رغم خفضها استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية

ارتفاع الأسعار وقلة الوعي يحــدّان من انتشار «السيارات الخضراء»

«مرسيدس بنزفيتو» عرضت في «ويتيكس 2012» وجذبت كثيراً من زواره. تصوير: أسامة أبوغانم

قال مسؤولو مؤسسات محلية متخصصة في قطاعات النقل والسيارات إن ارتفاع أسعار «السيارات الخضراء»، التي تعمل بوسائل بديلة للبنزين، وقلة الوعي بأهميتها، يعيقان نمو الطلب عليها وانتشارها محلياً، مقارنة بحجم الإقبال عليها في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

وأشاروا إلى أن شركاتهم استعرضت، على هامش فعاليات معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس 2012»، الذي عقد أخيراً في دبي، نماذج لسيارات خضراء تم طرحها في السوق المحلية لأغراض النقل والتأجير، يعمل بعضها بنظام الشحن بالكهرباء، ويمكن التحكم في بعض وظائفها بالهواتف المتحركة، إلى جانب سيارات أخرى تعمل بنظام «هايبرد»، الذي يدمج بين استخدام المحركات العاملة بالوقود والمحركات الكهربائية، إلى جانب سيارات تعمل بالوقود الحيوي المستخرج من مواد طبيعية.

وأوضحوا أن انتشار «السيارات الخضراء» ونمو الطلب عليها سيستغرق فترة من الزمن، لكن سيدعمه توجه الحكومة لتبني تقليل انبعاثات الكربون، إذ إن السيارات الهجينة تخفض انبعاثات الكربون بنسبة تراوح بين 30 و80٪ مقارنة بالسيارات العادية، فيما لا تصدر السيارات الكهربائية أي انبعاثات.

سيارات خضراء

وتفصيلاً، قالت مسؤولة التنسيق في شركة «غرين كار»، مريم أحمد، إن «الشركة طرحت أخيراً سيارات (خضراء)، يعمل بعضها بالكهرباء، ويتمتع بمزايا مبتكرة، مثل التواصل والتحكم في بعض الوظائف عبر الهواتف المتحركة، إلى جانب سيارات تعمل بنظام (هايبرد) الهجين الذي يدمج بين المحركات الكهربائية والعاملة بالوقود في منظومة واحدة، ما يحقق كفاءة في استهلاك الوقود».

ولفتت إلى أنه «على الرغم من طرح السيارات الخضراء خلال فترة قريبة من العام الماضي، إلا أنها تشهد نمواً تدريجياً في التأجير أكثر منه في البيع، إذ إن قلة الوعي بأهمية اقتناء مثل هذه النوعية من السيارات في المنطقة عموماً، يضعف تبنيها كمفهوم جديد في قطاع السيارات محلياً»، مشيرة إلى «الزائرين الأجانب هم أكثر من يقبل على استئجار السيارات الكهربائية، كونهم أكثر وعياً بأهميتها».

وأضافت أن « سيارة (نيسان ليف) من أبرز السيارات الكهربائية الهجينة المطروحة، التي تعمل بالشحن الكهربائي العادي، أسوة بالأجهزة الكهربائية المنزلية أو الهواتف المحمولة»، مشيرة إلى أن «السيارة مزودة بنظام يتيح استقبال رسالة على الهواتف المتحركة بأن عملية الشحن الكامل للسيارة انتهت، وأنها باتت جاهزة للعمل، إضافة إلى إمكانية تشغيل مكيف الهواء داخل السيارة عبر الهاتف المتحرك».

وقت طويل

ولفتت مريم إلى أن «السيارات الكهربائية تستغرق وقتاً لإعادة شحن بطارياتها وفقاً لقوة التيار الكهربائي المستخدم، إذ تستغرق في حال شحنها بكهرباء المنازل نحو سبع ساعات للشحن الكامل، فيما لو تم شحنها من خلال محطة تابعة للشركة في دبي، تعمل بنظام الطاقة الشمسية وتوفر طاقة بسعات كبيرة، فإن فترة الشحن تقل إلى ثلاث ساعات»، موضحة أنه «يتم إرشاد المشتري إلى كيفية استخدام شاحن السيارة في المنزل أو العمل، إضافة إلى كيفية الشحن في حال احتاج إلى زيارة المحطة التابعة للشركة».

وذكرت أن «السيارة الكهربائية تعمل بأداء قوي وبسرعة تماثل سرعة السيارات العادية، كما أنها بملحقات مشابهة، مثل جهاز الملاحة الجغرافية»، مشيرة إلى أن «الشركة لديها سيارات أيضاً تعمل بنظام هجين يدمج بين العمل بالكهرباء والبنزين، ويتم التحويل بينهما وفق سرعات معينة».

وأوضحت أن «أسعار تأجير السيارات الكهربائية والهجينة لدى الشركة تراوح بين 200 و2000 درهم يومياً، وفقاً لنوعية السيارة وإمكاناتها، وهناك سيارات يابانية الصنع مثل (هوندا) و(نيسان)، وأخرى أميركية مثل (شيفروليه)، وثالثة ألمانية مثل (بورش)، كما أن الشركة تملك سيارة (تسيلا) أسرع سيارة كهربائية في العالم، التي تعد الأعلى سعراً ضمن المجموعة».

وأضافت أحمد أن «الشركة تتوقع نمواً كبيراً خلال السنوات المقبلة في الطلب على السيارات الخضراء محلياً وخليجياً مع نمو الوعي لدى الأفراد بمدى أهميتها في تقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما جعل الشركة تعتزم بناء أربع محطات جديدة خلال الفترة المقبلة للشحن الكهربائي للسيارات في الشوارع».

وقود حيوي

من جانبه، قال مساعد مدير التسويق في شركة «مشاريع قرقاش»، الموزع المعتمد لسيارات «مرسيدس بنز» في دبي والشارقة والإمارات الشمالية، محمد علي، إن «الشركة طرحت محلياً أخيراً أول نموذج لسيارة خضراء نوع (مرسيدس بنزفيتو) المستخدمة في النقل»، لافتاً إلى أن «السيارة تعمل بالديزل الحيوي المستخرج من مواد طبيعية، وتقلص انبعاثات الكربون بنسب تصل إلى 80٪ مقارنة بالوقود الأحفوري، إلى جانب أن استخدام الديزل الحيوي يقلل الملوثات الأخرى مثل مركبات (هايدروكربون) غير المحترقة، وأول أكسيد الكربون، والدخان الأسود، أو ما يطلق عليه (السخام)».

وأضاف «يتمتع وقود الديزل الحيوي بلزوجة تضمن زيادة فترة عمل المحركات وتقلل أعطالها، خصوصاً مع عمل الديزل منظفاً لأنظمة الوقود».

وأشار إلى أن «إطلاق الشركة (مرسيدس بنزفيتو) الجديدة، أخيراً، سيتبعه تحويل 11 مركبة تجارية أخرى للعمل بالديزل الحيوي في إطار منظومة التنمية الخضراء التي تحث الدولة على تبنيها»، موضحاً أنه «على الرغم من الفوائد الكبيرة للسيارات الخضراء، إلا أنها لاتزال تواجه تحديات تتمثل في محدودية الطلب عليها، بسبب قلة وعي عدد كبير من الأفراد بأهميتها في تقليل الانبعاثات الكربونية».

تاكسي أخضر

من جهته، قال مهندس الدعم الفني في إدارة عمليات وتشغيل الأسطول في مؤسسة «تاكسي دبي»، التي تعمل تحت مظلة هيئة الطرق والمواصلات، أحمد ماهر، إن «المؤسسة عرضت أخيراً في (ويتيكس 2012) تجربة لسيارات تاكسي خضراء تابعة لها تعمل بنظام الشحن بالكهرباء مع الوقود البترولي العادي»، موضحاً أن «التاكسي الأخضر يعمل بالكهرباء بالسرعات المنخفضة، ويتحول إلى الوقود أثناء سير المركبة بسرعات أكبر، أو عند انتهاء شحن الكهرباء، التي يعاد شحنها تلقائياً أثناء عمل المركبة بالوقود».

وأشار إلى أن «هذه النوعية من السيارات الخضراء تقلل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 30٪ مقارنة بالسيارت العادية، إلى جانب أنها تخفض استهلاك البنزين بنسبة تصل إلى 30٪ أيضاً»، موضحاً أن «السيارات الخضراء تجد ضعفاً في الطلب عليها محلياً وخليجياً بسبب ارتفاع أسعارها، الذي قد يصل إلى ضعف سعر السيارات التقليدية المماثلة لها في النوع، إلى جانب قلة الوعي الكافي لدى الأفراد بأهمية وكيفية استخدامها عموماً».

تويتر