40 رئيس دولة يشاركون في منتدى الطاقة العالمي في دبي أكتوبر المقبل

الإمارات الــ 10 عالمياً في سهولة الحصول على الكهرباء

دبي تستهدف خفض استهلاك الطاقة 30٪ بحلول عام .2030 تصوير: باتريك كاستيلو

يشارك 40 رئيس دولة و100 وزير للطاقة و2500 من خبراء الطاقة في دول من أنحاء العالم في «منتدى الطاقة العالمي 2012»، الذي ينظم خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر المقبل بمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، تحت شعار «منتدى لقادة العالم».

وأشار مشاركون، خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي، أمس، للإعلان عن الترتيبات المتعلقة باستضافة المنتدى الذي سيعقد للمرة الأولى خارج مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، إلى أهمية انعقاد مثل هذا المنتدى العالمي في ظل الإحصاءات العالمية التي تظهر أن 1.5 مليار شخص في العالم محرومون من الكهرباء، فضلاً عن توقع زيادة الاستهلاك العالمي من الطاقة بنسبة 70٪ خلال الـ25 عاماً المقبلة.

إلى ذلك، كشف المجلس الأعلى للطاقة خلال المؤتمر، أن الإمارات نجحت في الوصول إلى المرتبة الـ10 عالمياً في سهولة الحصول على الكهرباء، بحسب نتائج «تقرير ممارسة أنشطة الأعمال ،2012» الذي صدر عن البنك الدولي، أخيراً.

وأكد أن الإمارات تستهدف خفض استهلاكها من الطاقة بنسبة 30٪ بحلول عام ،2030 مشيراً إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي نجحت في توليد 400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية من دون استخدام كميات إضافية من الوقود، من خلال برامجها لإدارة الطلب على الطاقة.

تنويع المصادر

زيادة الانبعاثات

ذكرت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الإمارات، الدكتورة إليسار سروع، أن «الاتجاهات الحالية للتنمية من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2030 بنسبة تزيد 25٪ على مستوى عام ،2006 ما سيؤدي إلى ارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مستوى انبعاثات يعادل 28 غيغا طن عام ،2006 إلى 40 غيغا طن بحلول عام ،2030 و62 غيغا طن بحلول عام 2050»، مؤكدة أن «الإمارات تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة، ولعب دور ريادي في سوق الطاقة العالمية، لتصبح مركزاً للبحث والتطوير في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة».

وتفصيلاً، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة، سعيد محمد الطاير، إن «استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة ،2030 التي تسعى إلى تأمين واستدامة مصادرالطاقة، تستهدف تنويع مصادر الطاقة لتكون بواقع 71٪ للغاز الطبيعي، و12٪ للطاقة النووية، و12٪ للفحم النظيف، فيما ستشكل الطاقة الكهربائية المولدة باستخدام الطاقة الشمسية 5٪ من احتياجات الإمارة من الكهرباء عام 2030»، مضيفاً أن «المجلس الأعلى للطاقة يستهدف خفض الاستهلاك بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 من خلال اتباع أنظمة حديثة في ترشيد الاستهلاك وإدارة الطلب على الطاقة».

وأكد سموه أنه «في إطار سعي المجلس لتأمين طاقة مستدامة، كونها العامل الرئيس في تقدم الشعوب وتنميتها الحضارية، أسهم قطاع الطاقة الكهربائية متمثلاً في هيئة كهرباء ومياه دبي وبشكل فعال في رفع كفاءة وترشيد استهلاك الطاقة، ما أسهم في تحسين الأثر البيئي وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري نتيجة خفض استهلاك الوقود بمحطات التوليد»، موضحاً أن «الهيئة نجحت من خلال برامجها في إدارة الطلب على الطاقة في توليد 400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية من دون استخدام كميات إضافية من الوقود».

وأشار إلى أن «الهيئة حققت نتائج تتجاوز المعايير العالمية للقطاع الخاص، إذ تفوقت على أفضل 10 شركات من شركات النخبة في أميركا وأوروبا في مجال الكفاءة والاعتمادية والاستدامة والإدارة المثلى لاستثمارات البنى التحتية وتشغيل الشبكات»، لافتاً إلى أن «مثل هذا الأمر أسهم في وصول الإمارات إلى المرتبة الـ10 عالمياً في سهولة الحصول على الكهرباء، بحسب نتائج (تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2012)، الذي صدر أخيراً عن البنك الدولي».

وذكر سموه أن «جهود دبي لتوفير طاقة آمنة ومستدامة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية اشتملت على إطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي العام الجاري، كأكبر مجمّع للطاقة الشمسية في المنطقة»، مبيناً أن «تلك الجهود توجت بمبادرة (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة)، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».

وعن منتدى الطاقة العالمي ،2012 أفاد سموه بأن هذا المنتدى العالمي ينظّم للمرة الأولى خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وبعد منافسة قوية مع كبريات المدن العالمية كون دبي مركزاً عالمياً متميزاً للمال والأعمال والتجارة والسياحة، ولما تتمتع به من بيئة آمنة ونظيفة وجذابة ومستدامة إلى جانب سجل حافل في مجال استضافة الفعاليات العالمية»، موضحاً أن «المنتدى يهدف إلى تبني المناقشات العالمية المتعلقة بشؤون الطاقة من خلال دعم الإرادة السياسية والبحث والتقدم التكنولوجي وبناء القدرات والكوادر وزيادة الوعي وإطلاق الحملات من أجل توفير الطاقة المستدامة التي تعود بالنفع على شعوب العالم كافة، ودعم الإرادة السياسية والبحث والتقدم التكنولوجي، وبناء القدرات والكوادر وإيجاد منصة عالمية للطاقة المستدامة».

منافسة عالمية

من جهته، قال رئيس ومؤسس منتدى الطاقة العالمي، البروفيسور سوك أوه: «نجحت دبي في شق طريقها ووضع نفسها على الخريطة العالمية قطباً للتجارة والمال والسياحة، ما أسهم في فوزها في المنافسة القوية لاستضافة المنتدى، الذي تنافست مدن عالمية من جميع بقاع الأرض على استضافته»، مضيفاً أن «من العوامل الأخرى التي أدّت إلى اختيار دبي، موقعها الاستراتيجي وجهودها الكبرى لتطبيق استراتيجية موحدة تحت مظلة وإشراف المجلس الأعلى للطاقة».

وأكد أن «المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت شعار (اقتصاد أخضر من أجل تنمية مستدامة) ضمت مختلف قطاعات المجتمع الإماراتي، وجمعت مفهومهم للاستدامة في بوتقة واحدة لجعل الاستدامة جزءاً لا يتجزأ من ممارساتهم اليومية».

وأشار إلى أن «مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية يأتي مثالاً آخر من الأمثلة العديدة التي تبرز التزام حكومة دبي وسعيها لتوفير الطاقة النظيفة لسكانها وتحويل الصحراء إلى أرض خضراء، لتصبح مصدراً ذا قيمة يعود بالنفع على البلاد»، لافتاً إلى أن «(منتدى الطاقة العالمي 2012) يسعى إلى إيجاد بيئة داعمة للدول والمدن، مثل الإمارات ودبي، لتبادل أحدث الآراء والأفكار والخبرات والمعارف لتوفير الطاقة المستدامة في مجتمعاتهم».

مركز الإمارات

بدوره، قال وزير الطاقة، محمد بن ظاعن الهاملي، إن «الإمارات تتطلّع اليوم إلى زيادة تنوّع مصادرها من الطاقة، والارتقاء بدورها الريادي مركزا عالميا للبحث والتطوير في مجال الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة، لذا فإنها تشارك بقية الدول في دراسة وتحليل سبل تحقيق مستقبل مشرق وتنمية مستدامة لشعوب الأرض جمعاء»، مؤكداً أن «استضافة دبي للمنتدى تأتي ضمن السياسة التي تنتهجها الإمارات وحكومة دبي، والقائمة على العمل والوفاء لتحقيق متطلبات الشعوب، إذ إن الارتباط بين قطاع الطاقة والنمو الاقتصادي والاستدامة هو ارتباط وثيق، مع أخذ الاعتبارات البيئية في الحسبان عند وضع الخطط التنموية».

تويتر