استفسارات اليوم الأول للاكتتاب تركزت حول سعر السهم وإجراءات التسجيل ونظام التمويل

«العروض البنكية» وزيادة التخصيص للمؤسسات يقللان تأثير اكتتاب «إعمار مولز» في بقية الأسهم

صورة

قال محللون ماليون إن النطاق السعري لسهم «إعمار مولز»، الذي حدّد بما يراوح بين 2.5 و2.9 درهم للسهم الواحد، يعد منطقياً، وكان متوقعاً قياساً بالبيانات التي أعلنتها الشركة، مؤكدين أنه على الرغم من أن بعض صغار المستثمرين الأفراد رأوا أن السعر مرتفع (قياساً بالطريقة القديمة للاكتتاب بالقيمة الدفترية)، إلا أنهم اقتنعوا بالنطاق السعري للسهم، وبالتالي المشاركة في الاكتتاب، بعدما استشاروا المتخصصين، وبعد معرفة فرص النمو المتاحة للشركة وسهمها في المستقبل.

واستبعدوا أن يكون الإقبال الكبير المتوقع على اكتتاب «إعمار مولز» سبباً في سحب السيولة والتأثير في الأسهم الباقية، عازين ذلك إلى توفير البنوك عروض تمويل جذابة تمكن المستثمرين من توفير السيولة بسهولة للاكتتاب، إلى جانب أن تخصيص نسبة كبيرة من الاكتتاب للمؤسسات المالية سيحافظ على سيولة السوق، نظراً إلى أن تلك المؤسسات لا تلجأ للتسييل من أجل توفير السيولة وإنما تستخدم سيولة جديدة.

إلى ذلك، أفاد بنكان محليان مشاركان في عملية الاكتتاب، بأن الاكتتاب شهد في يومه الأول إقبالاً جيداً من المستثمرين، متوقعين ارتفاع وتيرة الإقبال خلال الأيام المقبلة.

النطاق السعري

مكرر الربحية

قال المدير العام لشركة ضمان للاستثمار، وليد الخطيب، إنه «على الرغم من أن سعر سهم (إعمار مولز) قياساً إلى مكرر الربحية ليس رخيصاً، إلا أنه يمكن القول إن الإقبال المتوقع والرغبة في المشاركة في الاكتتاب سيجعلان من سعر السهم مقبولاً للمستثمرين»، موضحاً أنه «على افتراض أن ربحية الشركة المتوقعة 1.7 مليار درهم، فلو تم تقسيم الرقم على عدد الأسهم الإجمالية للشركة البالغة 13 مليار سهم، سيكون نصيب السهم من الأرباح 13 فلساً تقريباً، ما يعني أن مكرر الربحية سيبلغ 20 مرة عند احتساب سعر السهم 2.6 درهم».

وأضاف الخطيب أن «تأثير اكتتاب (إعمار مولز) في السوق سيكون عبر نقطتين رئيستين، أولاهما التأثير المباشر في سهم (إعمار العقارية) ذاته، إذ إن تغيير القيمة الدفترية لسهم (إعمار مولز)، بعد أن أصبحت شركة مستقلة، سينعكس على ميزانية وتقييم شركة (إعمار العقارية)»، لافتاً إلى أن «التأثير الآخر سيكون عبر الشهية المتزايدة لدى المستثمرين للمشاركة في الاكتتاب، ما سيجذب السيولة إلى أسواق الأسهم».

طرق الاكتتاب وشروطه

هناك ثلاثة طرق يمكن للمستثمرين الأفراد التسجيل من خلالها في العرض العام لبيع أسهم مجموعة «إعمار مولز»، هي:

1. عبر الإنترنت، من خلال منصة سوق دبي المالي الإلكترونية للاكتتاب الأوّلي باستخدام بطاقة «آيفستر» سارية المفعول وتحتوي على مبالغ كافية لسداد قيمة الأسهم.

2. شخصياً، لدى فروع البنوك المتلقية للاكتتاب، وهي: أبوظبي الوطني، والإمارات دبي الوطني، والمشرق، ودبي الإسلامي، والخليج الأول، ودار التمويل، والاتحاد الوطني، والإمارات الإسلامي.

3. عن طريق الاستثمار الإلكتروني من خلال أجهزة الصراف الآلي لبنك الإمارات دبي الوطني (فقط لعملاء بنك الإمارات دبي الوطني).

ويبلغ الحد الأدنى للاكتتاب للمستثمرين الأفراد 10 آلاف درهم، وأي استثمار إضافي يتم بزيادات لا تقل عن 1000 درهم، ولا يوجد حد أقصى للاكتتاب في الأسهم المعروضة للبيع، ومع ذلك، يحظر النظام الأساسي للشركة على أي مساهم (باستثناء المؤسسين) أن يمتلك أكثر من 5% من أسهم الشركة.

وتفصيلاً، أعلنت مجموعة «إعمار مولز»، أمس، عن النطاق السعري لأسهمها العادية المعروضة للبيع في الاكتتاب العام، وتم تحديد النطاق السعري بين 2.5 و2.9 درهم للسهم الواحد، متوقعة الإعلان عن سعر البيع النهائي في 29 سبتمبر الجاري.

وأكدت أنه سيتم تحديد سعر البيع النهائي بناء على عملية البناء السعري، وسيتم تخصيص الأسهم للمستثمرين في شريحة الأفراد بالسعر المعلن نفسه لشريحة المؤسسات المؤهلة، مبينة أنه عند احتساب متوسط النطاق السعري، ستبلغ القيمة السوقية لمجموعة «إعمار مولز» عند قبول إدراج وتداول أسهم الشركة في سوق دبي المالي نحو 35.1 مليار درهم (9.6 مليارات دولار).

وأفادت بأن عدد الأسهم المشمولة في الاكتتاب يبلغ ملياري سهم، أي 15.4% تقريباً من إجمالي رأس مال الشركة، موضحة أن الاكتتاب متاح للمستثمرين الأفراد (حتى نسبة 30% من العرض) والمؤسسات الاستثمارية المؤهلة (حتى نسبة 70% من العرض)، في حين ستكون نسبة 10% من مجمل العرض متاحة للتخصيص للمساهمين الحاليين في شركة «إعمار العقارية» الذين امتلكوا أسهم الشركة في نهاية التداول يوم 10 سبتمبر 2014، وإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص أسهم تفضيلية بما يعادل 5% من الأسهم المعروضة للبيع لمصلحة جهاز الإمارات للاستثمار في حال رغبته في الاكتتاب في هذه الأسهم، في إطار عملية تسجيل طلبات الشراء.

ووفقاً لبيان صحافي للشركة، فإن فترة الاكتتاب لشريحة الأفراد وشريحة المؤسسات الاستثمارية المؤهلة بدأت أمس مع إصدار نشرة البيع، وسيغلق باب التسجيل في شريحة الأفراد في 24 سبتمبر الجاري، ويغلق لشريحة المؤسسات الاستثمارية المؤهلة يوم 26 سبتمبر.

وستنشر الشركة في اليوم الأول من أكتوبر المقبل توقعات فريق الإدارة لميزانية مجموعة «إعمار مولز» (بما يعكس المركز المالي الافتتاحي) كما هو بتاريخ 30 سبتمبر 2014، كما ستنشر الإدارة أيضاً بتاريخ 31 أكتوبر 2014 الحسابات المالية المراجعة للمجموعة لفترة الأشهر التسعة المنتهية بتاريخ 30 سبتمبر 2014، وسيتولى مدقق حسابات الشركة مراجعتها.

ويتوقع أن يبدأ القبول والتداول غير المشروط للأسهم في سوق دبي المالي في الثاني من أكتوبر 2014 تحت الرمز (EMRMLS).

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «إعمار مولز»، محمد العبار: «يمثل اليوم خطوة استثنائية في مسيرة المجموعة، إذ ستتاح للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات الفرصة للاكتتاب في أسهم الشركة والمشاركة في النجاحات الكبيرة التي نتطلع إلى تحقيقها مستقبلاً»، معرباً عن ثقته بأن أصول الشركة المميزة، وقوة أداء الشركة الأم، والخبرات الكبيرة التي يتمتع بها الفريق الإداري، بالتزامن مع حيوية السوق الاستهلاكية في دبي ستكون جميعها عوامل مهمة ومتكاملة تضمن تحقيق النمو المنشود في المستقبل.

إقبال كبير

وتوقع مدير إدارة الأصول لدى مجموعة المال كابيتال، طارق قاقيش، أن يشهد الاكتتاب على أسهم «إعمار مولز» إقبالاً كبيراً من قبل المؤسسات المالية، خصوصاً أن النطاق السعري الذي أعلن عنه يعد جيداً وأفضل من توقعات المحللين، مؤكداً أن «(إعمار العقارية) أجرت مشاورات وعمليات تنسيق مع المؤسسات المالية للتشاور قبل الإعلان عن الاكتتاب، ومن ثم فمن المرجح أن يكون الإقبال ملموساً من المؤسسات والصناديق الاستثمارية، بما يضمن تغطية الاكتتاب مرات عدة». وأكد قاقيش أنه «في ما يخص المستثمرين الأفراد، فإنه على الرغم من أنهم لم يعتادوا طريقة البناء السعري واعتيادهم المشاركة في الاكتتابات من أجل الحصول على السهم بالقيمة الدفترية ومن ثم بيعه في أول يوم تداول، إلا أنه من المتوقع أن يكون تركيزهم على الوضع المالي للشركة، خصوصاً أن اقتناء السهم يعد ضرورة لتنويع المحفظة الاستثمارية باقتناء سهم تابع لقطاع جديد هو تجارة التجزئة»، منبهاً إلى أن «أسواق الأسهم المحلية تمكنت من التماسك أمس، بعد خفوت حدة عمليات البيع من أجل تدبير السيولة اللازمة للمشاركة في الاكتتاب الجديد».

ولفت إلى أنه «في ما يخص تأثير إدراج سهم (إعمار مولز) في سوق دبي المالي بداية الشهر المقبل، فإن الإدراج سيؤثر في الأوزان النسبية للشركات عند احتساب المؤشر، ومن ثم سيقل الوزن النسبي لبعض الشركات النشطة الأخرى»، منوهاً بأن «انخفاض نسبة الأسهم القابلة للتداول في (إعمار مولز) يقلل من اهتمام المؤسسات المالية التي تستثمر وفقاً للمؤشرات العالمية مثل (مورغان ستانلي) وغيرها بسهم الشركة، إذ تتطلب سيولة أعلى للأسهم التي تستثمر فيها».

تدبير السيولة

أما عضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين، حسام الحسيني، فذكر أن «النطاق السعري المحدد لسهم (إعمار مولز) يعد منطقياً، وكان متوقعاً من قبل أغلبية المحللين قياساً بالبيانات التي أعلنتها الشركة».

وقال إن «المشكلة تمثلت في صغار المستثمرين الأفراد ممن اعتادوا الطريقة القديمة للاكتتاب من خلال القيمة الدفترية للسهم، إذا رأى البعض أن السعر عالٍ، لكنهم اقتنعوا بالمشاركة في الاكتتاب بعدما لجأوا لاستشارة المتخصصين وبعد معرفة فرص النمو المتاحة للشركة وسهمها في المستقبل»، موضحاً أن «بعض المساهمين في (إعمار العقارية) أصيبوا بامتعاض إذ كانوا يعتقدون (بخلاف ما تم إعلانه) أمس، أنهم سيتنافسون على نسبة 30% من الاكتتاب المخصص للأفراد، إلى جانب تنافسهم على أولوية التخصيص بنسبة 10%».

واستبعد الحسيني أن تشهد أسواق الأسهم المحلية المزيد من عمليات التسييل في الفترة المقبلة من أجل تدبير سيولة للاكتتاب، عازياً ذلك إلى عدد من الأسباب، أولها توفير البنوك عروض تمويل جذابة تمكن من توفير السيولة بسهولة للاكتتاب، إلى جانب أن تخصيص نسبة كبيرة من الاكتتاب للمؤسسات المالية سيحافظ على سيولة السوق، نظراً إلى أن تلك المؤسسات لا تلجأ للتسييل من أجل توفير السيولة، وإنما تستخدم سيولة جديدة.

إقبال كبير

إلى ذلك، قال المستشار وأمين السر بمجلس الإدارة في «دار التمويل»، محمد وسيم، إن «الاكتتاب في اليوم الأول شهد إقبالاً جيداً من المستثمرين مقارنة بالاكتتابات الأخرى بشكل عام، خصوصاً مع كون الاكتتاب من نوعية جديدة بالنسبة للأسواق المحلية ومتعارف عليها عالمياً، إذ يطلق عليها (بوك بلدينغ بريس)».

وأوضح أن «أغلب الاستفسارات التي تلقيناها بخصوص الاكتتاب تمت من مستثمرين كبار، فيما تركزت نوعية الاستثمارات في السعر المحدد للسهم، ونهاية موعد الاكتتاب، إضافة إلى استفسارات أخرى حول كيفية الاكتتاب أو الأوراق المطلوبة»، لافتاً إلى أنه «من المتوقع أن يشهد الاكتتاب مزيداً من الإقبال خلال الأيام المقبلة».

وأكد وسيم أن «أغلب عمليات طلب الاكتتاب تمت من خلال قاعدة الاكتتاب الإلكترونية بسوق دبي المالي، التي شهدت ضغطاً، لسهولة الاكتتاب من خلالها».

من جهته، قال رئيس إدارة الفروع في بنك «المشرق» شاكر زينل، إن «إدارة البنك سجلت اكتتاب 100 مستثمر في اليوم الأول، بلغت القيمة الإجمالية لاكتتاباتهم 10 ملايين درهم»، موضحاً أن «مؤشرات الإقبال خلال اليوم الأول جيدة، وتشير إلى أن الإقبال من الممكن أن يصل خلال الأيام المقبلة إلى 1500 طلب يومياً».

وأضاف أن «إدارة البنك خصصت 12 فرعاً كبيراً في مختلف أنحاء الدولة لإدارة عملية الاكتتاب، مع تخصيص منفذين بكل فرع لتلقي عمليات التسجيل بالاكتتاب والإجابة عن استفسارات المستثمرين»، لافتاً إلى أن «فروع البنك شهد بعضها طوابير، لكن أغلبها تركز في الاستفسار عن جوانب الاكتتاب المختلفة، وهو من الأمور الطبيعية بالنسبة لعمليات الاكتتاب المماثلة».

وبين أنه «من المتوقع ارتفاع نسب الإقبال خلال الأيام الأخيرة المخصصة للاكتتاب بعد اكتفاء المستثمرين بالحصول على الاستفسارات المتعلقة بالاكتتاب ورصدهم للأيام الأولى لعملية الاكتتاب»، مشيراً إلى أن «الاكتتاب تم بطريقة أسهل من عمليات الاكتتاب السابقة، لاعتماده على نظام جديد قائم على ربط إلكتروني بسوق دبي المالي، ما يجعل من عملية الاكتتاب تتم في غضون خمس دقائق فقط، وذلك مع الاكتفاء بالحصول على بيانات جواز السفر الأصلي للمتعامل ورقم المستثمر في السوق، مقارنة بالطريقة السابقة التي كانت تتطلب من المتعامل ملء استمارة الاكتتاب».

وأضاف أن «معظم استفسارات اليوم الأول تركزت حول سعر السهم وإجراءات التسجيل وكيفية عمل حساب في السوق المالي لدخول عملية الاكتتاب، إضافة إلى الاستفسار حول نظام التمويل مع الاكتتاب»، لافتاً إلى أن «الإقبال على الاكتتاب والاستفسار عنه شمل خليطاً بين المستثمرين الصغار والمحترفين عبر فروع البنك المختلفة».

 

تويتر