«سياحة دبي»: معايير خضـراء إلزامية للفنادق تطبّق تدريجيا

567 منشأة فندقية في دبي لديها فرق للسياحة الخضراء. الإمارات اليوم

أفادت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي بأن لجنة مشتركة في الدائرة، تم تشكيلها بالتعاون مع بلدية دبي وهيئة وكهرباء مياه دبي (ديوا)، توصلت إلى توصيات لخفض نسب استهلاك الكهرباء والمياه، وتراعي المعايير البيئة في قطاع السياحة في دبي، لافتة إلى أن هذه التوصيات ستكون ملزمة مع مرور فترة زمنية وبشكل تدريجي، وستسري على جميع المنشآت الفندقية.

وقال خبراء ومديرون عاملون في قطاع السياحة والضيافة ــ خلال الدورة البيئية التي عقدتها الدائرة في دبي أمس، تحت عنوان «السياحة البيئية في الخليج بين الواقع والمأمول»، والتي تستمر ثلاثة أيام، ويحضرها نحو 150 من ممثلي القطاع السياحي ــ إن «جائزة السياحة الخضراء»، التي تعد أبرز مبادرة بيئية في الدائرة، تهدف إلى خفض انبعاث غازات الكربون من الفنادق بنسبة 20٪، مشيرين إلى أنه تماشياً مع الخطط الاستراتيجية تم خفض نسبة الطاقة المستهلكة في الفنادق المشاركة في الجائزة خلال الدورة الماضية بنسبة 12٪، والمياه بنسبة 17٪.

وتفصيلاً، قال مدير إدارة تصنيف المنشآت الفندقية في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ماجد المري، إن «الدائرة ستبدأ بطلب معايير بيئية من المنشآت الفندقية العاملة في دبي في إطار السعي نحو سياحة بيئية خضراء مستدامة»، لافتاً إلى أن «اللجنة المشتركة في الدائرة، التي تم تشكيلها بالتعاون مع كل من بلدية دبي وهيئة وكهرباء مياه دبي، خرجت بتوصيات تتمثل في أن يكون لدى كل فندق يعمل في الإمارة استراتيجية بيئية تخفض من نسب استهلاك الكهرباء والمياه، وتراعي المعايير البيئة، على أن تكون ملزمة تدريجياً وتسري على الجميع على اعتبار أن جزءاً من الفنادق يطبق حالياً هذه المعايير».

وأضاف أن «(جائزة السياحة الخضراء)، إحدى مبادرات الدائرة التي أطلقتها حكومة دبي عام 2010 لقطاع صناعة الضيافة، تهدف إلى خفض انبعاث غازات الكربون من الفنادق بنسبة 20٪»، مشيراً إلى أن «الدائرة تسلمت العام الجاري 104 طلبات للمشاركة في البرنامج».

وبين أنه «تماشياً مع الخطة الاستراتيجية لدبي والخطط الخاصة في الدائرة، تم خفض نسبة الطاقة المستهلكة في الفنادق المشاركة في الجائزة بنسبة 12٪، والمياه بنسبة 17٪ خلال العام الماضي»، موضحاً أنه «تم إدخال فئتين جديدتين إلى الجائزة، هما: الشقق الفندقية، والفنادق من فئة النجمتين».

ولفت إلى أن «الدائرة تسعى إلى مشاركات أوسع في الدورات المقبلة للجائزة»، موضحاً أن «بلدية دبي لديها إدارة خاصة بمسائل البيئة، وهي تعمل مع الدائرة في هذا الصدد، بمشاركة خبراء متخصصين وعاملين في قطاع الضيافة للتوصل إلى الأهداف المرجوة مستقبلاً، ولدراسة نسب الخفض المأمولة في صناعة السياحة في دبي».

تدريب المسؤولين

بدورها، قالت مديرة إدارة تطوير الأعمال في الدائرة، شيخة المطوع، إن «الدائرة عقدت ورش عمل منذ عام ،2008 واستطاعت أن تدرب أكثر من 1000 شخص من المديرين والمسؤولين العاملين في قطاع الضيافة على أفضل السبل للتوجه نحو السياحية البيئية»، لافتة إلى أنه «تم طلب عرض تفصيلي عن منشآتهم الفندقية والحلول المقترحة التي يجب أخذها في الحسبان في هذا الصدد». وأكدت أنه «خلال ورشات العمل تم اعتماد سيناريو مشترك ومتفق عليه بين الجميع بخصوص أبرز المعايير الواجب اتباعها لاعتماد السياحة الخضراء، وتم إرساله إلى جميع المنشآت الفندقية العاملة في الإمارة»، مشيرة إلى أن «قانون تصنيف المنشآت الفندقية الجديدة، الذي سيصدر قريباً يتضمن معايير مبسطة وعامة عن السياحة الخضراء».

وبينت أن «التوجه نحو السياحية الخضراء يتطلب استراتيجيات بيئية وتوجهات واضحة المعالم ودرجة كافية من التدريب الداخلي للتعامل من المعطيات»، موضحة أن «جائزة السياحة الخضراء تشهد المشاركة فيها نمواً سنوياً يصل إلى 10٪».

وأوضحت المطوع أن «التغيير الأخضر في قطاع السياحة حتمي، ونحن نعمل مع جميع المنشآت في هذا الصدد»، موضحة أن «بعض الفنادق تواجه صعوبات، لكن مع مرور الوقت سنسعى إلى تخطي العقبات في كل المنشآت». وذكرت أن «هناك 567 منشأة فندقية في دبي لديها فرق للسياحة الخضراء، كما تعاونت الدائرة مع المنشآت الفندقية لخفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20٪ العام الماضي، وتم تنظيم أكثر من 12 ورشة عمل تدريبية للمشاركين من القطاع السياحي».

قطاع مهم

إلى ذلك، قال المستشار بالمجلس الاقتصادي بمنظمة السياحة العالمية الدكتور سعيد البطوطي، إن «السياحة تمثل أهم قطاع مسهم في اقتصادات دول العالم، وتضخ نحو ثلاثة تريليونات دولار سنوياً في الاقتصاد العالمي»، موضحاً أن «دولاً كثيرة أدركت هذه التوجهات وبدأت بتعزيز مواقعها كوجهات سياحية، إذ بلغ عدد السياح حول العالم العام الماضي نحو 980 مليون سائح، ومن المتوقع أن يصل إلى مليار سائح بحلول العام الجاري». وأضاف أن «معدلات النمو المرتفعة في أعداد السياح لو لم يقابلها نمو متوازن أو أكثر في الاتجاه نحو الأنشطة الصناعية والخدمية التي تحافظ على البيئة وتقلل من انبعاثات الكربون وثاني أكسيد النتروجين والأبخرة ستواجه مشكلات كثيرة تصعد من أزمة التغير المناخي». وركز البطوطي على أهمية «الاتجاه نحو النقل الأخضر في السياحية بدءاً من الحافلات إلى الطائرات، والقطارات، فضلاً عن تنمية الوعي بالسياحة في جميع منشآت الضيافة والفنادق، سواء أكانت شاطئية أو في قلب المدينة أو عائمة، فضلاً عن السفن السياحية التي بدأت هي الأخرى تؤثر في الحياة البحرية». وشدد على أهمية سن تشريعات وقوانين مسؤولة تجاه تعزيز المعايير البيئية واستخدام التجهيزات التي توفر من استهلاك الطاقة والمياه»، موضحاً أن «السياحة في دبي واعدة، إذ تمتلك الإمارة محميات طبيعية ومناطق بيئية تحظى بكم وتنوع بيولوجي كبير جداً».

إلى ذلك، قال الخبير في شؤون البيئة، الدكتور محمد الأشقر، إن «السياحة البيئية مرتبطة بنمو الاقتصاد والسياحة الخضراء جنباً إلى جنب، فضلاً عن توعية السياح والعاملين في القطاع بسبل حماية البيئة من التلوث والحفاظ على التنمية المستدامة»، مؤكداً أهمية «إيجاد تشريعات تشجع مختلف القطاعات على التوجه نحو اقتصاد مستدام صديق للبيئة، وعدم إدخال سلع غير مطابقة للمواصفات العالمية».

تويتر