم، وعملهم، وتقاعدهم، وكيفية تمضية أوقاتهم، وإنفاق أموالهم.

 

حوافز رئيسة

وأشار أصحاب الثروات الطائلة في الإمارات إلى الحوافز الرئيسة التي جذبتهم للإقامة والاستثمار فيها؛ إذ عبّر 59% من المشاركين في الاستطلاع عن تفاؤلهم إزاء تحسّن الظروف الاقتصاديّة للدولة، فيما لفت 33% منهم إلى الاستقرار السياسي، و43% للأمن الاقتصادي، في حين انجذب 44% إلى المزايا الضريبية والترويج لثقافة ريادة الأعمال في الدولة.

وتناول الاستطلاع أيضاً مجموعة من النقاط الرئيسة بما فيها استقرار الدولة، والاستثمارات القوية والمتواصلة في مجال البنية التحتية، والتزام الحكومة بتطبيق سياسات مالية تنسجم مع أهداف التمويل.

وكانت قطاعات الرعاية الصحية والسياحة والتعليم والعقار بين مجالات النمو الإيجابية، التي تركز عليها الحكومة الإماراتية، وتعكس تطوّر المشهد الاقتصادي الشامل في الدولة.

 

البلد الأم

وكشف التقرير أن أكثر من نصف أثرياء العالم يرتبطون بعلاقات وثيقة مع بلدانهم الأم، وقد تجسّد هذا التوجه بوضوح لدى المشاركين في الاستطلاع من أميركا الشمالية ومنطقة الشرق الأوسط، إذ أظهر الاستطلاع أن 92% من أثرياء الشرق الأوسط يرتبطون ببلدانهم بفضل الفرص الاقتصادية 45%، والأمان 47%.

واعتبر أصحاب الثروات في الإمارات أن العوامل الدينية والعرقية والأسرية، والسعي إلى تطوير المجتمع المحلي، تعد من أهم المقومات التي تربطهم ببلدهم الأم.

 

الأعمال الخيرية

ولفت التقرير إلى أن الأعمال الخيرية تعد جزءاً أساسياً من ثقافة منطقة الشرق الأوسط، إذ تنظم الإمارات العديد من المبادرات الخيرية، لمساعدة الفقراء والمحرومين حول العالم، في وقت تتبوأ فيه دبي مكانةً مرموقة في هذا المضمار. وأكد 70% من الأثرياء المقيمين في الدولة أنهم يميلون إلى استثمار الوقت والأموال لتنظيم الأنشطة الخيرية في المجتمع.

وأشار التقرير إلى توجّه أصحاب الثروات في الشرق الأوسط نحو ممارسة أدوار أكثر فاعلية، والتحلي بروح ريادة الأعمال مقارنة مع الأسواق الأخرى، إذ تبقى رغبتهم عالية في مزاولة الأعمال، قياساً بأقرانهم.

كما يرسي رواد الأعمال أسس النمو والفرص الاقتصادية في المنطقة، إذ يعملون على توسيع نطاق أعمالهم، ودعم توفير فرص العمل، فضلاً عن المساهمة في دفع عجلة النمو في بلدانهم، عبر مشروعاتهم الخاصة.

وأوضح التقرير تركيز رواد الأعمال على بناء الثروة، وحرية نقلها، أكثر من مجرد الحفاظ عليها، ما يعكس عزمهم إعادة الاستثمار في أعمالهم مستقبلاً.

وكشف التقرير أن 74% من أصحاب الثروات في الإمارات عاشوا في أكثر من بلد واحد، و40% منهم عاشوا في ثلاثة بلدان أو أكثر، فيما يعزو الأثرياء الإماراتيون ذلك إلى سعيهم لإيجاد توازن ملموس بين العمل والحياة بنسبة 33%، وتوافر فرص العمل دولياً بنسبة 31%.

وكشف التقرير أن 78% من أصحاب الثروات في الإمارات يتوقعون أن يعيش أبناؤهم في عدد أكبر من البلدان التي عاشوا هم فيها.

 

مزيد من النمو

بدوره، توقع رئيس قسم إدارة الثروات والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واليابان لدى «باركليز»، سيدريك ليزان، أن تشهد منطقة الخليج العربي مزيداً من النمو، خصوصاً بعد فوز دبي باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020»، الذي يشكل بدوره حافزاً أكبر للنمو الاقتصادي في الإمارات، ويسهم في توفير فرص عمل جديدة وتطوير البنية التحتية، وبالتالي بناء اقتصاد مزدهر، لافتاً إلى أن من شأن ترقية السوقين الإماراتيّة والقطرية من تصنيف «الأسواق الحدودية» إلى «الأسواق الناشئة»، ضمن مؤشر «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال»، أن يعزز حضور المنطقة على خارطة الأسواق الاقتصادية العالمية، فيما تسهم هذه العوامل مجتمعة في ترسيخ مكانة المنطقة، وجهة رائدة لاستقطاب المستثمرين من أصحاب الثروات الطائلة.

 

تويتر