«آي سي إم كابيتال»: التباين في الأداء بين اقتصادي أوروبا والولايات المتحدة قاد تحركات الأسواق

تراجع حادّ لليورو.. وارتفاع للدولار خلال أغسطس

العملة الأوروبية الموحدة (يورو) تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عام. أ.ب

شهدت أسواق العملات الأجنبية تحركات قوية، خلال أغسطس 2014، إذ ارتفع الدولار بقوة، دفعته إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من عام، في وقت تراجعت فيه العملة الأوروبية الموحدة (يورو) إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عام.

وأغلق مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة العملات الرئيسة، أغسطس الماضي، عند مستوى 82.735 بارتفاع نسبته 1.5%، وهو ما يعتبر المستوى الأعلى له منذ يوليو 2013.

أما «يورو» فقد أنهى تداولاته أمام الدولار، خلال أغسطس الماضي، بانخفاض نسبته 1.9%، ليغلق في آخر أيام التداول خلال أغسطس عند 1.3128 دولار لكل يورو، وهو السعر الأدنى له منذ أغسطس 2013.

وفي هذا السياق، أشار المدير في شركة «آي سي إم كابيتال» البريطانية، شعيب عابدي، إلى أن «الارتفاع في الدولار جاء نتيجة طبيعية للبيانات الأميركية القوية التي شهدناها خلال الفترة الماضية، خصوصاً بيانات سوق العمل».

وأضاف أن «التباين في أداء الاقتصادين الأميركي والأوروبي كان واضحاً خلال الفترة الماضية، إذ إن الاقتصاد الأميركي شهد تحسناً في البيانات، وشهدنا إشارات من (البنك الفيدرالي الأميركي)، ترجح رفع أسعار الفائدة الأميركية، في الوقت الذي تعاني فيه منطقة اليورو مشكلات أهمها التراجع في التضخم، والتراجع في النمو الذي قد تدخل نتيجته منطقة اليورو في حالة ركود اقتصادي، وهو ما يرجح توجه البنك المركزي الأوروبي إلى اعتماد سياسة تيسيرية خلال الفترة المقبلة، سواء من خلال برامج للتيسير الكمي، أو من خلال خفض أسعار الفائدة الأوروبية».

وأوضح عابدي أن «هذا التباين في الأداء، والتناقض بين السياسات المالية الأوروبية والأميركية، حملا إيجابية قوية للعملة الأميركية، وفي المقابل كانت الضغوط قوية للغاية على العملة الأوروبية الموحدة».

وأكد أن «العوامل الجيوسياسية لعبت أيضاً دوراً مهماً، خلال أغسطس الماضي، في تحديد توجهات العملات الأجنبية، خصوصاً الدولار الذي استفاد من مشاعر النفور من المخاطرة، التي دفعت بالمستثمرين إلى الدولار ملاذاً آمناً، لاسيما الأفراد من ذوي الدخل العالي، والمتاجرين بالعملات من أنحاء العالم».

وتوقع عابدي أن يبقى «الفيدرالي الأميركي» في حالة ترقب، خلال سبتمبر الجاري، بانتظار البيانات الأميركية، مشيراً إلى أن هناك توقعات بأن يتم رفع الفائدة الأميركية بشكل أقرب مما كان متوقعاً سابقاً، وذلك في ظل بيانات قوية، ما يجعلنا نترقب البيانات الاقتصادية خلال سبتمبر 2014، كمؤشر لما يمكن أن يقوم به «الفيدرالي الأميركي» في سياسته المالية المقبلة.

من جهة أخرى، قال عابدي إن «(المركزي الأوروبي) يفترض حالياً أن السياسة التيسيرية التي اتبعها خلال اجتماعه في يونيو الماضي، لاتزال بحاجة إلى الوقت، حتى تتمكن من إعطاء النتائج، فيما قد لا تكون كافية، كما يتوقع المزيد من السياسة التيسيرية، سواء بخفض الفائدة الأوروبية، أو بإطلاق برامج تحفيزية قد تشمل عمليات التيسير الكمي، خلال اجتماعه في سبتمبر الجاري».

وتوقع عابدي أن يستمر اليورو في الهبوط، خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن هذا الهبوط قد يستمر حتى نهاية العام الجاري، فيما يتوقع أن يستمر الدولار في الارتفاع.

وأضاف أن «مراقبة البيانات الاقتصادية من كل من أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى ترقب أي تطورات في التوتر بين كل من روسيا وأوكرانيا، سيكونان المحركين الرئيسين لأسواق العملات الأجنبية خلال سبتمبر الجاري».

تويتر