بسبب ارتفاع متوسط إنفاق سياح المنطقة ومدد إقامتهم مقارنة بأمثالهم من دول العــــــــــــــــــالم

وكالات أجنبية تسعى إلى جذب الســـائح الخليجي

47 سائحاً فقط زاروا كامبوديا من الإمارات العام الماضي. الإمارات اليوم

قال ممثلو وكالات أجنبية لترويج السياحة في العالم إنهم يسعون إلى جذب السياحة الخليجية إلى بلدانهم، بسبب ارتفاع مستوى إنفاق السائح الخليجي، مشيرين إلى أن متوسط إنفاق السائح الخليجي يعد مرتفعاً مقارنة بالسائحين من مختلف دول العالم، وهو ما يجعل من السياحة الخليجية سياحة نوعية.

وأضافوا أنهم يسعون إلى تعريف السائح الخليجي، خصوصاً الإماراتي، بالوجهات السياحية الجذابة في بلدانهم، وما تقدمه من خدمات متكاملة وعروض سياحية قيمة ومتنوعة تتناسب مع احتياجات السائح العربي ومتطلباته، وتراعي احتياجاته الثقافية، لافتين إلى أن هناك بلداناً تعد جديدة نسبياً على السائح الإماراتي، ويمثل عدد السياح الخليجيين القادمين إليها نسبة ضئيلة من إجمالي زوارها، ودور وكالاتهم يتمثل في التعريف بها. وأكدوا أنهم يعملون على خطط تسويقية لترويج السياحة الخليجية من خلال المعارض الكبرى والعروض السياحية، لتغيير الصورة النمطية عن بلادهم البعيدة جغرافياً عن منطقة الخليج، مشيرين إلى أن وجود رحلات طيران مباشرة بين الشرق الأوسط والمدن الكبيرة في تلك المناطق، ما سيؤدي إلى زيادة فرصة وجود السائح الخليجي هناك.

فرنسا

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في الوكالة الفرنسية لتنمية السياحة، كريم ميكاشيرا، إن «فرنسا تسعى إلى جذب مزيد من السياح من منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج إلى المنتجعات الجبلية والثلجية التي تتميز بها البلاد إلى جانب سياحتها التقليدية»، لافتاً إلى أن «الوكالة أطلقت بوابتها الإلكترونية على الإنترنت خلال معرض سوق السفر العربي لمساعدة السياح من منطقة الخليج على التخطيط واختيار المواقع السياحية داخل فرنسا، وتسهيل إجراءات السفر واختيار الأماكن».

وأضاف أن «السياح من منطقة الشرق الأوسط والخليج يعدون أحد العناصر الرئيسة في مجال السياحة العالمية، لذلك نسعى إلى جذب مزيد من السياح ذوي القدرة على الإنفاق والإقامة فترات طويلة داخل فرنسا»، مشيراً إلى أن «السياح الخليجيين يشكلون عنصراً مهماً ومؤثراً في قطاع السياحة، بسبب ارتفاع مستوى إنفاقهم وإقامتهم مدداً طويلة، وذلك مقارنة بالسياح من الدول الأخرى».

وذكر أن «قطاع السياحة يسهم بنحو 7٪ في الناتج القومي الفرنسي».

وأوضح ميكاشيرا أن «50٪ من السياح الخليجيين ينفقون في المتوسط ما يزيد على 5000 يورو يومياً، فيما تصل مدد إقامتهم إلى نحو 11 يومياً في الرحلة الواحدة، التي تعد الأطول مقارنة بسياح الدول الأخرى من العالم»، مضيفاً أن «الغالبية العظمى من سياح فرنسا من المنطقة تأتي من دول الخليج، خصوصاً الإمارات والسعودية والكويت».

ولفت إلى أن «ما يزيد على 42٪ من المقيمين في القصور الفندقية الفاخرة في فرنسا هم من السياح الخليجيين وبعض بلدان منطقة الشرق الأوسط».

وأفاد بأن «الوكالة تسعى إلى التركيز على سياحة المنتجعات الجبلية والثلجية، التي تعد وجهة سياحية جديدة على السياح بالمنطقة»، مشيراً إلى أن «ثلث مبيعات السياحة الفرنسية تتم من خلال الإنترنت، وأن ثمانية من كل 10 سياح يخططون رحلاتهم السياحية عبر الإنترنت».

كامبوديا

من جهته، قال نائب المدير العام في هيئة السياحة في كامبوديا، بلونغ ثويون، إن «كامبوديا، التي تستقطب نحو 2.9 مليون سائح سنوياً، استقبلت من الإمارات 47 سائحاً فقط العام الماضي»، مشيراً إلى أن «الهيئة تعمل حالياً على خطة لزيادة عدد السياح من منطقة الشرق الأوسط، التي يبلغ حصتها من السياحة في كامبوديا نحو 10 آلاف سائح سنوياً».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مشاركته في معرض سوق السفر العربي (الملتقى 2012) الذي اختتم فعالياته في دبي الأسبوع الماضي، أن «الطلب من سوق السياحة العالمي يتزايد سنوياً، إذ يبلغ عدد السياح الذين زاروا كامبوديا نحو مليون سائح خلال الربع الأول من العام الجاري»، متوقعاً أن تستقبل بلاده نحو 3.5 ملايين سائح بنهاية العام الجاري.

وأوضح أن «كامبوديا تجري حالياً مفاوضات مع شركات طيران في المنطقة لتسيير رحلات مباشرة بين مدن رئيسة في الخليج والعاصمة الكمبودية فينوم بن».

وأكد ثويون قدرة بلاده على أن تكون منافساً رئيساً لدول أخرى تقليدية في منطقة جنوب شرق آسيا، إذ تقدم منتجاً سياحياً يتلاءم وطبيعة التقاليد والسكان في منطقة الشرق الأوسط والثقافة العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن «السياحة الخليجية ذات طابع نوعي، إذ تتسم بارتفاع مستوى الإنفاق».

المكسيك

من جانبه، قال المدير الإقليمي في هيئة السياحة المكسيكية، أوسكار نافا، إن «عدد السياح من منطقة الشرق الأوسط إلى المكسيك سنوياً يبلغ نحو 7000 سائح، من بينهم أرقام ضئيلة جداً من دول الخليج العربي»، مضيفاً أن «عدد السياح الذين يزورون المكسيك من الشرق الأوسط يمثل نسبة ضئيلة من إجمالي عدد السياح الذين يزورون البلاد من مختلف أنحاء العالم، الذي يقدر بنحو 23 مليون سائح سنوياً»، مشيراً إلى أن «هيئة السياحة المكسيكية تعمل حالياً على إنجاز اتفاقات للتعاون والتنسيق مع شركات ووكلاء سياحة محليين، وإجراء مفاوضات مع شركات الطيران المحلية لتنشيط السياحة الوافدة من المنطقة إلى المكسيك».

وأوضح نافا أن «الهيئة ستبدأ أيضاً خطة تسويقية لترويج السياحة في المكسيك، ستعمل من خلالها على تغيير الصورة النمطية عن المكسيك، وترويجها باعتبارها بلاداً آمنة للسياحة والعيش وممارسة الأعمال»، مضيفاً أن «المكسيك تستطيع المنافسة بشكل كبير على حصة من السياحة القادمة من الشرق الأوسط، خصوصاً مع وجود رحلات طيران مباشرة تربط عدداً من مدن المكسيك الرئيسة بمنطقة الشرق الأوسط». ولفت إلى أن «المكسيك تقدم سياحة فاخرة تناسب الأغنياء الخليجيين من ذوي الإنفاق السياحي المرتفع».

ألمانيا

من ناحيتها، قالت مديرة التسويق والمبيعات لدول الخليج في المكتب الوطني الألماني للسياحة، التابع للمجلس الوطني الألماني للسياحة، أنتيه رودينغ ـ بودييه، إن «ألمانيا تعد مقصداً سياحياً جذاباً للزوار القادمين من دول الخليج، وتعد منطقة الخليج بشكل عام والإمارات بشكل خاص من الأسواق المهمة المصدّرة للسياح إلى ألمانيا، فالسياح الإماراتيون يقدّرون العروض السياحية القيمة التي نقدمها لهم، سواء تعلّق ذلك بالسياحة بقصد التعرف إلى البلد وزيارة معالمه السياحية والتسوق والترفيه، أو بقصد حضور مؤتمرات أو معارض، أو حتى من أجل السياحة العلاجية وتلقي العلاج المناسب في المستشفيات الألمانية المتخصصة».

وأضافت أن «المكتب الوطني الألماني للسياحة يسعى إلى تعريف السائح الإماراتي بالوجهات السياحية الجذابة في ألمانيا، وما تقدمه المدن الألمانية من خدمات متكاملة وعروض سياحية قيمة ومتنوعة تتناسب مع احتياجات السياح العرب ومتطلباتهم، وتراعي احتياجاتهم الثقافية، ومن أجل ذلك نفذنا العديد من الفعاليات والجولات الترويجية في المنطقة، لاسيما جولة (دلال في ألمانيا) التي اختتمت أخيراً، والتي ركزت هذا العام على المقومات التي تتوافر في ألمانيا وتجعل منها وجهة سياحية مثالية للعطلات العائلية». وذكرت أن «عدد الليالي التي قضاها الزوار القادمون من الخليج في ألمانيا وصل إلى أكثر من مليون ليلة في عام ،2011 بزيادة قدرها 4٪ مقارنة بإحصاءات عام ،2010 وبلغت حصة القادمين من الإمارات من هذه الليالي 28٪»، متوقعة أن ترتفع نسب النمو في أعداد الزوار من الخليج خلال العام الجاري، بعد أن حققت في يناير من الماضي زيادة قدرها 17.8٪، مقارنة بالفترة نفسها من عام .2011

قبرص

بدوره، قال مدير مكتب منظمة السياحة القبرصية في الشرق الأوسط والخليج العربي، فاسيلس ثيوخارديس، إن «قبرص تتوقع استقطاب 20 ألف سائح من الإمارات بنهاية العام الجاري»، لافتاً إلى أن «المنظمة افتتحت مكتباً خاصاً في دبي مزوداً بأحدث الوسائل التكنولوجية لاستقبال طلبات التأشيرة ومنح التسهيلات والمرونة للمسافرين».

وأشار إلى أن «المنظمة أطلقت حملتها الترويجية السياحية لجزيرة قبرص، التي تهدف إلى استقطاب عدد كبير من السائحين والزوار من المنطقة لقضاء فترة الصيف والعطلات في قبرص»، لافتاً إلى أنه «تم عرض عدد كبير من أبرز الفنادق والمنتجعات الترفيهية في قبرص خلال معرض سوق السفر العربي (الملتقى 2012)».

وأضاف: «نتطلع إلى زيادة أعداد السياح القادمين إلى الجزيرة من منطقة الخليج»، موضحاً أن «إجمالي عدد السياح من الإمارات إلى قبرص في عام 2010 بلغ 16 ألف سائح من إجمالي 55 ألف سائح من منطقة الشرق الأوسط إلى قبرص، وزاد عدد السياح من الإمارات إلى قبرص بنهاية عام 2011 ليصل إلى نحو 20 ألف سائح، بسبب زيادة عدد رحلات (طيران الإمارات) وتحولها إلى يومية، ووجود ثلاث رحلات أسبوعية من أبوظبي، فضلاً عن استفادة قبرص من تراجع الأسواق العربية بفعل الأحداث والأوضاع غير المستقرة في عدد من الدول».

تويتر