يوفر قاعدة بيانات لسجلات المرضى ويربط المستشفيات بكلفة 250 مليون درهم

«صحة دبي» تطلق نموذج الرعاية الذكية

«صحة دبي»: النموذج سيمكّن الأفراد من الوصول إلى ملفاتهم الطبية من أي مكان. تصوير: أشوك فيرما

أطلقت هيئة الصحة في دبي، أمس، نموذج الرعاية الصحية الذكية المتكامل، الذي يوفر قاعدة بيانات شاملة ومفصلة لسجلات المرضى، فضلاً عن ربط المستشفيات والمراكز الصحية، ما يتيح خدمات صحية عالية الجودة، ويزيد من كفاءة الموارد البشرية والمالية بنسبة 50%.

ربط المستشفيات

أكدت هيئة الصحة في دبي أن من مميزات النظام الجديد أنه يربط المستشفيات المنتشرة في المنطقة والعاملة بالنظام مع بعضها بعضاً، ليتحقق العديد من الفوائد التقنية والمادية الإيجابية، التي تنعكس بشكل جيد على واقع الرعاية الصحية في المنطقة.

وأضافت أن دبي تمتلك قاعدة بيانات طبية كبيرة ومملوءة بالإحصاءات والأرقام، ونتائج دقيقة تجعل من الإمارة قبلة لرواد البحث العلمي والفعاليات الطبية المختلفة، ما يسمح لدبي بأن تحتل مكاناً بارزاً في هذا المضمار أيضاً، فضلاً عن العديد من الجوانب التي تجعل لهذا النموذج الذكي من الرعاية الصحية آفاقاً واسعة في المستقبل.

ووقعت الاتفاقية في جناح الهيئة في معرض «جيتكس» للتقنية، من قبل المدير العام للهيئة، المهندس عيسى الميدور، والرئيس التنفيذي لشركة «سامسونغ» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، اندور جانغ، ورئيس شركة «إندكس» القابضة، الدكتور عبدالسلام المدني.

وأكدت الهيئة خلال حفل توقيع اتفاقية مع شركتي «سامسونغ» و«إندكس» القابضة في جناحها بمعرض «جيتكس للتقنية»، أمس، أنه سيتم إنجاز المشروع بشكل كامل نهاية عام 2015 بكلفة تصل إلى 250 مليون درهم.

وتفصيلاً، أكد المدير العام للهيئة، المهندس عيسى الميدور، أهمية الاتفاقية التي تهدف إلى دعم التعاون بين القطاعين العام والخاص لتقديم أفضل الخدمات الإلكترونية والخدمات الذكية للعاملين في القطاع الصحي، من أطباء وكوادر طبية ومهنيين صحيين وإداريين في قطاع الرعاية الصحية والموظفين العاملين في القطاع الصحي، إضافة إلى توفير أبرز سبل الرعاية والاهتمام للمرضى وخدمتهم بشكل أفضل.

وقال إن «النظام يتميز بسهولة الدخول إلى ملف المريض إلكترونياً، الذي يحتوي على جميع التفاصيل الخاصة بوضعه الصحي، ونتائج مختبرات التحاليل، وصور الأشعة ونتائج التخطيط، وسجلات زيارة الأطباء، كما يساعد الطبيب على إرسال التعليمات إلى أقسام المراكز الطبية مثل المختبرات والصيدلية»، مبيناً أن النظام يربط جميع أقسام المستشفى من دون الحاجة إلى سجلات أو انتظار، ما يوفر 50% من الزمن اللازم للإجراءات، ويوفر الموارد والدقة في البيانات.

وأوضح أن «عملية تطبيق النموذج تنقسم إلى قسمين، الأول من خلال إنشاء ملف إلكتروني للمريض يتضمن جميع المعلومات المتعقلة بالمريض وسجله الصحي، أما القسم الثاني فيشمل عملية ربط المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ببعضها وإداراتها من خلال أنظمة ذكية تحقق كفاءة عالية».

وذكر أن «هناك مرحلة تحضيرية ستنتهي خلال تسعة أشهر مقبلة، وسيتم من خلالها تشكيل فرق العمل، فيما ستتم عملية ربط المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لهيئة الصحة في دبي خلال عام واحد بعد الفترة التحضيرية، ليكتمل النموذج بشكل كامل في نهاية عام 2015».

ولفت إلى أن «هناك فريق عمل سيتولى تطوير النموذج في مستشفيات القطاع الخاص، إذ ستقدم الهيئة حوافز لها للدخول في النموذج الذكي الذي يستوعب جميع المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية»، مشيراً إلى وجود تنسيق مع وزارة الصحة، فضلاً عن هيئات الصحة في إمارات الدولة بهذا الخصوص.

وأكد أن «النموذج يرفع الكفاءة والقدرة للموارد البشرية والمالية والمنشآت بنسبة 50%، ويخفض نسبة المراجعين إلى النصف تقريباً»، مشيراً إلى أن «وجود قاعدة بيانات سيطور أنظمة العلاج بما يتوافق مع طريقة وأسلوب حياة المواطنين والمقيمين».

وأفاد الميدور بأنه «يمكن للطبيب أن يراجع ملف المريض من أي مركز صحي من خلال النموذج الذكي الذي يحمي الخصوصية أيضاً، إذ يمكن الدخول إلى ملفات المرضى من خلال كلمة سر بحوزتهم فقط، في وقت يوفر فيه النظام آلية لكشف عمليات اختراق ودخول ملفات المرضى دون موافقتهم».

وأكد أن «النموذج سيمنح دبي نقلة نوعية في موضوع السياحة العلاجية من خلال إتاحة التواصل مع المريض بشكل عالمي».

وقال إن «هذه المبادرة تأتي تعزيزاً للنهج الذي تتبعه دبي تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتلبية لمبادرة الحكومة الذكية التي أطلقها سموه خلال مايو الماضي، والتي تهدف إلى توفير الخدمات الحكومية الذكية وتسهيل وصولها إلى المتعاملين في أي مكان وزمان».

وأعلن الميدور عن وجود مشروعات ضخمة ستنفذها هيئة الصحة في دبي خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أنها ترغب في الدخول في شراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ المستشفيات المتخصصة، لتصبح مدينة دبي إحدى الجهات الرئيسة لجذب السياحة العلاجية.

وأشار إلى أنه سيتم ربط النظام الصحي في دبي مع بعضه بعضاً، ليتمكن الأفراد من الوصول إلى ملفاتهم من أي مكان وزمان.

 

 

تويتر