«طيران الإمارات» تتوقع ‬20٪ نمواً في عائداتها السنوية

أعلنت مؤسسة مطارات دبي و«طيران الإمارات»، أمس، اكتمال عملية التدشين التدريجية بنجاح تام لمبنى «كونكورس إيه» في مطار دبي الدولي، الذي يعد أول مبنى من نوعه في العالم مخصص لطائرات «إيرباص إيه ‬380»، الأمر الذي رفع الطاقة الاستيعابية للمطار من ‬60 مليون مسافر إلى ‬75 مليون مسافر سنوياً.

إلى ذلك، أفادت «طيران الإمارات»، خلال مؤتمر صحافي عقد في مبنى «كونكورس إيه»، بأنها تتوقع نمواً بنسبة تراوح بين ‬18 و‬20٪ في عائداتها خلال السنة المالية الجارية، المنتهية في مارس العام الجاري، مشيرة إلى أن عدد الطائرات في أسطولها سيرتفع من ‬197 طائرة حالياً إلى ‬204 طائرات بنهاية السنة المالية ‬2013 و‬2014، متوقعة افتتاح ما يصل إلى ست وجهات جديدة خلال الفترة نفسها.

وتفصيلاً، قال رئيس «طيران الإمارات»، تيم كلارك، إن «الافتتاح الكامل لـ(كونكورس إيه)، يعد إنجازاً مهماً يسهم في دعم مسيرة النمو المتواصل لـ(طيران الإمارات)، وتعزيز مكانتها ناقلةً عالميةً تلتزم بتوفير منتجات وخدمات مبتكرة».

وأضاف: «مع انضمام ‬31 طائرة (إيرباص إيه ‬380) إلى أسطول (طيران الإمارات) حتى الآن، إلى جانب ‬59 طائرة أخرى سنتسلمها تباعاً خلال السنوات القليلة المقبلة، تعد الإمارات أكبر مشغل لهذه الطائرة في العالم، لذلك كان من المنطقي أن نشغل هذا الأسطول الضخم من خلال منشأة عالمية المستوى تلبي متطلباتنا».

وأوضح أن «عدد الطائرات في أسطول الشركة سيرتفع من ‬197 طائرة حالياً، بما فيها الطائرات المخصصة للشحن، إلى ‬204 طائرات بنهاية السنة المالية المقبلة، المنتهية بمارس ‬2014»، متوقعاً «افتتاح ما يراوح بين أربع وست وجهات جديدة العام الجاري».

وتوقع أن «ترتفع عائدات الشركة خلال السنة المالية الجارية والمنتهية في مارس ‬2013 بنسبة تراوح بين ‬18 و‬20٪، فضلاً عن معدلات ربحية أكثر من تلك المسجلة خلال السنة المالية السابقة».

وسجلت مجموعة الإمارات أرباحاً صافية قدرها ‬2.1 مليار درهم عن الأشهر الستة الأولى من السنة المالية الجارية المنتهية في ‬30 سبتمبر ‬2012، بارتفاع نسبته ‬68٪ عن الفترة ذاتها من السنة الماضية، التي كانت الأرباح فيها ‬1.3 مليار درهم.

وأشار كلارك إلى أن «تكاليف الوقود تشكل ما يراوح بين ‬40 و‬42٪ من إجمالي التكاليف التشغيلية حالياً»، لافتاً إلى أن «السعر العادل لبرميل النفط هو ‬70 دولاراً، في حين أن الأسعار الحالية تتجاوز حاجز ‬110 دولارات»، متوقعاً أن «تراوح كلفة الوقود بين سبعة وثمانية مليارات دولار العام الجاري بالنسبة للناقلة».

وشدد على أن «(طيران الإمارات) لا تتلقى أي دعم حكومي، كما أنها تسهم بشكل رئيس في اقتصاد دبي»، مشيراً إلى أن «النقل الجوي يسهم بنحو ‬30٪ من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة».

وأكد كلارك «أهمية السوق الهندية على الرغم من الصعوبات التي تواجه الشركة في توسيع أعمالها فيها، فضلاً عن المنافسة السعرية القائمة في هذه السوق»، لافتاً إلى أن «هناك مساعي بين البلدين لتوقيع اتفاقات تسمح بتسيير المزيد من الرحلات وزيادة الأعمال».

وشدد على أهمية «التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وعلى الحكومات أن تكون أكثر انفتاحاً على مسألة تحرير الأجواء ودعم حركة التجارة والسياحة الدوليين».

وأوضح أنه «لا توجد اتفاقات مماثلة لتلك التي أعلنتها (طيران الإمارات) مع (كوانتاس) الأسترالية خلال العام الجاري، باستثناء بعض من اتفاقات المشاركة بالرمز لخدمة بعض محطاتنا».

وذكر أن «الشركة تسيّر حالياً ‬35 رحلة أسبوعية إلى السوق الصينية، وهناك عدد من الوجهات التي تستهدف الناقلة خدمتها في الصين خلال الفترة المقبلة»، مضيفاً أن «(طيران الإمارات) تجري مفاوضات منذ ‬18 عاماً لتسير خدمات إلى العاصمة الألمانية برلين، ولاتزال المفاوضات جارية في هذا الصدد، كونها سوقاً مهمة».

ولفت إلى أن «الناقلة مهتمة بشراء المزيد من طائرات (إيرباص إيه ‬380)، خلال الفترة المقبلة، إذا كانت هناك فرصة»، من دون أن يحدد جدولاً زمنياً، لافتاً إلى أن «المناقشات لاتزال متواصلة مع شركة (بيونغ) حول طائرة (‬777 إكس)»، متوقعاً أن «تطرح الطائرة الجديدة وتتاح للمتعاملين خلال فترة من ستة إلى تسعة أشهر مقبلة».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي، بول غريفيث، إن «افتتاح (كونكورس إيه)، يعد بمثابة نقلة نوعية تحظى بالأهمية ذاتها لافتتاح المبنى (‬3) في عام ‬2008، فهو يوفر منشأة ضخمة حديثة عالمية المستوى تتماشى مع النمو السريع لـ(طيران الإمارات)، وتلبي احتياجات قاعدة متعامليها الدولية».

وأضاف أن «(كونكورس إيه) يمثل عنصراً حيوياً ضمن برنامج التوسع الطموح الجاري تنفيذه في مطار دبي، الذي تبلغ كلفته ‬7.8 مليارات دولار (نحو ‬29 مليار درهم)، للتمكن من استيعاب النمو السريع بمعدلات الحركة في المطار، في ظل التوقعات بأن يصبح أكبر مطار في العالم وأكثرها حركة، من حيث عدد ركاب الرحلات الدولية بحلول نهاية عام ‬2015».

وذكر أن «(كونكورس إيه)، الذي يضم ‬20 بوابة لصعود الركاب إلى طائرات (إيرباص إيه ‬380)، إلى جانب صالتين فاخرتين لمسافري الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، يبلغ إجمالي مساحتهما ‬29 ألف متر مربع، يعمل بشكل تام، بعد اكتمال عمليات التدشين التدريجية التي تواصلت على مدى خمسة أسابيع».

وأوضح غريفيث أنه «مع تشغيل (كونكورس إيه)، ارتفعت الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي من ‬60 مليون مسافر إلى ‬75 مليون مسافر سنوياً، وهو ما يتوافق مع الخطة الاستراتيجية لمطارات دبي، والرامية إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى ‬90 مليون مسافر بحلول عام ‬2018»، لافتاً إلى أن «الطاقة الاستيعابية لصالة رجال الأعمال في المبنى الجديد، التي تعد أكبر صالة من نوعها في العالم، تصل إلى ‬1500 مسافر في الساعة».

وذكر أن «مطار دبي شهد نمواً سنوياً في عدد الركاب بمعدل ‬15.5٪ منذ عام ‬1960»، لافتاً إلى أن «التوسعات التي تجريها مطارات دبي هي لاستيعاب النمو المستمر في أسطول (طيران الإمارات) في المقام الأول»، موضحاً أن «مطار دبي يستثمر في البوابات الذكية والتكنولوجيا الحديثة لتسهيل حركة المسافرين، وتقليص الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات السفر».

ولفت غريفيث إلى أن «الانتقال الكلي إلى مطار (دبي ورلد سنترال) في جبل علي يشكل تحدياً لا يمكن أن يتم قبل عام ‬2025»، مشيراً إلى أن «الارتفاع المتواصل في أعداد الركاب في دبي الدولي ومسافري (طيران الإمارات) سيكون معياراً يحد مثل هذه الأمور خلال الفترة المقبلة».

من جانبه، قال النائب الأعلى للرئيس لخدمات المطار، محمد مطر، إن «عدد موظفي (طيران الإمارات) في مطار دبي يصل إلى ‬240 موظفاً، في حين يبلغ عدد صالاتها المخصصة لمسافري الدرجة الأولى ورجال الأعمال ست صالات، فيما تملك الناقلة ‬33 صالة حول العالم»، مبيناً أن «أكثر من ‬60٪ من ركاب الناقلة هم مسافرو ترانزيت».

وكان التشغيل التدريجي لـ«كونكورس إيه» بدأ في الثاني من يناير ‬2013، وتم خلال الشهر الأول من العمليات في المبنى الجديد مناولة ‬461.9 ألف قطعة أمتعة، نقلت على أكثر من ‬2450 رحلة جوية حملت ‬589.2 ألف مسافر.

ويعد «كونكورس إيه»، الذي بلغت كلفة تشييده ‬12 مليار درهم جزءاً من المبنى (‬3) في مطار دبي الدولي، المخصص لمسافري «طيران الإمارات»، إذ سيتيح المبنى الجديد لركاب الناقلة السفر على متن طائرات «إيرباص إيه ‬380» إلى ‬21 وجهة في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا وآسيا.

ويتصل «كونكورس إيه»، الذي يتألف من ‬11 طابقاً وتبلغ مساحته الإجمالية ‬528 ألف متر مربع، مع «كونكورس بي» والمبنى (‬3) من خلال قطار أنفاق تم إنشاؤه لخدمة المسافرين المغادرين والعابرين.