العمل باستراتيجية ضبط الكربون بالإمارة في 2013

«دبـي للطاقة» يطرح مناقصة تنفيذ «مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية» مايو الجاري

12 مليار درهم كلفة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. تصوير: إريك أرازاس

أكد المجلس الأعلى للطاقة في دبي، أنه سيتم طرح مناقصة تنفيذ مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» نهاية مايو الجاري، تمهيداً لاختيار الشركة المنفذة للمشروع، في وقت أعلنت فيه هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) عن تلقيها نحو 150 خطاب «إبداء رغبة» من مقاولين راغبين في تولي مهمة بناء أولى المحطات الشمسية الكهرضوئية بقدرة 10 ميغاواط في المشروع الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة.

وأضاف المجلس على هامش فعاليات «المؤتمر العربي للاستدامة ــ الطاقة النظيفة 2012» الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع المجلس أمس، أن «مجمع الطاقة الشمسية»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مطلع العام الجاري، وتصل قدرته الانتاجية المتوقعة إلى نحو 1000 ميغاواط بكلفة 12 مليار درهم، سيتضمن حوافز متنوعة لدعم استخدامات الطاقة الشمسية، مؤكداً العمل باستراتيجية دبي لخفض وضبط الكربون، خلال العام المقبل، وتتضمن تحديد انبعاثات الكربون في دبي.

بدورهم، قال مشاركون في المؤتمر الذي يتناول التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي سيعقد في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل يونيو المقبل، إن الإمارات ماضية في تنفيذ مبادرات متنوعة في قطاع التنمية والاستدامة، والاقتصاد الأخضر، وإنها على مشارف مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية.

مرحلة جديدة

وتفصيلاً، قال وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد بن فهد، خلال افتتاحه المؤتمر، إن «قيادة الدولة تدرس بشكل مستفيض، التحديات التي نشأت عما شهدناه من نمو اقتصادي على مدى 40 عاماً الماضية، ويتجلى اهتمامها بهذه القضية من خلال استراتيجية الإمارات للتنمية المستدامة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحت عنوان (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة)».

وأضاف أن «الدولة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز ريادتها العالمية، ومكانتها مركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء»، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تشتمل على ستة مسارات رئيسة هي: الطاقة الخضراء، وتشجيع الاستثمارات، والمدينة الخضراء، وآثار التغيير المناخي، والحياة الخضراء، والتكنولوجيا الخضراء.

من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، سعيد محمد الطاير، إن «الدولة على مشارف مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية للوصول إلى المراكز الأولى عالمياً في مجال الاستدامة ضمن رؤية واستراتيجية الامارات 2021»، مشيراً إلى مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حول تطلع الإمارات إلى زيادة تنوع مصادرها من الطاقة، وتنمية خبراتها في أسواق الطاقة العالمية، والارتقاء بدورها الريادي مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أن «قضية الاستدامة أصبحت الشغل الشاغل للعديد من الشعوب والحكومات، بسبب تحديات تغير المناخ، وآثاره السلبية في الدول والمجتمعات، الأمر الذي نشهد معه حراكاً نشطاً وتوجهاً عالمياً على مختلف الأصعدة، في المبادرات العالمية الخاصة بالاستدامة، والتغير المناخي، وآثاره من خلال سياسات وبرامج وحوافز تهدف إلى خفض البصمة الكربونية، وحماية البيئة، والحفاظ على الموارد من الهدر، والتوعية بالأخطار المحدقة بكوكب الأرض نتيجة التغير المناخي على الأفراد والدول»، مؤكداً أن الدولة ليست استثناء من تلك الظاهرة العالمية.

وأوضح أن «اطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أخيراً، لاستراتيجية الامارات للتنمية الخضراء، جاء في شكل مبادرة وطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في الدولة تحت شعار (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة)، بهدف أن تكون الإمارات من الرواد العالميين في هذا المجال ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء».

وأكد أن «هذه التوجيهات والمبادرات تمثلت على أرض الواقع في كثير من المشروعات ذات الرؤى بعيدة الأمد مثل، استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المستدامة (آرينا) في أبوظبي، وإنشاء مركز دبي المتميز لضبط الكربون، ووضع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة ،2030 وإطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، ومدينة مصدر، فضلاً عن خطوات كبرى ذات علاقة بموضوع التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والطاقة النظيفة مثل مشروع مترو دبي».

مناقصة تنفيذ

في السياق نفسه، قال عضو مجلس دبي للطاقة رئيس مجلس إدارة مركز دبي لضبط الكربون، المهندس وليد سليمان، إنه «تقرر طرح مناقصة التنفيذ لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية نهاية مايو الجاري، تمهيداً لاختيار الشركة التي ستتولى عملية التنفيذ وفقاً للمعايير المطروحة»، لافتاً إلى أن المجمع سيتضمن وضع حوافز لاستخدامات الطاقة الشمسية ودعم التنمية المستدامة.

وأضاف أنه «يُجرى العمل حالياً في مركز دبي لضبط الكربون، على إعداد خطوات متكاملة لاستراتيجية دبي لخفض وضبط الكربون، قبل نهاية العام الجاري، ليتم العمل بها خلال العام المقبل»، موضحاً أن «تلك الاستراتيجية ستتضمن تحديد انبعاثات الكربون في دبي، وتوفير قاعدة بيانات مترابطة مع المؤسسات الحكومية، والعمل على وضع آليات ضبطها، مع وضع حوافز ومعايير لخفض الكربون في قطاعات الأعمال المختلفة».

تويتر