«الإعلام الاقتصادي»: الشركات تواجه بيروقراطية إدارية في عدد من الدوائر الحكومية العراقية

غيــاب الاستقرار والتشــريعـــات يعيق الاستثمار الإماراتي في الــعراق

«إقليم كردستان» يحظى بفرص استثمارية كبيرة. أرشيفية

قال سفير الإمارات لدى العراق، عبدالله إبراهيم الزوي الشحي، إن الشركات الإماراتية في العراق واجهت تعقيدات جمة، بعضها ناتج عن القوانين والأنظمة الاستثمارية، وأخرى عن عدم الاستقرار الأمني.

وأضاف أن أهم هذه المعوقات يتمثل في عدم الاستقرار السياسي والأمني، والفساد المالي والإداري، وضعف التشريعات المحفزة للاستثمار، وعدم كفاءة البنية التحتية، مؤكداً أن الشركات الإماراتية تمتلك تجربة وخبرة كبيرة في مجال الاستثمار النفطي، وفي قطاع الخدمات وإدارة الموانئ، إلا أن العراق لم يستفد منها.

بدوره، قال مدير مركز الإعلام الاقتصادي في بغداد، ضرغام محمد علي، إن حضور الشركات الإماراتية في العراق خجول جداً، ولا يتناسب مع حجم استثمارات الإمارات في بلدان أخرى ودول الجوار، لافتاً إلى البيروقراطية الإدارية في عدد من الدوائر الحكومية العراقية، ومرحلة تخصيص الأراضي، التي تعد أكبر تلك المعوقات، فضلاً عن عدم فاعلية «النافذة الواحدة».

استثمارات إماراتية

الشركات الإماراتية المستثمرة في العراق

تنشط في العراق شركات إماراتية عدة، أبرزها: «إعمار»، «بلوم»، «الصدارة» العقارية، «طاقة»، مصرف أبوظبي الإسلامي، «روتانا» الفندقية، «طيران الإمارات»، «الاتحاد للطيران»، «فلاي دبي»، «العربية للطيران»، «سكاي لينك أرابيا»، «راين للشحن الجوي»، «إنترناشيونال للتجارة والنقل»، «دانة غاز»، «نفط الهلال»، «جلفار» للاستشارات الهندسية، «الأوائل القابضة» العاملة في قطاع العقارات والصناعة، «غلوبال فارما»، و«نيوفارما» العاملتان في التصنيع الدوائي، الشركة الوطنية لصناعة معدات مكافحة الحريق المحدودة (نافكو)، «إيست بيلدينغ» لبناء المساكن الجاهزة، مجموعة «الصحراء» العاملة في مجال تصميم الحدائق والمتنزهات وزراعتها، ومؤسسة «الريوم» للمقاولات والنقليات العامة.


«استثمار أربيل»: «إعمار» و«تروجان» أبرز الشركات المستثمرة

أكدت هيئة استثمار محافظة أربيل في كردستان العراق، أن شركتي «إعمار» و«تروجان» هما أبرز الشركات الإماراتية بالمحافظة، لافتة إلى وجود مشروعات حالية في مرحلة تخصيص الأراضي.

وقالت رئيسة هيئة استثمار محافظة أربيل في كردستان العراق، نوروز مولود محمد أمين، إن «استثمار الشركات الإماراتية في أربيل بدأ بقطاعات الإسكان والفنادق والسياحة».

وأضافت أن «أبرز الشركات المستثمرة حالياً، وفي مرحلة التنفيذ، هما شركتا (إعمار)، و(تروجان)»، لافتة إلى أن حجم استثمار شركة «إعمار أربيل» التي تنفذ مشروعاً سكنياً سياحياً تجارياً في «داون تاون» بلغ ملياري دولار (7.34 مليارات درهم)، فيما بلغ حجم استثمار شركة «تروجان»، التي تنفذ مشروعاً سكنياً نحو 142.86 مليون دولار (نحو 525 مليون درهم).

وحول المشروعات الجديدة، التي أحيلت للاستثمار لشركات إماراتية ولم تنفذ، أوضحت أمين أن «هناك مشروعات حالية في مرحلة تخصيص الأراضي، وهي مشروع سياحي لشركة (إعمار)، ومشروع ملعب للغولف تنفذه شركة (ميدان غولف)».

وكانت أمين أعلنت، في مؤتمر صحافي، أن حجم الاستثمار بالمحافظة بلغ خمسة مليارات و600 مليون دولار، خلال عام 2013، مبينة أنها ستركز اهتمامها على المشروعات السياحية خلال عام 2014.

وأكدت أن هيئة استثمار أربيل سحبت، خلال الفترة الماضية، الرخصة من 33 شركة، بسبب عدم التزامها بالتعليمات.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/97672.jpg

 شركتا «إعمار» و«تروجان» أبرز الشركات الإماراتية بمحافظة أربيل العراقية. تصوير: أشوك فيرما


«استثمار السليمانية» لم تمنح إجازة لأي شركة إماراتية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/97667.jpg

قال رئيس هيئة استثمار السليمانية في إقليم كردستان العراق، فرمان غريب، إن «الهيئة العامة للاستثمار بالمحافظة لم تمنح حتى الآن أي إجازة لأي شركة إماراتية، على الرغم من عدم وجود عراقيل أو معوقات للاستثمار في السليمانية».

وأضاف أنه «كانت هناك محاولات، لإقامة مشروع سكني بالمحافظة من قبل شركة (بنيان) الإماراتية، إلا أنه بسبب الأزمة المالية العالمية التي حدثت في 2006-2007، لم تكمل الشركة الخطوات اللازمة لهذا المشروع».

وأوضح أن «هناك أكبر مشروع سياحي، تمت إحالته من قبل المجلس الأعلى للاستثمار في حكومة إقليم كردستان إلى شركة (إعمار) العقارية الإماراتية، إلا أنها اعتذرت عن المشاركة في المشروع لانشغالها بمشرعات أخرى في أربيل، ومناطق أخرى»، لافتاً إلى أن مخططات الأرض والتصميم الأساسي للمشروع موجودة لدى الهيئة.

وتفصيلاً، أكد سفير الإمارات لدى العراق، عبدالله إبراهيم الشحي، أن «السفارة تقوم بمساعيها الدبلوماسية في تهيئة الأجواء، لعقد اجتماعات ثنائية بين الجانبين الإماراتي والعراقي، والعمل على تحفيز وتشجيع الشركات الإماراتية، للاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية»، لافتاً إلى التركيز على الاستثمار في البنى التحتية والمشروعات السكنية المتكاملة الخدمات، وحضور لقاءات تعقد بين الشركات وهيئات الاستثمار، وتذليل الصعاب التي تواجه الشركات قبل التعاقد.

وأضاف أن «الإمارات سعت بعد خروج القوات الأميركية من العراق، إلى الاستثمار في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والاجتماعية والنفطية، لكننا لم نجد تعاوناً ملموساً، بل وجدنا تعقيدات جمة بعضها ناتج عن القوانين والأنظمة الاستثمارية، والآخر ناتج عن عدم الاستقرار الأمني». وتابع: «يمكننا القول إن الاستثمارات الإماراتية في العراق كانت ولاتزال دون الطموح التي سعت إليه القيادة في الدولة».

معوقات الاستثمار

وقال الشحي إن «الحديث عن المعوقات أمام الاستثمار في العراق كبير، إلا أنه يمكن القول إن ما يواجه المستثمر الإماراتي، يواجه معظم المستثمرين، ومن معظم الدول التي ترغب في الاستثمار بالعراق»، لافتاً إلى أن أهم هذه المعوقات يتمثل في عدم الاستقرار السياسي والأمني، والفساد المالي والإداري، وضعف التشريعات المحفزة للاستثمار، وعدم كفاءة البنية التحتية، وفرض استخدام العمالة المحلية، واستخدام مواد محلية في بعض القوانين لبعض المحافظات، فضلاً عن أن آلية اختيار الشركات الأجنبية للاستثمار في العراق تمر بمراحل طويلة ومعقدة، ما يجعل بعض الشركات تعدل عن فكرة استثمارها ودخولها السوق العراقية، وصعوبات الحصول على التراخيص الاستثمارية.

وأكد الشحي أن «هناك جهوداً تبذل، خصوصاً في المحافظات لجذب الشركات الإماراتية، بسبب الثقة الكبيرة والخبرة التي تمتلكها بمختلف المجالات»، مشيراً إلى وجود استثمارات في بعض المحافظات العراقية التي يسودها شيء من الأمن والاستقرار مثل كربلاء، والنجف، وذي قار، وبغداد، بصورة محدودة، فيما يعدّ إقليم كردستان من أكثر الأماكن ملاءمة وجذباً للاستثمارات الأجنبية، لما يتمتع به من أوضاع أمنية ممتازة، ومرونة في الحصول على التراخيص، وفرص استثمارية كبيرة.

وذكر أن «عدداً من الشركات قطعت شوطَاً جيداً في إنجاز مشروعاتها، على الرغم من بعض المعوقات الإدارية واللوجستية والإجرائية»، مشدداً على وجود تعاون في بعض المحافظات لتسهيل سير العمل، خصوصاُ في إقليم كردستان ومحافظة ذي قار.

وأوضح الشحي عدم توافر أرقام دقيقة لحجم الاستثمارات الإماراتية في العراق حالياً، مؤكداً أن سوق الاستثمار في العراق لاتزال في بدايتها، ولم تنهض بالصورة التي تتمناها الحكومة العراقية، أو الشعب العراقي، وذلك بسبب سوء الأوضاع الأمنية والخلافات بين الكُتل والأحزاب السياسية، التي انعكست بشكل سلبي على الأوضاع الاقتصادية. وأفاد بأن «التحسن الأمني الطفيف خلال الفترة الماضية، ساعد على تحفيز النشاط الاقتصادي والاستثماري من خلال استقطاب شركات أجنبية للاستثمار في قطاعات الطاقة والبناء وتجارة التجزئة، ما أوجد تنافساً بين الشركات للاستحواذ على المشروعات، إلا أن انقلاب الأوضاع الأمنية خلال عام 2013 أدى إلى تراجع هذا التنافس».

خبرة إماراتية

ورداً على سؤال: نحو أي قطاع تتجه بوصلة الاستثمار الإماراتي في العراق، أجاب الشحي أن «الشركات الإماراتية تمتلك تجربة وخبرة كبيرة في مجال الاستثمار النفطي، وفي قطاع الخدمات وإدارة الموانئ، إلا أن العراق لم يستفد منها لأسباب مجهولة لدينا».

وأكد أن «هذه الشركات قدمت نفسها أكثر من مرة، وهي أكفأ من عدد كبير من الشركات التي أعطيت فرصاً للاستثمار في هذه المجالات، إلا أنها لم تحظَ بقبول المسؤولين عن هذه المناقصات»، مستدركاً أن الشركات الإماراتية توجد عموماً، بصورة محدودة في قطاع البناء والإعمار والنقل الجوي، في وقت أصبحت الطائرات الوطنية الإماراتية أكبر مشغل في العراق، إذ وصل عدد الرحلات الجوية إلى 78 رحلة أسبوعياً.

حضور خجول

بدوره، قال مدير مركز الإعلام الاقتصادي في بغداد، ضرغام محمد علي، إن «حضور الشركات الإماراتية في العراق خجول جداً، ولا يتناسب مع حجم استثمارات الإمارات في بلدان أخرى ودول الجوار، رغم أن العراق يمثل بيئة استثمارية جيدة».

وأرجع علي ذلك إلى وجود معوقات عدة سببت عزوف شركات الإمارات عن المخاطرة برؤوس أموالها في العراق، سوى بشكل محدود، نتيجة البيروقراطية الإدارية في عدد من الدوائر الحكومية العراقية، لافتاً إلى أن مرحلة تخصيص الأراضي، تعد أكبر تلك المعوقات، فضلاً عن عدم فاعلية «النافذة الواحدة»، إذ إن القانون رقم 13 لسنة 2006 يتضمن توسيع العمل وفقاً للنافذة الواحدة، إلا أنه غير مطبق على أرض الواقع، والتعليمات والقوانين المطبقة في معظم دوائر الدولة العراقية، قديمة، ولاتزال سارية المفعول، وتتعارض مع قانون الاستثمار، ما يؤدي إلى عرقلة العمل، في حين لا توجد هذه المعوقات أمام المستثمرين في دول الجوار مثل الأردن وتركيا، التي توفر مناخات استثمارية راقية، وتصدر الإجازات الاستثمارية للشركات خلال 72 ساعة، وليس كما هي الحال في العراق الذي يستغرق إصدار إجازة استثمارية بين ثلاث وأربع سنوات، الأمر الذي يجعل المستثمرين يعزفون عن المخاطرة بأموالهم في العراق.

وأكد أن «أي شركة استثمارية عربية أو أجنبية لا تستطيع الحصول على الإجازة والأرض وغيرهما، ما لم تستعن بوسيط عراقي يتابع الإجراءات مسبقاً، لأنه يعرف خفايا الأمور، وكيفية التعامل معها».

وتابع علي: «لا يخفى على أحد حجم الفساد المالي والإداري والرشاوى بمعظم الدوائر الحكومية العراقية، ربما نتيجة الحروب، وما يتعرض له البلد من أحداث، ما أوجد أمراضاً وظيفية، إضافة إلى عدم وجود استقرار تشريعي وأمني يحمي الشركات المستثمرة وحقوقها، ولذلك فإن معظم الشركات المستثمرة في العراق حالياً هي من الشركات التي لها باع طويل في العراق، وخبرة المشكلات والمعوقات، وكيفية معالجتها وتجاوزها مثل الشركات التركية والإيرانية».

وشدد علي، على أن الشركات الإماراتية من الشركات العالمية الرصينة التي لها وزنها، والموثوق بها، وبمستوى عملها، وحائزة ثقة دولية ومفضلة على بقية الشركات، لما لديها من رأسمال مريح ومشروعات جيدة ناجحة، نفذتها في العديد من دول العالم ومرحب بها في أي دولة.

تويتر