«الفطيم العقارية» تدعو إلى إعادة النظر في آلية عقود الإيجارات بمراكز التسوق

«سي بي آر بي»: دبي الثانية عالمياً في تجــارة التجزئة

«مول الإمارات» بين أفضل ‬10 مراكز تسوق عالمية من حيث مبيعات القدم المربعة. الإمارات اليوم

احتفظت دبي للعام الثاني على التوالي، بالمركز الثاني عالمياً بين أكثر الوجهات استهدافاً من قبل تجار التجزئة، بعد العاصمة البريطانية، لندن، وذلك بحسب التقرير السنوي لمؤسسة «سي بي آر بي» العالمية للاستشارات الذي حمل عنوان «عالمية تجارة التجزئة».

ويرسم المسح السنوي السادس لـ«سي بي آر إي»، التأثير العالمي لـ‬320 من كبرى شركات التجزئة على مستوى العالم في أكثر ‬200 مدينة، ويحدد مسارات التوسع في تجارة التجزئة العالمية، ما يقيس «الأسواق الساخنة لتجارة التجزئة في عام ‬2012»، أي تلك التي استقبلت أكبر عدد من علامات التجزئة العالمية الجديدة عليها.

وفي وقت أرجعت فيه غرفة تجارة وصناعة دبي نمو قطاع التجزئة في الإمارة، إلى عوامل أهمها التعافي الاقتصادي، وارتفاع عدد السكان، وزيادة استهلاك الأسر، دعت مجموعة ماجد الفطيم العقارية إلى إعادة النظر في آليات القوانين التي تنظم عقود الإيجارات في مراكز التسوق، وبمزيد من المرونة لإتاحة الفرصة أمام علامات تجارية جديدة تتطلع إلى دخول سوق الإمارة.

وأكدت وجود ما يزيد على ‬160 شركة تجزئة عالمية على قائمة الانتظار للحصول على مساحة شاغرة في «مول الإمارات»، الذي تديره.

وجهة مستهدفة

وتفصيلاً، احتفظت دبي للعام الثاني على التوالي، بالمركز الثاني عالمياً بين أكثر الوجهات استهدافاً من قبل تجار التجزئة، بعد العاصمة البريطانية، لندن، وذلك بحسب التقرير السنوي لمؤسسة «سي بي آر بي» العالمية للاستشارات الذي حمل عنوان «عالمية تجارة التجزئة».

وبحسب التقرير، تحركت العاصمة الفرنسية، باريس، صعوداً مرتبة واحدة إلى المركز الثالث، فيما حلت مدينتا نيويورك الأميركية، وموسكو الروسية، في المركز الرابع.

وكشف التقرير الذي أعلن في مؤتمر صحافي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي، أمس، أن دبي جاءت في المرتبة الرابعة بين أهم الأسواق التي تستهدفها محال التجزئة الجديدة، مع استقطابها ‬25 علامة تجزئة عالمية جديدة خلال عام ‬2012، منها متاجر التجزئة الأميركية «فرانكلين آند مارشال»، والعلامة الإيطالية «بولو هيرتيج»، و«جالافاني»، و«تشيز كيك فاكتوري». فيما تصدرت هونغ كونغ القائمة بجذبها أكبر عدد من علامات التجزئة الجديدة، التي بلغت ‬51 علامة.

وخلص التقرير إلى أن تجار التجزئة توسعوا في مجموعة واسعة من الأسواق خلال العام الماضي، مع استقبال ‬81٪ من البلدان التي شملتها الدراسة لعلامة تجزئة عالمية جديدة واحدة على الأقل خلال عام ‬2012. ومن بين الأسواق الخمس الأولى في معدل وجود شركات التجزئة العالمية كانت دبي هي الأولى من حيث استقبالها للعلامات الجديدة.

نجاح دبي

من جهته، قال العضو المنتدب في شركة «سي بي آر إي» الشرق الأوسط، نيكولاس ماكلين، إن «نجاح دبي في الحفاظ على مكانتها، ثاني أهم مدينة لتجار التجزئة عبر الحدود، انعكاس لوضعها الريادي، مركزاً إقليمياً للسياحة الفردية والعائلية».

وأشار إلى «تضاعف عدد زائري الإمارة إلى ‬10 ملايين زائر سنوياً، فضلاً عن التزام الحكومة بالسعي لمضاعفة ذلك الرقم في عام ‬2020، ما يجعل من الإمارة جذابة للغاية لعلامات التجزئة القائمة والجديدة».

وأضاف أن «النجاح في قطاع التجزئة ناتج في المقام الأول عن مزيج البنية التحتية، خصوصاً في قطاع الطيران في دبي، والاستثمارات على مدى سنوات عدة»، لافتاً إلى أن «دبي تمتعت بأفضل بنية أساسية في الشرق الأوسط، وأفضل شبكة للطيران، والأفضل من حيث المساحات المتاحة لمتاجر التجزئة، فضلاً عن أنها الأفضل بين مدن المنطقة في توافر الفنادق والنمو السكاني، ومعدل انفاق المتسوقين، وعدد زوار المراكز التجارية».

نمو قطاع التجزئة

من جانبه، أرجع النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، هشام عبدالله الشيراوي، نمو قطاع التجزئة في دبي، إلى عوامل متعددة أهمها التعافي الاقتصادي، وارتفاع عدد السكان، وزيادة استهلاك الأسر.

وأشار إلى تنوع مفاهيم تجارة التجزئة الحديثة، واستمرار تدفق السياح والعدد الكبير من المسافرين، وكلها عوامل تلعب دوراً إيجابياً في دعم قطاع التجزئة في الإمارة»، مؤكداً أن «اعتماد (رؤية دبي ‬2020) لجذب ‬20 مليون سائح بحلول عام ‬2020، يعزز التزام حكومة دبي بدعم قطاع السياحة، وما يصاحبه من نمو في تجارة التجزئة».

وذكر الشيراوي أن «قطاع التجزئة يشهد طفرة وانتعاشاً كبيرين، إذ تشير توقعات بنموه ‬5.5٪ سنوياً حتى عام ‬2015، في وقت حلت فيه دبي في المرتبة الثامنة عالمياً ضمن قائمة أكثر ‬20 وجهة عالمية استقطاباً للزوار في العالم، وفي المرتبة الـ‬18 ضمن قائمة أكثر ‬20 وجهة عالمية استقطاباً لإنفاق الزوار خلال عام ‬2012، بقيمة بلغت ‬8.8 مليارات دولار».

وأكد أن «استمرار وجود دبي في مرتبة متقدمة في تصنيف أكثر الوجهات المستهدفة عالمياً لتجار التجزئة، يعزز ثقتنا بأننا ماضون على الطريق الصحيح، وبأننا مركز تجارة التجزئة في المنطقة».

وأفاد بأن «‬2012 كان ممتازاً بالنسبة للأسواق التجارية، إذ سجلت شركة (نخيل) العقارية ملياري درهم، أرباحاً وإيرادات من عمليات التجزئة، بزيادة قدرها ‬23٪ على عام ‬2011»، مشدداً على أن الاعلان بأن الشركة ستستثمر نحو ‬2.5 مليار درهم في مجمعها للتجزئة في «نخلة جميرا» إشارة على الاتجاه التصاعدي لنمو قطاع التجزئة في الإمارة.

وأضاف أن «شركة (إعمار) العقارية ذكرت أن عدد زوار أسواق التجزئة الخاصة بها ارتفع إلى نحو ‬5.2 ملايين زائر، ما يعطي انطباعات إيجابية عن النتائج المتوقعة خلال العام الجاري»، لافتاً إلى أن «غرفة دبي» ستستمر في العمل مع الحكومة في إطار اجراء تغييرات تعزز من مناخ الأعمال والاستثمارات في دبي، وزيادة سهولة ممارسة الأعمال في الإمارة.

خطط توسعية

وبحسب التقرير، هيمنت الأسواق الناضجة على الخطط التوسعية لتجار التجزئة العالمية في عام ‬2012، وعلى الرغم من ذلك، فإن خمس أسواق ناشئة دخلت إلى قائمة الـ‬20 الأوائل. وحلت العاصمة الأوكرانية، كييف في المركز الثاني، والعاصمة البرازيلية، ساو باولو في المرتبة الـ‬25.

وحلت العاصمة، أبوظبي في المركز الرابع، فيما صعدت العاصمة السعودية، الرياض مرتبة واحدة إلى المركز الـ‬14.

وأظهر التقرير أن تجار التجزئة الأميركية الأقوى في خططهم التوسعية العالمية، إذ إنهم على الرغم من تركيزهم التقليدي على أسواق أوروبا الغربية وآسيا، فإنهم يستهدفون حالياً منطقة الشرق الأوسط التي شكلت ‬18٪ من إجمالي توسعاتهم الجديدة خلال عام ‬2012، مقابل ‬17٪ لـ«وسط وشرق أوروبا»، ‬10٪ لأميركا اللاتينية.

وعلى المستوى القاري، كانت أوروبا المنطقة الأكثر استهدافاً لشركات التجزئة، مع اجتذابها ‬49٪ من الداخلين الجدد، تلتها آسيا بـ‬24٪، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ‬11٪، فيما اجتذبت أميركا اللاتينية و«الشمالية» ومنطقة المحيط الهادئ ‬9٪، و‬7٪، و‬1٪ على التوالي.

أما من ناحية نوعية البضائع، فقد مثلت علامات تجزئة الملابس المتوسطة ‬22٪ من الافتتاحات الجديدة، يليها قطاع الأزياء الفاخرة وملابس الأعمال بنسبة ‬20٪. وسجل قطاع المقاهي والمطاعم نمواً بنسبة ‬13٪.

مرحلة التشبع

من جانبه، قال المدير التنفيذي الأول لإدارة العقارات في مجموعة ماجد الفطيم العقارية، فؤاد شرف، إن «نتائج تقرير شركة (سي بي آر إي) ليست مفاجأة، إذ تزداد أهمية دبي باعتبارها وجهة مثلى للتسوق في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتجلى عند النظر إلى زيادة أعداد المتسوقين إلى الإمارة من العالم»، مؤكداً أن دبي لاتزال بعيدة عن مرحلة التشبع، وتواصل مسيرة النمو والتطوير في مختلف القطاعات والمجالات».

ودعا شرف إلى إعادة النظر في آليات القوانين التي تنظم عقود الإيجارات في مراكز التسوق، إذ يتم تجديد العقود تلقائياً بعد انتهاء فترة كل عقد، مطالباً بمزيد من المرونة في هذا الإطار، لإتاحة الفرصة أمام العلامات التجارية الجديدة التي تتطلع لدخول سوق الإمارة.

وأشار خلال المؤتمر الصحافي إلى أن «مراكز التسوق التابعة للشركة، وهي (مول الإمارات) و(ديرة سيتي سنتر)، و(مردف سيتي سنتر) حققت نمواً خلال عام ‬2012 بنسبة ‬10٪ في عدد الزوار، و‬15٪ في المبيعات، مقارنة مع عام ‬2011»، لافتاً إلى أن إجمالي زوار المراكز الثلاثة بلغ ‬74.5 مليون زائر، متوقعاً استمرار زخم النمو خلال العام الجاري.

وذكر شرف أنه «على الرغم من الآفاق الواعدة للتسوق الإلكتروني، فإنه لا يشكل منافسة حقيقة لمراكز التسوق أو سوق التجزئة، بل داعماً يتكامل مع سوق التجزئة»، مستنداً إلى ارتفاع الطلب على استئجار المتاجر في المراكز التجارية باستمرار.

وقال للصحافيين إن «ما يزيد على ‬160 شركة تجزئة عالمية على قائمة الانتظار للحصول على مساحة شاغرة في (مول الإمارات) الذي حل في مرتبة متقدمة بين أفضل ‬10 مراكز تسوق في العالم من حيث مبيعات القدم المربعة».

ولفت إلى أن «مركز (ديرة سيتي سنتر) شهد ‬10 مراحل تطويرية، وتوسعات منذ انطلاقته في عام ‬1995»، مشيراً إلى أن الشركة تحرص على موازنة مستويات المبيعات مع كلفة الإيجارات.

تويتر