مشاركون في معرض «الحياة الذكية»: الإمارة تمتلك جميع المقوّمات لتكون في صدارة المدن الذكية

«تسويق»: 90% من عقارات دبي ذكية في أقل من 10 سنوات

المشاركون في المعرض أكدوا أن عملية تحوّل دبي إلى مدينة ذكية تتم إدارتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطورة. من المصدر

أكد مشاركون في معرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية - دبي 2014»، الذي بدأت فعالياته في دبي، أمس، ويستمر يومين، أن 90% من عقارات دبي ستكون ذكية في أقل من 10 سنوات، مشيرين إلى أن الإمارة تمتلك جميع المقومات، التي تؤهلها لتكون في صدارة المدن الذكية خلال العقد الجاري.

وقالوا إن عملية تحول دبي إلى مدينة ذكية، تتم إدارتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطورة، الأمر الذي يدعم التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية وتحفيز روح الابتكار والإبداع، في مختلف المجالات الحيوية، وترشيد استهلاك الطاقة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/195355.jpg

المهندس سلطان بن سعيد المنصوري : وزير الاقتصاد


نموذج يحتذى

قال المنسق والممثل المقيم للأمم المتحدة، في الإمارات وقطر وعمان، سيد آغا، إن «تحول دبي إلى مدينة ذكية، والمبادرات التي قدمتها، تعتبر نموذجاً يحتذى في هذا المجال».

ونوه بأهمية «دور المبادرات الحكومية في دعم هذا التوجه، والمساهمة في توسيع نطاق الجهود الرامية إلى وضع خطة استراتيجية عالمية في هذا المجال».

وتفصيلاً، قال وزير الاقتصاد، المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، إن «80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي يأتي من المدن»، مشيراً إلى أن «معدل سكان المدن في العالم ارتفع من 15% خلال عام 2000، إلى 50% بنهاية عام 2007، الأمر الذي يمنحها زخماً كبيراً خلال الفترة المقبلة».

وأضاف المنصوري، خلال افتتاح معرض «الحياة الذكية في المدينة الذكية - دبي 2014»، أن «عملية تحول دبي إلى مدينة ذكية تتم إدارتها وقيادتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطورة، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على مستوى دفع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية وتحفيز روح الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الحيوية، فضلاً عن المساهمة الفاعلة في ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة المناطق الحضرية والموارد الطبيعية بشكل أكثر فاعلية».

الالتزام والتنسيق

ولفت إلى أن «بناء مدينة ذكية تتسم بالمرونة والكفاءة العالية يتطلب الالتزام والتنسيق والمواءمة بين جميع الأطراف من الجهات الحكومية والشركات العامة والخاصة والمجتمع المدني، ولا يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود لإعادة هيكلة المدينة وتحديد نظم جديدة تعتمد على الاستدامة وتوفير الحياة الرغيدة للسكان».

وأوضح أن «المدن الذكية تستند في مفهومها إلى منهجية تقوم على تكامل الوظائف وجمع الكميات الهائلة من البيانات ومعالجتها، وتحقيق التواصل المباشر بين القطاعات الحيوية، من أجل الوصول إلى حلول جذرية للتحديات التي تواجه المجتمع المدني والمؤسسي على حد سواء».

وأكد المنصوري أن «دبي تملك المقومات الاقتصادية والبشرية اللازمة، التي ترسخ مكانتها الريادية على الخارطة العالمية، إذ نسعى إلى التعاون وبناء العلاقات المتينة بين القطاعات العامة والخاصة والمجتمع الأكاديمي والمؤسسي، من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة».

وأشار إلى أن «الإمارات تصدرت عالمياً في مجال توصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل واستحواذها على أعلى نسبة انتشار للأجهزة الذكية في العالم، وكذلك المرتبة الثانية عالمياً من حيث المشتريات الحكومية لمنتجات التكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يعد بمثابة شهادة دامغة لقدرة دولة الدولة في مجال بناء المدن الذكية، والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة».

بنية تحتية ذكية

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «تسويق» للتطوير والتسويق العقاري، مسعود العور، إن «دبي باتت من أكبر المدن المجهزة حالياً لإقامة المدن الذكية، وأن التوقعات لمستقبل المدن الذكية في الإمارة إيجابي، خصوصاً بعد إطلاق المبادرات للتحول إلى المدن الذكية، التي حددت موعدها بثلاث سنوات».

وأضاف أن «هذه الجاهزية في دبي والتشجيع المستمر في الحكومة، سيدفعان إلى أن يكون 90% من العقارات في دبي ذكية في مدة تقل عن 10 سنوات»، لافتاً إلى أن «العقارات الجديدة تتمتع ببنية تحتية ذكية، والعمل على تحويل العقارات القديمة هو ما يستحوذ على الجزء الأكبر من العمل».

وأفاد العور بأن «كلفة إدخال التقنية الخاصة بالمنازل الذكية لا تمثل عائقاً، إذ لا تتجاوز 5% من القيمة الإجمالية للبنايات، إلا أن القيمة المضافة التي توفرها هذه التقنيات للسكان، والعائد الاستثماري أكبر من هذه المعدلات بشكل واضح».

وأوضح العور أن «المدن المتقدمة تكنولوجيا باتت الوحيدة القادرة على مواكبة النمو السكاني المطرد، وتلبية احتياجات التوسع العمراني والحضري على حدود المدن بكفاءة وفاعلية تامة».

وذكر أن «تطوير المدن الذكية جاء استناداً لمفهوم قائم على توفير مجموعة واسعة من الخدمات المتكاملة، بما فيها الخدمات الحكومية والخدمات الترفيهية وخدمات الطوارئ، من خلال منصة واحدة يسهل الوصول إليها من أي مكان في العالم، في خطوة من شأنها تحسين جودة حياة السكان والقاطنين».

ولفت إلى أن «المعرض يرسم ملامح خارطة الطريق لنموذج المدينة الذكية، وتحويل دبي إلى مدينة ذكية خلال السنوات الثلاث المقبلة، وحرصنا على تنظيم هذا الحدث لتوفير منصة مثالية، من شأنها تمكين أبرز الشركات الدولية من تقييم واقع ومستقبل أسواق مشروعات المدن الذكية إقليمياً ومحلياً».

تحقيق الريادة

بدوره، قال أستاذ علوم الإدارة في كلية الهندسة في «جامعة ستانفورد» الأميركية، روبرت ساتون، إن «الريادة وتوسيع نطاق التميز اللذين حققتهما دبي في مجال المدن الذكية، أتيا نتيجة إدراك الحكومة أهمية الدور الذي تلعبه في حياة الأفراد، وحركة المدن».

وأضاف أن «هناك بعض التحديات التي تعيق توجه الشركات من مختلف القطاعات الاقتصادية نحو تحقيق الريادة والتميز في هذا المجال، أبرزها الوعي والثقافة لدى المجتمع بأهمية هذا التحول للمدن الذكية، وتبني الشركات الحكومية والخاصة للحلول التقنية، التي توفر الخدمات كافة للمتعاملين».

يشار إلى أن معرض «الحياة في المدينة الذكية - دبي 2014»، يتضمن ثلاثة محاور رئيسة، تتمثل في جلسات نقاش، ومعارض للحلول الذكية المحلية والدولية، وبرامج تعليمية موجهة للمشاركين.

ويستقطب الحدث أكثر من 17 عارضاً و39 متحدثاً رسمياً من مختلف أنحاء العالم، إذ يشارك في الحدث عدد من أبرز الشركات الخاصة والجهات الحكومية، بما فيها «حكومة دبي» و«جامعة ستانفورد» و«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» و«مايكروسوفت» و«تيرفورم ون»، و«جامعة حمدان بن محمد الذكية». وسينظم المعرض بصورة نصف سنوية، لتسليط الضوء على أبرز النماذج الناجحة من الشركات الناشئة التي أثبتت تميزاً لافتاً محلياً ودولياً في مجال التقنيات الذكية.

تويتر