خبراء دعوا إلى تعزيزها عبر عروض تجذب المواطنين والمقيمين على مدار العام

السياحة الداخلية تعاني غياب التســـويق والتركيز على نظيرتها الخارجية

صورة

قال خبراء ومديرون مسؤولون في مؤسسات للضيافة إن تعزيز دور السياحة الداخلية سيشكل نقطة تحول مهمة في قطاع الضيافة في الدولة، لافتين إلى أن تركيز الفنادق ووكالات السياحة على السوق الخارجية، بالدرجة الأولى، وغياب التسويق الجيد للمنتجات للسياحية داخلياً من أبرز معوقات نمو هذا القطاع.

وذكروا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مشاركتهم في معرض سوق السفر العربي (الملتقى 2012)، أن إحياء السياحة المرتبطة بالمواقع الأثرية والتراثية، وتلك المتعلقة بالأنشطة الترفيهية، وتعزيز مفهوم الإرشاد السياحي، إلى جانب التعريف بمقومات السياحة في مختلف إمارات الدولة، فضلاً عن التوسع في طرح المزيد من العروض السياحية الموجهة للمواطنين والمقيمين حصراً، كل ذلك من شأنه الإسهام في تعزيز هذا القطاع دوره الحيوي.

وشددوا على أهمية أن تكون العروض متاحة طوال العام وألا تقتصر على فترة الصيف، مؤكدين أهمية التنسيق بين الهيئات والدوائر المختصة في قطاع السياحة في مختلف إمارات الدولة لدعم السياحة الداخلية، فضلاً عن تعاقد وكالات السياحة والسفر المحلية، مع الفنادق المنتشرة في الدولة على طرح العروض بأسعار الجملة على غرار ما يحدث بالنسبة للسياحة الوافدة من الخارج.

حجز إلكتروني

قال المدير العام لشركة «هوليديز أرابيا دوت كوم» للحجوزات الإلكترونية، عدنان حمداني، إن «الشركة التي تم الإعلان عنها على هامش معرض سوق السفر العربي، الذي اختتمت فعالياته أخيراً، ستتخذ من دبي مقراً، وستركز على السوق المحلية بصورة رئيسة من خلال العديد من العروض بالتعاون مع منشآت ضيافة لاستقطاب السياح الداخليين، وبأسعار تنافسية»، مشيراً إلى أن «السوق الداخلية واعدة جدا».

وأوضح أن «نسبة حجز العطلات السياحية عن طريق الحجوزات الإلكترونية في الإمارات تصل إلى نحو 30٪، والشركة تسعى إلى دراسة العروض جيداً قبل طرحها، بما يتوافق مع اهتمامات السائح الداخلي، وقد طرحت مبدئياً عرض نهاية الأسبوع الذي يستهدف العائلات والأفراد في الدولة».

حملة لتشجيع السياحة الداخلية في دبي صيفاً

قال مدير إدارة تصنيف الفنادق في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ماجد المري، إن «الهيئة تعمل على العديد من المبادرات في الوقت الراهن، منها تشجيع السياحة الداخلية في دبي، إذ إنها ستطرح حملة تستهدف كلاً من السياح الداخليين والأجانب تحت عنوان (اكتشف المزيد من الأسباب للاستمتاع بالصيف في دبي)».

وذكر أنه «من خلال هذه الحملة التي ستمتد من منتصف مايو الجاري وحتى نهاية سبتمبر المقبل، ستكون هناك إقامة مجانية لطفلين دون سن الـ12 ولمدة ثلاث ليال، فضلاً عن أن الأطفال سيأكلون مجاناً في المطاعم المنتشرة في الفنادق، إضافة إلى الحصول على حسومات بنسبة تصل إلى 20٪ في المطاعم للكبار»، لافتاً إلى أنه «من خلال هذه العروض، بإمكان الأطفال اللعب مجاناً أيضاً في مجمعات الألعاب الترفيهية في مختلف مراكز التسوق، فضلاً عن عروض تسوق في دبي بحسومات تراوح بين 50 و70٪ على محال المجوهرات».

وأضاف أن «الحملة تركز أيضاً على السياحة الخارجية من خلال تقديم حسومات على تذاكر الطيران بالتعاون مع (طيران الإمارات) تصل إلى 20٪»، مشيراً إلى أن «أكثر من 75 فندقاً في دبي تشارك في الحملة، التي تهدف إلى مشاركة أوسع من قبل السياح الداخليين بعد تطويرها وإضافة العديد من المزايا إليها».

إلى ذلك، قالت مديرة إدارة تطوير الأعمال في دائرة السياحة والتسويق التجاري شيخة المطوع إن «الدائرة ستعزز من مفهوم السياحة الوطنية من خلال تفعيل دور العنصر المواطن في إبراز هوية السياحة التراثية»، لافتة إلى أن «هناك مبادرات أخرى سيتم فيها إبراز التراث الإماراتي خلال العام المقبل، من خلال فعاليات وأنشطة يعيشها السائح الداخلي والخارجي ولا يراها فقط»، مضيفة أن «كل هذه العوامل ستنعكس بمرور الزمن على النهوض بقطاعي السياحة الداخلية والوافدة على حد سواء».

 

وأكدوا أن الفنادق لا تسعى إلى بيع منتجاتها للسائح الداخلي بأسعار أعلى، إلا أن وكالات السياحة الخارجية تشتري العديد من الغرف، وبالتالي تحصل على أسعار أقل من خلال عقود سنوية مع منشآت فندقية في الدولة، وذلك يؤدي في النهاية إلى حصولها على ميزة سعرية وتفضيلات في العروض السياحية، في ما يشبه بيع الجملة للمنتجات.

دعم السياحة

وتفصيلاً، قال المدير العام للمجلس الوطني للسياحة والآثار، محمد خميس المهيري، إن «السياحة الداخلية تعد قطاعاً حيوياً ومهماً، ومن هذا المنطلق فإن المجلس سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى دعمها، وهو ما سينعكس بلا شك على زيادة نسب الإشغال في الفنادق بصورة أكبر»، لافتاً إلى أهمية أن تضطلع المنشآت السياحية في الدولة بدورها، من خلال التوسع في طرح العروض السياحية الموجهة للمواطنين والمقيمين في الدولة حصراً.

وشدد على أهمية السياحة الداخلية العائلية، موضحاً أن «على المنشآت السياحية في الإمارات أن تدرك أن المواطنين والمقيمين في الدولة يحتاجون إلى التشجيع بالدرجة الأولى».

وأكد أهمية التنسيق بين الهيئات والدوائر المختصة في قطاع السياحة في إمارات الدولة لدعم السياحة الداخلية، لافتاً إلى أن «التسويق الجيد له أهمية كبيرة في دعم هذا القطاع، إذ إن الأسعار التنافسية ستعطي السائح الداخلي أولوية تفوق باقي الجهات».

وأشار إلى أن «المجلس نظم ورش عمل لتنظيم مهنة الإرشاد السياحي، والبحث في تشكيل لجنة فنية تعمل على وضع أسس ومنهجيات تدريس المادة العلمية لهذا النشاط مع عرض أفضل الممارسات، فضلاً عن التوطين والتأهيل لمزاولة هذه المهنة الوطنية المهمة، وتجهيز المواقع السياحية والأثرية والتاريخية»، مشيراً إلى أن «تطوير السياحة الداخلية والنهوض بها سيكونان من أولويات عمل المجلس».

عقود سنوية

إلى ذلك، قال المدير العام الإقليمي، مدير تطوير الأعمال في شركة «إيبروتيل»، العالمية لإدارة وتشغيل الفنادق الفاخرة، أشرف حلمي، إن «الفرق في أسعار الغرف الفندقية بالنسبة للمواطنين والمقيمين في الدولة والسياح الأجانب، يعود بالدرجة الأولى إلى أن وكالات السياحة الخارجية تشتري العديد من الغرف، وبالتالي تحصل على أسعار أقل، وترتبط هذه الوكالات بعقود سنوية مع منشآت فندقية في الدولة».

وشبه السياحة الداخلية في الإمارات بأنها «سياحة عطلات نهاية الأسبوع»، موضحاً أن «أي سائح أجنبي آخر لو حجز بشكل فردي من دون الاستفادة من العروض والتخطيط المسبق للحجز سيحصل على الأسعار نفسها المتوافرة في السوق للجميع».

وشدد على أهمية أن «يستفيد السائح الداخلي من العروض المتاحة في السوق بالنسبة للغرف الفندقية، وأهمية التخطيط للحجز قبل فترة والابتعاد عن الحجوزات التي تتم في اللحظات الأخيرة، التي تعتمد أسعارها على العرض والطلب»، مشيراً إلى أن «الفنادق لا تسعى إلى بيع منتجاتها للسائح الداخلي بأسعار أعلى».

وأكد حلمي أن «هناك مساحة كبيرة للعديد من الأفكار والمبادرات التي تهدف إلى تطوير السياحة الداخلية، فسياحة الآثار لا يتم التركيز عليها على الرغم من وجود العديد من المواقع الأثرية التراثية»، لافتاً إلى أهمية «سياحة الغوص والألعاب المائية والمغامرات وغيرها من الأنشطة السياحية والخدمية».

وأوضح أن «السياحة لا تعني الفنادق فقط، فهناك العديد من القطاعات المكملة، مثل الأنشطة الترفيهية والخدمات، فضلاً عن التسويق المدروس للمنتج السياحي».

فعاليات متبادلة

من جانبه، شدد المدير العام لفندق «كونكورد الفجيرة»، محمد فكري، على أهمية وجود مهرجانات وفعاليات متبادلة بين إمارات الدولة، كأن تقوم كل إمارة بإقامة أنشطة تعريفية لها في الإمارات الأخرى بهدف التعريف بمميزاتها وقدراتها السياحية، والتنسيق بين الهيئات للتوصل إلى صيغة تولي اهتماماً كبيراً بالسياحة الداخلية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية التوجه لشريحة المقيمين أيضاً في الدولة، وتعريفهم بالمنتج السياحي في الدولة.

وأوضح أن «الفندق بدأ منذ فترة بتوفير عروض إقامة للسياح الداخليين، وعرضها على شركات ووكالات السياحة المنتشرة في مختلف إمارات الدولة»، مشيراً إلى أن «السياح الداخليين استحوذوا على 25٪ من إجمالي الليالي التي تم قضاؤها في الفندق العام الماضي».

ترويج وتسويق

من جهته، قال المدير العام لفندق «ميلينيوم بلازا»، معين سرحان، إن «الترويج والتسويق المناسب لخدمات السياحة الداخلية يبقى أبرز عامل لتطوير السياحة الداخلية»، مشدداً على أهمية أن تركز الفنادق ووكالات السياحة والسفر على عروض تستهدف السياح الداخليين حصراً، مع التوسع فيها قدر الإمكان بهدف جذب السائح.

وأضاف أن «البحث بحاجة السائح الداخلي يعد أولوية أيضاً في هذا الصدد»، مشيراً إلى أن «الفندق أطلق حملة ترويجية في إمارات الدولة تركز على الطابع العائلي للسياحة، إذ إنه بإمكان الأطفال دون سن 12 الحصول على وجبات طعام مجانية، وهذا الأمر يمثل عامل جذب للعائلات مثلا».

وبين أن «العروض متاحة للجميع حتى قبل فترة زمنية كبيرة، لكن السياح الداخليين لا يستفيدون منها ويلجؤون إلى الحجوزات في اللحظات الأخيرة، وهذه الأخيرة تكون بالطبع مرتفعة الثمن، فضلاً عن كونها فردية وليست جماعية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «بعض المنشآت السياحية ـ بما في ذلك الفنادق ووكالات السياحة والسفر ـ تركز على السوق الخارجية، وتوفر لها العديد من العروض بأسعار تنافسية وتهمل السوق الداخلية».

وشدد على أهمية أن «تكون العروض متاحة طوال العام، وألا تقتصر على فترة الصيف عندما تنخفض معدلات الإشغال، كما أن هناك أهمية لتعاقد وكالات السياحة والسفر المحلية مع الفنادق المنتشرة في الدولة لطرح العروض على غرار ما يحدث بالنسبة للسياحة الوافدة».

أسعار أفضل

من جانبه، قال مدير تطوير الأعمال في شركة «هيرو» للسياحة، مارك مدحت، إن «السياحة الأجنبية تتمتع بأسعار أفضل من السياحة الداخلية بسبب سياسات شركات السياحة التي تسعى إلى استقطاب السياحة الخارجية بصورة جماعية، متجاهلة نظيرتها المحلية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى حصول السياحة الخارجية على ميزة سعرية وتفضيلات في العروض السياحية، في ما يشبه البيع بالجملة للمنتجات»، موضحاً أن «الفنادق عندما تتعامل مع الأفراد فإن سعرها يكون مختلفاً بالطبع عن تعاملها مع المجموعات».

واستطرد: «الفنادق في الإمارات تتمتع بمستوى عالٍ من جودة الخدمات والأسعار المتباينة، حسب مستوى الفندق وتصنيفه»، وأضاف: «الفنادق تعمل على تنظيم باقات سياحية للسياحة الداخلية، وتعمل على تقديم أسعار أقل، لكن هذا يتم على وجه الخصوص خلال فترة الصيف»، لافتاً إلى أن «العروض تتضمن تقديم ثلاث ليالٍ بسعر ليلتين أو التمتع بخدمات إضافية في الفندق عند الحجز».

إضافة مهمة

بدوره، قال المدير التنفيذي لشركة «ترافكو» للسياحة، أسامة بشرى، إن «السياحة الداخلية هي إضافة مهمة جداً لقطاع الضيافة والسياحة في الإمارات، وأنه لا يمكن الاستغناء عنها كمكمل للسياحة الأجنبية في البلاد»، مشيراً إلى أن «سياسة العرض والطلب التي تحكم الاقتصاد هي ذاتها التي تحكم القطاع السياحي، فكلما زاد الطلب على الفنادق ارتفع السعر وعندما يقل الطلب ينخفض».

وأوضح أن «بيع الباقات السياحية للوكالات في الخارج يكون أقل في السعر، لأن الفندق في هذه الحالة يكون ضامناً لمستوى معين من المبيعات، بخلاف البيع الفردي الذي يعد السمة الأساسية للسياحة الداخلية».

ورأى أن «السوق الداخلية في الإمارات مرتبطة بالعطلات الرسمية وفترة الصيف ونهاية الأسبوع، التي يحدث خلالها الطلب على السياحة الداخلية»، مضيفاً أن «السائح الداخلي هنا يطلب بصورة فردية الإقامة في الفندق، ويكون من الصعب هنا التضحية بالسعر الممنوح للمجموعات ومنحه للسائح الفرد»، مبيناً أن «الفندق يفضل بيع 10 غرف لمدة أسبوع كامل من بيع العدد نفسه من الغرف لكن مدة يومين في نهاية الأسبوع، لذا فإنه من الصعب التحكم في أسعار السياحة داخلياً والعمل على خفضها لأقل من الخارجية».

بدوره، قال المدير العام لفندق «لو مريديان العقة»، عضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، باتريك أنطاكي، إنه «منذ أعوام يوفر فندق (لو مريديان) عروضاً صيفية خاصة بالمواطنين والمقيمين في الدولة حصرا»، موضحاً أن «تعزيز دور الـسياحة الداخلية سيشكل نقطة تحول مهمة في قطاع الضيافة في الدولة».

وشدد على أهمية إحياء السياحة المرتبطة بالمواقع الأثرية، على سبيل المثال في إمارة الفجيرة، هناك العديد من المواقع الأثرية المهمة، ولا يدري السائح الداخلي عنها شيئا، مشيراً في هذا الصدد إلى «غياب خدمات أسياسية، منها ما هو متعلق بالإرشاد السياحي بالنسبة لهذه المواقع».

تويتر