«غرفة دبي» طلبت من البلدين تسهيل منح التأشيرات والسماح لـ «فلاي دبي» بتسيير رحلات إلـى أجوائهما

بوعميم: ‬445 شـركة أوزبكـية وكازاخيـــة تعمل في دبي

بوعميم: التجارة مع البلدين مازالت منخفضة لكن هناك إمكانات كبيرة لتعزيزها. تصوير: أشوك فيرما

كشفت غرفة صناعة وتجارة دبي أن عدد الشركات الأوزبكية والكازاخية العاملة في دبي، المسجلة في عضوية الغرفة، بلغ ‬445 شركة العام الماضي، في زيادة كبيرة وصلت إلى نحو ‬92٪ مقارنة بعددها في عام ‬2009، الذي بلغ ‬232 شركة، مشيرة إلى أن التجارة مع البلدين لاتزال منخفضة، لكن هناك إمكانات لتعزيزها.

وأوضحت الغرفة أنها طرحت، خلال زيارة بعثتها للبلدين، أخيراً، مسألة تسهيل الحصول على التأشيرات، لتعزيز السياحة وممارسة الأعمال مع الجانبين، لافتة إلى أن «فلاي دبي» تتفاوض حالياً مع البلدين لافتتاح خطوط طيران مباشرة لتسهيل انتقال السياح ورجال الأعمال مع البلدين.

وذكرت أن هناك تحديات تواجه التعاون مع البلدين، أبرزها اللغة، والبنية التحتية، إضافة إلى الحاجة إلى سَنّ المزيد من التشريعات والقوانين المنظمة لبيئة الأعمال.

شركات أوزبكية وكازاخية

اقتصاد دبي

قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن «اقتصاد دبي يعيش فترة مزدهرة على جميع الصعد، فالركائز الأساسية للاقتصاد، وهي: التجارة والسياحة والخدمات اللوجستية والمالية، تؤدى بشكل ممتاز، فالسياحة في تقدم مستمر، والتجارة تحقق معدلات نمو تاريخية، والخدمات اللوجستية والمالية تنمو بشكل واضح»، واستطرد «استطيع أن أقول إن دبي تسير واثقة نحو تحقيق نمو خلال العام الجاري يراوح بين ‬4 و‬5٪».

وأشار إلى أن «صادرات وإعادة صادرات أعضاء الغرفة نمت بنسبة ‬7٪ خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري لتبلغ ‬121.6 مليار درهم، ارتفاعاً من ‬113.6 مليار درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي».

وذكر أن «عدد شهادات المنشأ ارتفع بنسبة ‬11.6٪ لتبلغ ‬345.8 ألف شهادة، مقارنة بـ‬309.7 آلاف شهادة خلال الفترة نفسها من العام الماضي»، لافتاً إلى أن «الأرقام تظهر النمو المتزايد لتجارة أعضاء الغرفة الخارجية، في دلالة واضحة على الازدهار الذي يعيشه القطاع التجاري في الإمارة».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/032325552123.jpg

«الغرفة» شاركت في ‬26 فعالية خارجية منذ بداية العام الجاري.     الإمارات اليوم

وتفصيلاً، كشف المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، أن عدد الشركات الأوزبكية والكازاخية العاملة في دبي، المسجلة في عضوية «غرفة دبي»، شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن عدد الشركات الكازاخية ارتفع من ‬96 شركة في عام ‬2009، إلى ‬179 شركة في عام ‬2012، أي بنسبة نمو بلغت ‬86٪، فيما نما عدد الشركات الأوزبكية من ‬136 شركة في عام ‬2009 إلى ‬266 شركة في عام ‬2012، أي بزيادة تتخطى ‬95٪، أي أن البلدين يملكان ‬445 شركة عاملة في الإمارة، مقارنة بـ‬232 شركة في ‬2009، بنمو ‬92٪، وهو ما يعد مؤشراً جيداً يؤكد سيرنا على الطريق الصحيح في ما يتعلق بجذب استثمارات من تلك المنطقة»، متوقعاً زيادة عدد شركات البلدين الراغبة في تأسيس أعمال لها في دبي.

وأوضح بوعميم أن «التجارة مع البلدين مازالت منخفضة، لكن هناك إمكانات كبيرة لتعزيزها، خصوصاً في حال اتخذت دبي ممراً لوجستياً للبضائع الكازاخية والأوزبكية إلى القارة الإفريقية وأسواق المنطقة، كما يمكن لدبي أن تتخذ البلدين ممراً لوجستياً لصادراتها وإعادة صادراتها إلى أسواق رابطة الدول المستقلة».

وأفاد بأن «ترتيب كازاخستان على لائحة الشركاء التجاريين الاستراتيجيين لدبي، ارتفع من المرتبة ‬61 في عام ‬2010 إلى المرتبة ‬58 في عام ‬2011، لكنها تراجعت مع نهاية الربع الأول من عام ‬2012 إلى المرتبة ‬71»، لافتاً إلى أن «أوزبكستان، قفزت من المرتبة ‬112 في عام ‬2010 على لائحة الشركاء التجاريين الاستراتيجيين لدبي إلى المرتبة ‬96 في عام ‬2011، وتراجعت مرتبة واحدة إلى المرتبة ‬97 خلال الربع الأول من عام ‬2012».

دراسات معمّقة

وقال بوعميم إن «اختيار دولتي أوزبكستان وكازاخستان وجهتين لجولة الغرفة التجارية، التي جرت أخيراً، ليس وليد المصادفة، بل جاء بعد دراسات معمقة أجرتها الغرفة»، مشيراً إلى أن «الدراسات أظهرت المزايا التي توفرها أسواق هذه المنطقة كبوابة للاستثمارات في منطقة رابطة الدول المستقلة ووسط آسيا والقوقاز، عدا عن وجود فرص استثمارية مميزة، خصوصاً في قطاعات الخدمات اللوجستية والسياحة والتجارة والبناء والتشييد والبنية التحتية والزراعة والصناعات الغذائية».

وذكر أن «الاهتمام بهذه المنطقة يأتي في سياق استراتيجية الغرفة وتوجهها نحو الأسواق الواعدة، إذ نتطلع إلى أن تستفيد شركات دبي من هذه الفرصة في نسج شبكة علاقات متينة تؤسس لعلاقات مستقبلية تجارية واقتصادية متميزة»، لافتاً إلى أن «الغرفة افتتحت في وقت سابق مكتباً تمثيلياً تجارياً في العاصمة الأذرية باكو، لتسهيل ممارسة الأعمال بين دبي ومنطقة وسط آسيا».

نتائج الزيارة

وحول تقييم نتائج الزيارة والتوصيات التي طرحت خلالها، قال إن «الغرفة تعاملت بإيجابية مع الزيارة التي ساعدت أكثر في التعرف إلى مقومات وبيئة ومتطلبات الاستثمار في كازاخستان وأوزبكستان»، مشيراً إلى أنها «أتاحت لنا الفرصة لتعريف مجتمعي الأعمال في كازاخستان وأوزبكستان بقدرات وخبرات شركات دبي في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية».

وأوضح أن «الزيارة تعد خطوة نحو الأمام، وستكون هناك متابعة مستمرة لجميع الأمور التي طرحت خلال الزيارة، إذ لمسنا تجاوباً من جميع المسؤولين في كازاخستان وأوزبكستان في المسائل التي طرحناها، خصوصاً في مسألة فتح خطوط طيران مباشر بين دبي وكل من كازاخستان وأوزبكستان»، لافتاً إلى أن «مفاوضات تجري حالياً بين (فلاي دبي) والسلطات المعنية في كلا البلدين، ونأمل أن تتكلل بالنجاح، لأن وجود ناقل جوي وطني بين دبي وكازاخستان وأوزبكستان سيؤدي بلاشك إلى مردود إيجابي على السياحة والاستثمارات والأعمال».

الحصول على التأشيرات

وأكد بوعميم أنه تم «طرح مسألة تسهيل الحصول على التأشيرات، الأمر الذي من شأنه أن يعزز السياحة وممارسة الأعمال مع الجانبين، لأننا نرى أن تعزيز العلاقات الاقتصادية يرتبط بمنظومة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الطيران المباشر، وسهولة الحصول على التأشيرات والمناخ الاستثماري المتميز»، مشيراً إلى أهمية وجود بيئة جاذبة للاستثمار، إضافة إلى وجود الرغبة في الاستثمار والتعاون مع الجانبين، إذ إن وجودنا في تلك المنطقة الواعدة يعد مؤشراً واضحاً إلى رغبتنا بالتوسع في هذه الأسواق».

وذكر أن «الوزراء الكازاخيين والأوزبك الذين التقاهم أعضاء بعثة الغرفة، أخيراً، دعوا إلى الاستثمار في إدارة المناطق الحرة، والصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، والنسيج والأقمشة، وهي قطاعات تحمل آفاقاً واسعة للتعاون»، مشيراً إلى أنه «يمكن الاستفادة من كازاخستان للتصدير إلى أسواق روسيا وبيلاروسيا اللتين ترتبطان مع كازاخستان باتحاد جمركي يعفي الصادرات من الضرائب».

تحديات

وأوضح بوعميم أن «هناك تحديات تواجه التعاون مع البلدين، أبرزها عامل اللغة، الذي يشكل أحد أبرز التحديات، لكن ذلك يمكن التغلب عليه من خلال توظيف مترجمين من سكان البلدين يتحدثون على الأقل اللغة الإنجليزية»، لافتاً إلى أن «البنية التحتية مازالت بحاجة إلى الكثير من الجهود لتطويرها إذا ما أردنا أن نستثمر موقع البلدين للتجارة مع أسواق رابطة الدول المستقلة الواعدة»، لافتاً إلى وجود تحديات إدارية «إذ إن هناك ضرورة لسن المزيد من القوانين والتشريعات القانونية المنظمة لبيئة الأعمال والمحفزة لممارسة الأعمال».

استراتيجية طموح

وكشف بوعميم عن إطلاق «غرفة دبي» استراتيجية طموحة تقوم على ركيزتين، هما تعزيز تنافسية دبي في الأسواق الخارجية، وتحفيز النمو الاقتصادي بالإمارة، لافتاً إلى أن «جزءاً من هذه الاستراتيجية يشمل استكشاف أسواق جديدة وواعدة لمجتمع الأعمال في دبي، وتحديد فرص الاستثمار التي من شأنها تعزيز تنافسيتهم في الأسواق العالمية».

وأشار إلى أن «الغرفة شاركت، منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، في ‬26 فعالية خارجية، في ‬18 مدينة، ضمن ‬16 دولة حول العالم، ومنها أذربيجان، كولومبيا، فرنسا، إثيوبيا، بولندا، وغيرها»، مشيراً إلى أن «الغرفة ملتزمة أمام أعضائها ومجتمع الأعمال بإيجاد الفرص لها للتوسع والنمو في الأسواق العالمية».

وبين أن «دبي تتمتع بخبرات واسعة في مجموعة متنوعة من القطاعات التي يمكن أن تفيد البلدين»، مشيراً إلى أن «الغرفة لمست خلال اللقاءات اهتمام الجميع بالاستفادة من الخبرة التي راكمتها شركات دبي على مدى السنوات الماضية، إذ تلقينا طلبات من الكازاخيين والأوزبك للاستفادة من خبرة دبي، خصوصاً في إدارة المناطق الحرة، وتنظيم الفعاليات والمعارض والمؤتمرات العالمية، إضافة إلى الخدمات المصرفية الإسلامية».

الأزمة العالمية

وأشار بوعميم إلى أن «أعضاء البعثة تلقوا استفسارات من المسؤولين ورجال الأعمال الأوزبك والكازاخيين حول كيفية تخطي دبي تداعيات الأزمة المالية العالمية، وأبدوا رغبتهم في استخلاص الدروس والعبر والاستفادة من خبرة دبي في هذا المجال».

وقال إن «الغرفة تدرس القيام بعدد من البعثات الأخرى لوجهات عدة، آخذة في الاعتبار أهمية السوق، وتوافر الفرص الاستثمارية فيها، ومدى فائدتها في تعزيز تنافسية شركات دبي»، مبيناً أن «الوجهات المستقبلية تتضمن أسواقاً القارة الإفريقية وأميركا اللاتينية».

«إكسبو ‬2020»

وحول مساهمة الغرفة في الترويج لملف دبي لاستضافة «إكسبو ‬2020»، قال بوعميم إن «الغرفة لعبت دوراً أساسياً في الترويج لملف الاستضافة، إذ نظمت اللقاءات التعريفية لحشد تأييد مجالس ومجموعات الأعمال العاملة تحت مظلتها»، لافتاً إلى أنها «استعرضت مع الوفود الزائرة للغرفة التي يتخطى عددها سنوياً ‬180 وفداً، ملف الاستضافة، والمزايا التي توفرها دبي لمعرض عالمي بهذا الحجم».

تويتر