بسبب وفرة السيولة وانخفاض سعر الإقراض بين البنوك

مصرفيون: الفائدة على ودائع وقروض الأفراد في أدنى مستوياتها منذ 2006

التنافس بين البنوك في منح التسهيلات ينعكس إيجاباً على انتعاش الاقتصاد. تصوير: أشوك فيرما

قال مصرفيون إن مستويات الفائدة على ودائع وقروض الأفراد تسجل حالياً أدنى مستوياتها منذ عام 2006 تقريباً، مؤكدين أن ذلك أسهم في انتعاش القطاعات الاقتصادية المتنوعة، مثل أسواق الأسهم والعقار والتجارة وغيرها.

وأوضحوا أن الفائدة على الودائع تراجعت، أخيراً، حتى وصلت إلى مستويات تراوح بين 1 و1.5%، ما جعل كلفة حصول البنوك على الأموال منخفضة، وبالتالي أصبح سعر الإقراض بدوره رخيصاً، ليسجل مستويات تراوح بين 3.5 و4% للفائدة الثابتة و6% للمتناقصة.

وأضافوا أن هذا التراجع مرتبط أيضاً بأسعار «إيبور»، أو ما يعرف بسعر الفائدة على الإقراض بين البنوك، إذ يسجل بدوره حالياً أدنى مستوياته منذ سنوات عدة.

وتفصيلاً، قال رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الهلال، محمد زقوت، إن «البنوك لديها فائض في السيولة، ولم تعد بحاجة كبيرة إلى جذب ودائع المتعاملين، لذا فإن هناك انخفاضاً في أسعار الفائدة يعد الأدنى منذ عام 2006»، مشيراً إلى أن «الأسعار باتت تراوح بين 1 و1.5%، وإن تفاوتت حسب المدة، إلا أنها تدور حول هذه المستويات».

وأضاف أن «تراجع كلفة حصول البنوك على الأموال خفض بدوره فائدة منح التسهيلات والقروض حتى أصبحت تدور بين 3.5 و4% ثابتة أو 6% متناقصة»، مؤكداً أن «الحصول على تمويلات أصبح أسهل، بما مكن الأفراد من الدخول في استثمارات متنوعة، مثل أسواق الأسهم والعقار والتجارة وغيرها».

من جانبها، قالت مسؤولة قروض المواطنين في بنك الخليج الأول، هدى عبدالله، إن «تراجع أسعار الفائدة سواء على الودائع أو القروض مرتبط بأسعار (إيبور)، إذ يسجل بدوره حالياً أدنى مستوياته منذ سنوات عدة»، مؤكدة أن «تراجع أسعار الفوائد بشكل عام يسهم في تحفيز الاقتصاد، خصوصاً في ظل توافر سيولة كبيرة لدى البنوك».

وأضافت أن «أسعار الفوائد على الودائع حالياً تدور حول 1.5%، فيما تبدأ الفائدة على قروض الأفراد من 3.5% لمدة أول عامين لدى بعض البنوك، إذ تتم زيادتها بعد ذلك لمستويات السوق»، مؤكدة أن «هذا التراجع في أسعار الفائدة على الإقراض ينسجم مع توجهات الحكومة لتخفيف الأعباء عن المتعاملين عموماً، والمواطنين بشكل خاص». وتابعت: «البنوك تملك سيولة كبيرة حالياً، لكن يتوقع خلال الأعوام الأربعة المقبلة أن تعاود الأسعار ارتفاعها مرة أخرى بسبب زيادة المشروعات الجديدة المرتبطة بالتحضير لمعرض إكسبو الدولي 2020».

من جانبه، قال الخبير المصرفي، عارف عبدالله، إن «وجود أسعار فائدة متدنية على ودائع الأفراد لا يشجعهم على الاحتفاظ بها لدى البنوك، وإنما استثمارها في مجالات أخرى، فمن لديه 10 ملايين درهم لن يضعها وديعة بفائدة 1% على سبيل المثال»، لافتاً إلى أن «هناك تكدساً للسيولة لدى البنوك، ما جعلها تحدد أسعار الفائدة سواء على الإيداع أو القروض بمستويات تعد الأقل منذ عام 2006، إذ تبدأ من 3.5%»، منوهاً بأن «التنافس بين البنوك في منح التمويلات ينعكس إيجاباً على انتعاش الاقتصاد والسوق بكل قطاعاته».

وأضاف أن «التركيز الحالي ينصب على إقراض الأفراد، ولا يوجد دعم كبير للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما يجعل معظم السيولة تصب في الاتجاه الأول».

تويتر